بكل المقاييس تعتبر الجولة الثانية، هي البداية الحقيقية والبداية الفعلية لدوري نجوم قطر 2017، ليس فقط لأنها شهدت بداية مواجهات الكبار مع بعضهم البعض، ولكن لأنهم -أي الكبار- لم يخذلوا الجماهير ولم يخذلوا عشاق الكرة القطرية وأمتعوهم بمباراتين ومواجهتين من العيار الثقيل جمعتا العربي مع الجيش، والغرافة مع لخويا واللتين كانت من أقوى المباريات التي أقيمت حتى الآن، ورفعت سقف وطموح الجماهير في مشاهدة دوري وموسم أقوى من المواسم السابقة. مواجهة الغرافة ولخويا كانت الأقوى والأكثر متعة وشهدت 9 أهداف وظلت نتيجتها معلقة حتي الدقيقة الأخيرة وحتى الوقت بدل الضائع حيث كانت في طريقها إلى التعادل 4-4، لولا مهارة وموهبة نام تاي الذي خطف الهدف الخامس وهدف الفوز في نهاية المباراة. لم تكن المتعة في الأهداف التسعة التي شهدتها المباراة رغم أن الأهداف حقيقة كانت ممتعة، لكن المتعة الحقيقية كانت في الصراع الشرس والهجوم المفتوح والمتبادل بين الفريقين الكبيرين، وسرعة انتقال الكرة بشكل رهيب وممتع ورائع من ملعب الغرافة إلى ملعب لخويا حتى أن الجماهير كانت تلهث في المدرجات من شدة وسرعة اللعب وقوة الصراع بين الفريقين. وكانت قمة العربي والجيش أيضاً قمة في الإثارة والمتعة، وشهدت ما لم تشهده قمة الغرافة ولخويا من تغير في النتيجة وتحولها أكثر من مرة، من تقدم للجيش ثم تعادل وتقدم للعربي ثم تعادل وتقدم وانتهاء بفوز الجيش في الوقت القاتل وبهدف أيضاً كان ممتعاً بمهارة وموهبة رومارينهو. القمتان المشتعلتان للأربعة الكبار أمتعتا الجماهير، لكن المباريات الأخرى لم تكن أقل متعة وقوة وإثارة، صحيح أنها لم تصل إلى مستوى مباراتي الغرافة ولخويا والعربي والجيش، إلا أنهما شهدتا أيضاً مستوى جيداً وصراعاً شرساً لاسيما في مباراة الريان وأم صلال أو مباراة الفرص الضائعة والتي خلت من الأهداف، واللقاء المثير الذي جميع الزعيم مع العميد وظلت أيضاً نتيجته معلقة حتى الدقيقة الأخيرة. الجولة الثانية شهدت بدء رحلة الصراع على اللقب بين الرباعي الكبير لخويا والسد والجيش الذين انفردوا بالصدارة وخلفهم الريان حامل اللقب في المركز الرابع وشهدت أيضاً استمرار نفس الصراع على المربع الذهبي بين أم صلال والأهلي والعربي وإن كان العربي طموحه أكبر حتى من مجرد الوصول إلى المربع الذهبي، وكالعادة انحصر صراع الهبوط بين الخور والشحانية والخريطيات والوكرة والسيلية ومعيذر. يبقى الغرافة الفريق الكبير الذي لم يحقق أي فوز حتى الآن وتراجع كثيرا إلى الخلف وهو مركز لا يليق بتاريخه الكبير ولا بالمستويات التي قدمها حتى الآن.