انتزع الجيش السوري والجماعات المتحالفة معه منطقة شمال حلب أمس السبت (24 سبتمبر/ أيلول 2016) فأحكم حصاره لشرق المدينة الخاضع لسيطرة المعارضة المسلحة في ظل قصف جوّي مكثف ضمن هجوم كبير تدعمه روسيا. وقال مسئول في إحدى جماعات المعارضة الرئيسية في حلب لـ «رويترز»: «سقطت حندرات». وجاء في بيان للجيش يؤكد تقدمه في المنطقة أن «أعداداً كبيرة من الإرهابيين» قُتلوا. وفي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمس (السبت) إن إيمان الحكومة السورية بالنصر أصبح الآن أكبر من أيِّ وقت مضى وإن الجيش السوري «يحقق إنجازات كبيرة في الحرب على الإرهاب».الجيش السوري يتقدم في إطار هجوم كبير على حلب بيروت - رويترز انتزع الجيش السوري والجماعات المتحالفة معه منطقة إلى الشمال من حلب أمس السبت (24 سبتمبر/ أيلول 2016) فأحكم حصاره لشرق المدينة الخاضع لسيطرة المعارضة المسلحة في ظل قصف جوي مكثف ضمن هجوم كبير تدعمه روسيا. وتمثل السيطرة على مخيم حندرات للاجئين الفلسطينيين والواقع على بعد بضعة كيلومترات شمالي حلب أول تقدم بري كبير للحكومة في الهجوم الذي أعلنته يوم الخميس. وظل المخيم الواقع على ربوة مرتفعة تشرف على أحد الطرق الرئيسية المؤدية لحلب في قبضة مقاتلي المعارضة لسنوات. وقال مسئول في إحدى جماعات المعارضة الرئيسية في حلب لـ «رويترز»: «سقطت حندرات». وجاء في بيان للجيش يؤكد تقدمه في المنطقة أن «أعداداً كبيرة من الإرهابيين» قتلوا. وقد يكون الهجوم على حلب حيث يعيش أكثر من 250 ألف مدني تحت الحصار في القطاع الخاضع لسيطرة المعارضة أكبر معركة حتى الآن في الحرب التي حصدت أرواح مئات الآلاف من الأشخاص وشردت 11 مليون شخص. وبعد أسبوعين من إعلان موسكو وواشنطن عن وقف لإطلاق النار يبدو أن الرئيس السوري بشار الأسد وحلفاءه الروس تخلوا عن أي زعم بالسعي لتسوية من خلال التفاوض وشنوا حملة لتحقيق انتصار حاسم في أرض المعركة. وأفادت أنباء بمقتل العشرات في شرق حلب منذ أن أعلن الجيش عن الهجوم الجديد في وقت متأخر يوم الخميس ما بدد بقايا الأمل في إحياء وقف إطلاق النار. وظل وزير الخارجية الأميركي، جون كيري يناشد روسيا الأسبوع الماضي وقف الضربات لكن النداء قوبل بالتجاهل. ويقول السكان إنهم يتعرضون لأشرس قصف منذ بدء الحرب وإنه تستخدم فيه قنابل أقوى. وذكر مسئولون في المعارضة أن ضربات جوية عنيفة أصابت أربع مناطق على الأقل في شرق حلب أمس (السبت) وإنهم يعتقدون أن طائرات روسية تنفذ أغلب الضربات. وأظهرت لقطات فيديو لمواقع الانفجارات حفراً عميقة وواسعة. وفي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة قال وزير الخارجية السوري، وليد المعلم أمس (السبت) إن إيمان الحكومة السورية بالنصر أصبح الآن أكبر من أي وقت مضى وإن الجيش السوري «يحقق إنجازات كبيرة في الحرب على الإرهاب». واتهم المعلم الولايات المتحدة وحلفاءها «بالتواطؤ» مع تنظيم «داعش» وغيره من «التنظيمات الإرهابية». وأكد مجدداً على التزام الحكومة السورية بالمضي قدماً في عملية سلام تقودها الأمم المتحدة. وفي معظم الأوقات كانت القوى العالمية مقتنعة على الأرجح بعدم قدرة الأسد أو خصومه على تحقيق نصر حاسم في ساحة المعركة. لكن قرار روسيا بالتخلي على الأرجح عن عملية السلام هذا الأسبوع يعكس تغيراً في تلك الحسابات مع توقعات بأن النصر بات قريباً على الأقل في المدن الغربية حيث يعيش الغالبية الساحقة من السوريين. وتحسن موقف الأسد قبل عام عندما انضمت روسيا للحرب إلى جانبه. وتعمل واشنطن منذ ذلك الحين جاهدة مع موسكو للتوصل إلى تسوية سلمية وأفضى ذلك إلى إبرام اتفاقين لوقف إطلاق النار. ولكن الاتفاقين لم يصمدا طويلاً. وتقول موسكو إن واشنطن لم تف بالمطلوب منها بموجب الاتفاق والمتمثل في فصل المعارضين الرئيسيين عن المتشددين. وخارج حلب تم صد المقاتلين المناهضين للأسد وإبعادهم إلى المناطق الريفية. لكنهم ما زالوا يحتفظون بقوة قتالية مؤثرة وظهر ذلك بالتقدم الذي أحرزوه أمس (السبت). وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن المعارضة المسلحة ومنها جماعة «جند الأقصى» سيطرت على قريتين في محافظة حماة الشمالية وهي منطقة لها أهمية استراتيجية وقريبة من المعقل الساحلي للأقلية العلوية التي ينتمي لها الأسد. وقال مصدر عسكري سوري إن الجيش يخوض «معارك شرسة» حول القريتين وهما معان والكبارية. وقال قيادي بالمعارضة لـ «رويترز» إنه يتوقع أن يحصل المقاتلون على المزيد من الأسلحة من الدول الراعية للتصدي لأحدث هجوم للحكومة رغم أنه لا توجد أي دلالة على أن المعارضة ستحصل على أسلحة متقدمة مثل الصواريخ المضادة للطائرات التي تطالب بها المعارضة منذ وقت طويل. وقال قائد جماعة الفرقة الشمالية، القيادي فارس البيوش «هناك مؤشرات وهناك بعض الوعود» بالحصول على المزيد من الأسلحة رغم إنه لا يتوقع سوى «زيادة طفيفة». وأضاف أنه يتوقع الحصول على المزيد من الأسلحة الثقيلة «كراجمات صواريخ ومدفعية». من جانبه، قال قائد جماعة عراقية مقاتلة موالية للحكومة السورية في منطقة حلب لـ «رويترز» إن الهدف هو السيطرة على حلب بأكملها خلال أسبوع. وقال دبلوماسي غربي الجمعة إن السبيل الوحيد لسيطرة الحكومة على المنطقة بسرعة هو تدميرها بالكامل «بطريقة فظيعة ووحشية ستترك آثاراً لأجيال». وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إن القصف دمر محطة ضخ توفر المياه لشرق حلب الخاضع لسيطرة المعارضة وإن مقاتلي المعارضة ردوا بإغلاق محطة تزود بقية المدينة بالماء ما يحرم مليوني شخص من الحصول على مياه للشرب. وقال مصدر عسكري سوري لـ «رويترز» إن العملية التي تم الإعلان عنها في وقت متأخر من مساء الخميس مستمرة وفقاً للخطة الموضوعة. وأضاف أمس أنها قد تستمر لفترة. ولدى سؤاله عن الأسلحة المستخدمة قال «يستخدم الجيش أسلحة تتناسب مع طبيعة الأهداف التي يتم ضربها للمجموعات الإرهابية وحسب نوع التحصينات» مثل الأنفاق والمخابئ و»تحديداً مقرات قيادة المجموعات». وقال مسئول كبير في (الجبهة الشامية) المعارضة ومقرها حلب في تصريحات لـ «رويترز» إن الجيش يستخدم أسلحة تهدف فيما يبدو لتدمير المباني. وأضاف «معظم الضحايا تبقى تحت الأنقاض بسبب خروج أكثر من نصف الدفاع المدني عن الخدمة».