تعمدت أن يكون العنوان أعلاه شعبيا وبين قوسين لعل وزير التعليم يحن علينا ويتحدث بما لديه من إستراتيجيات ومتغيرات، خاصة أنه عين في هذا المنصب بعد أن نظّر كثيراً وطويلا للعملية التعليمية الناجحة التي نريدها. انقضت إجازة الأربعة أشهر وبدأت الدراسة ولم نسمع من الوزير سوى خطبة عصماء يحث فيها الأولاد، بنين وبنات، على الجد والاجتهاد واغتنام الفرص المتاحة أمامهم لينتجوا دراسيا ويبدعوا ويفلحوا لينافسوا أقرانهم حول العالم في وقت لم يعد فيه رهان على شيء غير التعليم الممتاز ومخرجاته البشرية التي تؤثر في بناء الدول وتقدمها. كلام جيد جدا لكنه يبقى في إطار حالة الإنشاء وفي حدود الاستسهال الذي لم يعد ينفع في شيء كما هي الحال تماما في العقود الماضية. ما نتطلع إليه هو رؤية تعليمية جديدة حقيقية متكاملة تقول لنا بالضبط أين سنكون بعد سنة وبعد خمس سنوات وبعد عشر سنين؟ كيف سيجري تطوير المناهج لتواكب عصر العلوم وتقنيات العصر التي ما زلنا في ذيل قائمتها بين الدول؟ كيف ستتم عملية تطوير المدرس ليكون كفؤا للوظيفة التعليمية من التمهيدي إلى الجامعة؟ وكيف سنطور مباني المدارس القائمة والقادمة من أجل بيئة تعليمية جاذبة وليست طاردة كما هو الحال الآن؟. غير ذلك هل سيستمر ترددنا الأخير في الابتعاث رغم عوائده التعليمية والتأهيلية الهائلة على تنمية المملكة ومستقبلها؟ وهل سيجد الوزير حلولا عملية سريعة للعاطلين من المستحقين للوظائف التعليمية على اختلافها ولطلبة الاحتياجات الخاصة الذين تنفيهم المدارس العادية الآن لأنها غير مهيأة لهم؟! أسئلة كثيرة طرحناها من قبل ولا نزال نطرحها والوزير (ساكت) لا ينبس ببنت شفة إجابة عليها ولا حتى يرتفع له حاجب احتراما وتجاوبا مع أسئلتنا الملحة المستحقة. لم تعين يا معالي الوزير موجها ولا خطيبا، بل عُينت من القيادة توسما لما فيك من كفاءة وقدرة على تغيير المنظومة التعليمية السعودية إلى الأفضل، فإما أن تقول لنا ماذا أنت فاعل ضمن جدول زمني محسوم وإما أن تعتذر إذا لم يكن لديك شيء، مع خالص دعائنا لك بالتوفيق في موقع آخر. الوقت، يا معالي الوزير، لا يحتمل التأخير ولا يحتمل المجاملات.