×
محافظة المنطقة الشرقية

30% انخفاض حالات الطلاق بين المواطنين بدبي خلال 6 أشهر

صورة الخبر

في قصة مالكو أيام زمان لغوغول يبدأ الراوي في وصف دقيق لمنزل أفانسي وزوجته بولخيريا طقس المنزل، اللوحات، الأبواب، المقاعد، العلب والصناديق، والصرر وأكياس البذور، الطاولات، والسجاد، السقف، الموقد، والمطبخ، وصوت الحشرات في المنزل. ثم يكون الحديث أيضاً عن المزرعة، الحصاد، والتجفيف، والتقطير الذي يقوم به سائق العربة الذي يجرب الفودكا بعد إضافة النكهات فلا ينتهي من عمله حتى يثرثر بسفاسف الأمور التي لم تكن العظيمة بولخيريا تفهمها لهذا كانت ترسله للمطبخ لينام. وبعد العمل، والإشراف على الحقول، تعود بولخيريا إلى المنزل تسأل زوجها عن الطعام الذي يريد، فطائر بالشحم، كعك بمسحوق الخشخاش، أو ربما فطراً مملحاً؟ لكن الزوجة الصالحة تضيف السمك المملح، والعصيدة، والفودكا طبعاً. ثم تقرب له البطيخ مقطعاً بعد ذلك، ولا مانع من بعض الكمثرى. وتخبره أنها طلبت له بعض الفطائر بالأعناب البرية، عملت خصيصاً له. الشيخان لم ينجبا، فلهذا هناك حميمية متقدة بينهما، المرح، والتنكيت، والمشاغبة الفاتنة. طيب، يا بولخيريا ايفانوفنا ماذا لو احترق بيتنا؟ .. أمتع الأوقات حينما يأتي الضيوف، فيستميتان كرماً، وعندما تأتي مغادرة الضيف ليلاً، تهول بولخيريا من السفر الطويل، رغم أن بيت الضيف بالقرب، ويتحدث إفانسي عن قطاع الطرق. كل هذا حتى يبقى الضيوف إلى الصباح، ليسفر إفانسي لهم عن رغبته في الخروج للحرب، فتقاطعه بولخيريا: ها قد بدأ، لا تصدقوا هذا العجوز.. فتبدأ المناكفات بينهما.. أثناء هذه الأحاديث تقدم بولخيريا لضيوفها الفودكا بالمريمية، وفطائر الزعتر، والجوز، والجبن، والكرنب، وعصيدة الحنطة السوداء. فكان الضيف لا يخرج من عندها حتى يصاب بالتخمة. تستمر هذه التفاصيل حتى تقترب من حديث شجي للغاية، غيّر إلى الأبد حياة تلك البقعة الهادئة كما يقول الراوي. .. في هذه القصة القصيرة ذات التفاصيل الغزيرة جداً، يعلمنا الأستاذ الكبير نيقولاي غوغول، كيف لهذه التفاصيل أن تسهم في وقع الحدث على النفوس، وشدة أثره، فكل وصف، وتفصيل كتبه ساهم في الغياب والألم والخسارة، الخسارة الفادحة..