في مثل هذا اليوم أسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- وطناً وأقام حكماً متخطياً كل حقائق المنطق ومتطلبات الزمان والمكان. في جلال يوم كهذا يعجز الإنسان عن وصف ما حققته همم ثـلة قليلة مـن الرجال قادهم عبدالعزيز لاستعادة الحق ونشر الأمن والأمان. فما الذي يمكن قوله في هذه المناسبة العظمية؟ وهل لإنسان مهما أوتي من قوة التعبير أن يفي عبدالعزيز حقه وفضله. لا شك أن لهذا اليوم أهمية خاصة يستمدها من ذلك المنجز العظيم وقدسية هذه الأرض الطاهرة.. فمن ها هنا انطلقت جحافل جيوش الفتح ومن على هذه الأرض الطيبة شع نور الإيمان وانطلق رجال أمنوا بربهم ونشروا الرسالة المحمدية في شتى أصقاع الأرض. ولو تمعنّا قليلاً في هذه المسيرة المباركة التي خطى المؤسس عبدالعزيز خطواتها الأولى ومن بعده أبناؤه الكرام لوجدنا أنها مستمرة بنفس الزخم والقو ة وعلى نحو يبعث على الدهشة وأن الوضع الآن يشبه ما كان بالأمس البعيد.. فما فتئ أبناء عبدالعزيز يبذلون الغالي والنفيس في سبيل إعلاء كلمة التوحيد والدفاع عن منجزات الوطن الغالي ومصالح الأمة فوق كل أرض وتحت كل سماء. وها نحن في عهد زاهر جديد، عهد سلمان بن عبدالعزيز، الذي أطل بعزيمته وفروسيته وقاد ويقود الوطن إلى بر الأمان والحفاظ على مكتسباته والذود عن حماه وصون ترابه والسير به إلى المزيد من العزة والسؤدد. والمتتبع للنهج القويم الذي يتبعه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز منذ توليه مقاليد الحكم، يلمس ذلك الإصرار الذي يكتنزه -حفظه الله- في سبيل تعزيز مكانة المملكة بين دول العالم، وإطلاق قدرات المواطن السعودي نحو المزيد من الإبداع والإسهام في مسيرة البناء والتقدم. كما يلاحظ هذا التوهج، والحميمية اللتان تسودان العلاقة بين المواطن السعودي وسلمان بن عبدالعزيز، ويكمن سر ذلك التوهج في النهج القويم الذي يتبعه خادم الحرمين الشريفين ومعه رجاله المخلصون وفي مقدمتهم ولي عهده وولي ولي العهد -حفظهم الله جميعاً- والمتمثل في المزيد من الشفافية والمكاشفة، وتلمس احتياجات المواطن عن قرب، وتعزيز آماله في استمرار الرفاه والمستقبل الآمن المستقر المبشر بغد أفضل. ولعل خير شاهد على الرؤية التي تسكن ذاكرة خادم الحرمين الشريفين هو ذلك التسارع في خطط التنمية الذي شهدته وتشهده المملكة في عهده -حفظه الله-، وأكاليل العز والفخر التي عانقت كل أرجاء الوطن الأشم خلال زمن قياسي، بما يستجد كل يوم من مشاريع تنمية شاملة تمهد لحقبة جديدة عنوانها الوطن الأمثل في ظل رؤية 2030، وهي الرؤية التي تصدى لها رجاله المخلصين وفي طليعتهم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع. وما جولات سمو ولي ولي العهد الأخيرة في دول العالم الكبرى إلا دليل قوي وملموس على الجهد الذي يبذله سموه الكريم منذ انطلاق هذه الرؤية في سبيل ترسيخ هذه الاستراتيجية العميقة والنظرة الثاقبة وإبرازها إلى حيز الوجود وهي خطوات كفيلة بلا ريب بتتويجها على النحو المأمول كما أراد لها سلمان أن تكون - تخطيط استراتيجي تجند له كل الطاقات والإمكانيات وبما يحقق للوطن المزيد والمزيد من التقدم والوصول به إلى آفاق لم يبلغها من قبل ويكفل للمواطن السعودي المزيد من الرفاه والعيش الرغيد. عشت يا وطني واحة أمن وأمان ونماء، وسدد الله على طريق الخير خطى قاداتنا ونصرهم بنصره وأمدهم بعونه وتوفيقه إنه ربي سميع الدعاء وهو خير الناصرين. الرئيس التنفيذي لمجموعة بن ظفرة