التخيل والطفل التوحدي أنا أم لطفلة متوحدة كانت حالة ثقيلة تبلغ 15 عاماً لما كانت تبلغ خمسة أعوام بدأت في معالجتها بمفردي وبطرقي الخاصة.. الحمد لله اليوم هي حالة خفيفة.. هي أشبه بالطفلة العادية.. لقد قمت بتسجيلها قبل أربعة أشهر في مدرسة لأطفال عادية وهي الان( قسم تحظيري) والله يا دكتور مديرة المدرسة والمعلمات يقولون عنها، إنها أفضل تلميذة في القسم، من كل النواحي ابنتي هادئة.. هادئة.. هادئة.. ومطيعة.. وتحب كثيرا ان تتعلم، يا دكتور.. ابنتي تتحسن كثيرا.. وتتعلم بشكل رائع المشكلة أنها لا تتعلم إلا بالتخيل في الأول كانت أبدا لا تستطيع التخيل.. لهذا علمتها ودربتها كيف تتخيل الان كلما أردت تعليم ابنتي شيئا لا تتعلمه إلا بعد أن تؤلف قصة صغيرة في الموضوع وتقوم بتمثيلها معي انا سألت طبيبا نفسيا عن هذا التخيل.. فقال لي حرفيا هذا هذيان.. لأن كل الدراسات تقول ان الطفل التوحدي لديه مشكلة في التخيل أنا ساعدوني.. ماذا أفعل؟ هل ما تفعله ابنتي هذيان.؟.. انا أراها على أبواب الخروج من التوحد.. فإذا بها في الهذيان، أنا لست متعلمة ولا أعرف هل ما فعلته خطأ أو صواب هي تتعلم بشكل رائع.. لكن بالتخيل والله. أننا نعيش في بلد ولا توجد به مراكز متخصصة لأطفال التوحد.. والله لا أقابل الدكتورة إلا مرة في أربعة أشهر وهذا بعد أخذ موعد معها.. بسبب الاكتظاظ ابنتي في الأول كانت تعض نفسها، تضرب كل من يقترب منها، تختبئ لتجلس وحدها، دوما تختبئ خلف شيء. مثلا خلف الباب. تلتصق بزوايا الغرفة وتدير بوجهها للحائط حتى لا تشاهد أحداً.. لا تلعب مع الأطفال هي لا تقبلهم أصلا، تلعب وحدها وبطرق غريبة.. تدوير وتحريك كل ما تجده أمامها.. تلعب بالنار وهي دائما تحترق والغريب أنها لا تتألم أبداً، حتى الأكل تأكل كل ما تجده أمامها، الأوراق، الحشائش، التراب.. وهي شديدة الهيجان.. والاضطراب والقلق.. لا تستطيع الجلوس في مكان.. وتخاف كثيرا الارتفاع.. هكذا كانت ابنتي على العموم يا دكتور.. اليوم هي أشبه بالطفلة العادية والحمد لله.. لكن أريد أن أفهم هل طريقة تعليم طفلة متوحدة بالتخيل هي طريقة صحيحة؟ أو ممكن يدخلها في الهذيان أرجو مساعدتي بالنصائح، أنا أحتاج الى دكتور يرشدني لم يبق بيني وبين شفاء ابنتي إلا القليل لا يجب أن أخطئ. وأعتذر على طول الرسالة.. أم يارا - أولا دعيني اغبطك اختي الكريمة على المجهود الذي تبذلينه مع ابنتك ووقوفك معها هو من اوصلها الى حالة السواء والتشابه مع الاطفال العاديين. واما الهذاء الذي ذكره الطبيب فلا يمكن مساواته بالهذاءات الذهانية التي يعاني منها المريض النفسي وقد يكون يكون لدى والدي التوحديين معلومات تفوق البعض من المتخصصين. ثم لعلني ثانيا استغل هذه الفرصة كي اعطيك نبذة عن التوحد من باب التثقيف وزيادة الوعي. فكما هو معروف فان التوحد يعد اضطراباً في النمو العصبي يؤثر على التطور في ثلاثة امور: * التواصل: تأخر في اللغة مع عدم القدرة على استخدامها مع الاخرين لفهم الجانب الاجتماعي للغة. * المهارات الاجتماعية: تأخر في النمو الاجتماعي وبالذات فيما يتعلق بالعلاقات الشخصية. * التخيل: عدم المرونة في التفكير والسلوك وفقدان القدرة على التخيل، سلوكيات متكررة واعتماد على الروتين مع تأخر شديد أو انعدام القدرة على اللعب التخيلي. واما البرنامج العلاجي للتوحدي فهناك برامج علاجية لعل اهمها ما يسمى ببرنامج (تيتش)، وهذا البرنامج يقوم على خمس ركائز للتعليم المنظم: 1- تكوين روتين محدد. 2- تنظيم المساحات. 3- الجداول اليومية. 4- تنظيم العمل. 5- التعليم البصري. وكل واحدة من هذه الركائز تشتمل على عدة جوانب، فمثلا تكوين روتين محدد يشمل الجوانب التالية: 1- تسلسل الأحداث خلال اليوم. 2- تسلسل الأحداث خلال الأسبوع. 3- كيفية البدء بنشاط ما. 4- خطوات النشاط. 5- الانتقال الى النشاط التالي. 6- متى سيقع النشاط. 7- مقدار المدة التي يستغرقها كل نشاط. 8- ما يتعلق بالنشاط من مواد واشخاص وكيفية عرضه. 9- الأمكنة التي ستمارس فيها النشاطات. واذا أردت اختي الفاضلة المزيد من المعلومات يمكنك الرجوع الى كتابي سمات التوحد وعلاج التوحد لوفاء الشافي.