خصّصت أمانة العاصمة المقدسة أكثرمن 41 موظفًا للعمل في «بيت مكة المكرمة» بمهرجان الجنادرية، وقامت الأمانة بتدريبهم وتأهيلهم من خلال عقد العديد من ورش العمل والدورات المتخصصة لتعريفهم بالفنون والمهارات المختلفة. وأوضح الدكتور سمير بن عبدالرحمن توكل مساعد أمين العاصمة المقدسة للعلاقات العامة والاتصال إن الأمانة قامت بتهيئة كافة الأوضاع الكفيلة بإظهار «بيت مكة» بالشكل الذي يليق بمكانة هذه المدينة العريقة خلال مدة إقامة فعالية المهرجان، منوهًا بالجهد الذي بُذل من كافة العاملين على مدى عدة أشهر متواصلة قبل إطلاق فعاليات المهرجان، حيث تم اختيار نخبة من الشباب المؤهلين وتدريبهم على أحدث التقنيات في مجال الإرشاد السياحي، وذلك من خلال الإرشاد الصوتي والمرئي، وتزويدهم بالزي المكي المميز (الغبانة والسديري) الذي يميّز أهالي مكة المكرمة، كما تم توفير كافة المستلزمات التي يمكن من خلالها تعريف الزوار بمحتويات البيت المكي باللغتين العربية والإنجليزية، وطباعة النشرات التعريفية لتوزيعها على الزوار بعدة لغات واحتوت على تعريف بالحالة الاجتماعية والعمرانية والاقتصادية لسكان مكة والصورة الحقيقية لحياتهم منذ العصر القديم وحتى العصر الحالي، كما أنها بيّنت موقع مكة المكرمة الجغرافي من العالم الإسلامي ومدى أهمية ذلك الموقع الإستراتيجي الذي أثبتت الاكتشافات العلمية بأنه يتوسط حدود اليابسة. وأضاف توكل إن «بيت مكة المكرمة» تم تصميمه بعناية ونُقلت أغلب أدواته من مكة المكرمة، بحيث يوضح محتواه الداخلي الهيئة الحقيقية التي كان عليها مسكن المواطن المكاوي البسيط منذ قديم الأزل إضافة إلى توزيع العديد من الهدايا القيّمة التي ترمز للبيت المكي. ومن جانبهم، عبّر عدد من زوار جناح «بيت مكة المكرمة» في مهرجان «الجنادرية 29» عن إعجابهم بما يحتويه الجناح من إبراز لجوانب التراث العمراني بمكة المكرمة والمتمثل في العادات والتقاليد والسلوكيات والتجهيزات المميزة وحسن الاستقبال، وبما في ذلك المباني والحِرف والصناعات التقليدية والأسواق الشعبية وأنماط حياة الإنسان في المنطقة والموروث الثقافي وكذلك التوعية بأهمية التراث العمراني لمكة المكرمة والتي تعتبر من أهم المدن العالمية علاوة على إبراز العلاقة بين التراث العمراني والسياحة وتعريف الناشئة بمكانة مكة المكرمة التاريخية والحضارية وإبراز عناصر التراث غير المادي في المجتمع والفنون الشعبية ذات العلاقة بهذا التراث. ومن جانبه قال طلال الهندي نائب المشرف العام على البيت بأنه تم بناء «بيت مكة المكرمة» في الجنادرية بشكل مماثل لما كانت عليه تلك البيوت منذ القرن الرابع عشر للهجرة، التي كانت في ذلك الحين تعتمد في بنائها على الحجر والنورة، حيث إن الزائر عند دخوله إلى البيت الذي تحلى بالرواشين المزخرفة من الخارج لن يشاهد مجرد متحف، بل إنه سيستشعر الأجواء التي كان يعيشها سكان ذلك الزمن، فالمؤثرات الصوتية التي تم تزويد البيت بها تجعل الزائر يعيش وسط أجواء أسرة مكية من الزمن الماضي كما تمكّنه من التعرّف على معظم العادات والتقاليد التي توارثتها الأجيال عبر العصور ومن خلال ما يقدم له من شروحات وافية من قبل القائمين على الجناح.