إسلام آباد: «الشرق الأوسط» أعلنت الحكومة الباكستانية تعليق محادثات السلام مع حركة طالبان أمس، بعد شن المسلحين هجمات ضد قوات الجيش. وقال وزير الداخلية تشودري نصار علي خان في تصريحات إعلامية بإسلام آباد «قررنا الآن عدم المضي قدما في المحادثات»، مضيفا أن «قوات الأمن لها الحق في الرد دفاعا عن النفس وسوف تمارس ذلك الحق». وجاء تصريح الوزير تشودري بعد شن الطيران الباكستاني غارات جوية على معاقل طالبان قرب الحدود الأفغانية أسفرت عن سقوط 15 قتيلا أمس. ودك الطيران الباكستاني بعد منتصف الليل معسكرات طالبان في مقاطعة مير علي بولاية وزيرستان الشمالية في المناطق القبلية شمال غربي البلاد التي تعد معقل الحركات المسلحة في المنطقة، وفق مصادر أمنية. وصرح مسؤول استخباراتي باكستاني كبير، طالبا عدم ذكر اسمه، أن «تقاريرنا تؤكد مقتل 15 مقاتلا من بينهم أجانب في تلك الغارات الجوية»، مضيفا أن «الغارات استهدفت بدقة معسكرات طالبان، ودمرت مخبأ كبيرا للأسلحة والذخيرة». وكانت ولاية وزيرستان الشمالية أكثر المناطق المستهدفة بغارات الطائرات الأميركية من دون طيار خلال العقد الأخير، لكن نادرا ما يستهدفها الطيران الحربي الباكستاني. وشنت الغارات الجديدة بعد ساعات فقط من عرض حركة طالبان الباكستانية التي تقاتل القوات الحكومية منذ نحو سبع سنوات، وقف إطلاق النار بشروط على السلطات من أجل تحريك عملية السلام. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن شهيد الله شهيد الناطق باسم الحركة التي تتهم الحكومة بدعم الحرب الأميركية على الإرهاب في المنطقة، قوله مساء أول من أمس «نحن مستعدون لوقف إطلاق النار إذا ضمنت لنا الحكومة أننا لن نعثر على جثث رفقائنا في أكياس بعد قتلهم في عمليات أو أنهم لن يعتقلوا». وكانت المباحثات بين وسطاء الحكومة والمقاتلين علقت يوم الاثنين بعد أن تبنت طالبان قتل 23 جنديا باكستانيا خطفوا في يونيو (حزيران) 2010. وقال مصدر أمني باكستاني آخر إن «الضربات الجوية (التي نفذت أمس) جاءت ردا على هجمات طالبان الأخيرة»، مؤكدا أنها «عملية ذات أهداف محددة». ورد إبراهيم خان العضو في فريق مفاوضي حركة طالبان الباكستانية بالقول إن «الانعكاسات السلبية (لهذا الهجوم) واضحة لكننا سنواصل جهودنا من أجل استعادة السلم». وأضاف خان أن «المفاوضات هي الطريق الوحيد وليس هناك غيرها» من أجل الخروج من الأزمة، بينما عد مفاوضون هذا الأسبوع أن العمليات العسكرية في المناطق القبلية ستزيد في مفاقمة النزاع. وقتل ما لا يقل عن 93 شخصا من بينهم جنود في هجمات نفذتها حركة طالبان الباكستانية، منذ أن أعلن رئيس الوزراء نواز شريف بصورة مفاجئة أواخر يناير (كانون الثاني) الماضي استئناف عملية السلام. ومقابل السلام، تطالب حركة طالبان بالإفراج عن عناصرها المعتقلين وانسحاب الجيش من المناطق القبلية وفرض الشريعة في البلاد. وبما أن العديد من هذه المطالب غير مقبولة أصلا من الحكومة والجيش، يرى مراقبون أن عملية السلام مآلها الفشل.