في إطار مبادرة «الغذاء والنور» العالمية التي دشنتها مؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للخدمات الإنسانية «راف» أواخر العام الماضي، تم تنفيذ مرحلة جديدة من مراحل المبادرة في مدارس جمهورية مالي، لرعاية وتعليم 400 طالب من 200 أسرة فقيرة، وذلك بتكلفة إجمالية تبلغ 900 ألف ريال. وقامت مؤسسة «راف» بتوزيع سلال تموينية بصفة منتظمة على الأسر المستفيدة، وحقائب مدرسية وزيا مدرسيا على الطلاب والطالبات أبناء تلك الأسر، حيث تسلمت كل أسرة حصة مكونة من: جوال من الأرز وجوال من الدخن وكميات من الزيت والحليب والسكر والفول الأخضر، بالإضافة إلى تسلم 400 تلميذ وتلميذة حقائب وزيا مدرسيا يتكون من قميصين وسروالين، والحقيبة تضم مجموعة من الكراريس، والأقلام، والمساطر، والمحافظ وغيرها من اللوازم المدرسية. وقد تم تنفيذ المرحلة الأولى في قرية لاسا بمنطقة كوليكورو، حيث تشرف على تنفيذه منظمة الفاروق شريك راف بمالي، ويستفيد في هذه المرحلة من المشروع 200 أسرة في إقليم كوليكورو. اختيار المستفيدين ووضعت «راف» عدة معايير لاختيار الأسر المستفيدة من المشروع منها: الفقر المدقع، انعدام الدخل الثابت، الأسر التي يكاد أولادها ينقطعون عن التعليم، وبعد اختيار المستفيدين قام فريق «راف» بعمل جولة ميدانية قصد تفقد أحوال المستفيدين والتأكد من شروط الأحقية، وجمع المعلومات عن الأسر وأحوالها حتى يسهل متابعة حالاتهم، وبالتالي معرفة الآثار الاجتماعية للمشروع قبل وبعد تنفيذه. قبول رسمي وقد لاقى هذا المشروع قبولا رسميا وجماهيريا، عبر عنه مسؤول التنمية الاجتماعية في وزارة التضامن المالية والممثل للوزير السيد كوليبالي حيث أعرب عن سروره وامتنانه وقال: نحن مسرورون جدا بهذا المشروع المتميز والرائد الذي يحقق طفرة في التعليم. وأكد كوليبالي أن مبادرة مؤسسة راف ومنظمة الفاروق بتنفيذها هذا البرنامج (مشروع مبادرة الغذاء والنور العالمية) تهدف إلى محاربة ما عرف بأعداء الإنسانية الثلاثة: الجهل والمرض والفقر، وكل واحد من هذه الأشياء تجلب الآخر، لذا فكرت مؤسسة راف في مساهمة لعلاج الجهل والفقر بالغذاء والنور، فالغذاء كما ترونه يساعد الإنسان في بنيانه الفيزيقي، الشيء الذي يساهم بشكل إيجابي في التعليم. من ناحيته قال المدير العام لمنظمة الفاروق الشيخ إبراهيم كونتاو: إن هذا المشروع ذو أهمية كبيرة في القضاء على الأمية بكفالة بعض الأسر الفقيرة غذائياً وتعليمياً لمدة عام، وبناء بعض المدارس في المناطق التي لا يوجد بها مدارس، ودعم الأسر الأشد فقراً بمشروعات تنموية مثل (سوبر ماركت) تساعدهم وتساعد المجتمع الذي يعيشون فيه في القضاء على الجوع والفقر، على أن تقوم هذه الأسر بتعليم أبنائها لتنمية قدرتهم ولتحسين وتغيير أوضاعهم المعيشية المستقبلية. قبول شعبي وقد تلقى الأهالي المشروع بقبول واستحسان كبير من الأسر التي وقع عليها الاختيار ومنهم: أمدو كوليبالي أحد الذين وقع عليهم الاختيار، الذي عبر عن فرحته وامتنانه تجاه هذا المشروع، وقال: إن «هذا المشروع سيمكن أسرته من الحياة الكريمة»، وقدم الشكر لمؤسسة راف على خدماتها الإنسانية. وقالت السيدة فاطو جالو: «إنني سعيدة جدا اليوم، أشعر بسعادة داخلية بسبب هذا المشروع الفريد، سيكون هذا المشروع مفتاح خير، لقد كنا من قبل نعاني كثيرا من أجل توفير التعليم لأولادنا». وقال السيد علي سليمانا كونتا (أحد المستفيدين): هذا جيد للغاية، والله أسأل أن يجعله في ميزان حسناتكم. عندي ستة أولاد أعيش معهم في غرفة واحدة لا تتجاور ثلاثة أمتار مربعة، ثلاثة منهم يدرسون وثلاثة آخرون لا يدرسون، وهذا عمل جبار نسأل الله أن يجعله خيرا وسترا وعونا ومزيدا من البركة. أما السيدة حسنة توري من سباليبوغو فقد عبرت عن شكرها قائلة: توفي زوجي منذ سبعة أشهر وعندي خمسة أولاد وكلهم يدرسون إلا الأخير الرضيع، وسيكون هذا المشروع وهذه المساعدات لنا أملا كبيرا في تحقيق أمنيات أولادنا. وتهدف مؤسسة «راف» من إطلاق هذه المبادرة للمساهمة في القضاء على الجوع والأمية في الدول الأكثر فقراً في العالم، من خلال إلحاق أكثر من 45 ألف طفل وطفلة محرومين من التعليم بالمدارس، وتقديم سلال غذائية لعدد 15 ألف أسرة لمدة عام، ودعم البنية التحتية للتعليم في بعض الدول التي هي بحاجة إلى ذلك، من خلال بناء (10) مدارس، وإقامة مئات المشروعات التنموية المتنوعة لتكون مصدر دخل للأسر المعدمة. وحددت المبادرة 20 دولة مستهدفة في قارتي آسيا وإفريقيا طبقا للتقارير والبحوث الأممية لتنفيذ المبادرة فيها وهي: مالي، النيجر، السودان، أفغانستان، تشاد، باكستان، السنغال، غينيا، اليمن، الصومال، سوريا، ميانمار، بنجلاديش، سيريلانكا، العراق، موريتانيا، توجو، كينيا، نيجريا، ليبيريا.;