غرقت الأحياء الشرقية في مدينة حلب في شمال سورية أمس الجمعة (23 سبتمبر/ أيلول 2016) في جحيم الغارات الكثيفة التي شنتها طائرات سورية وروسية، متسببة بدمار هائل ومقتل نحو ثلاثين مدنياً بعد ساعات من إعلان الجيش السوري بدء هجوم في المنطقة. وعلى رغم اجتماع في نيويورك بين وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف، يبدو المجتمع الدولي عاجزاً عن إعادة إرساء هدنة انتهت يوم الإثنين. ويأتي هذا التصعيد بعد إعلان الجيش السوري مساء أمس الأول بدء هجوم على الأحياء الشرقية في حلب ودعوته المواطنين إلى «الابتعاد عن مقرات ومواقع العصابات الإرهابية المسلحة». وأوضح مصدر عسكري سوري في دمشق أمس أن العمليات البرية في حلب لم تبدأ بعد. في موازاة ذلك، لم تنجح الجهود الدبلوماسية في نيويورك في إحياء وقف إطلاق النار. والتقى وزير الخارجية الأميركي نظيره الروسي أمس واكتفى بالحديث عن «تقدم محدود جداً» و«إجراء تقييم لبعض الأفكار المشتركة بطريقة بنّاءة».كيري يتحدث عن «تقدم محدود جداً» بعد لقائه لافروفقصف عنيف على حلب غداة إعلان الجيش السوري بدء هجوم حلب - أ ف ب غرقت الأحياء الشرقية في مدينة حلب في شمال سورية أمس الجمعة (23 سبتمبر/ أيلول 2016) في جحيم الغارات الكثيفة التي شنتها طائرات سورية وروسية، متسببة بدمار هائل ومقتل نحو 30 مدنياً، بعد ساعات من إعلان الجيش السوري بدء هجوم في المنطقة. وعلى رغم اجتماع في نيويورك بين وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف، يبدو المجتمع الدولي عاجزاً عن إعادة إرساء هدنة انتهت يوم الإثنين الماضي، بعد أسبوع من تطبيقها في مناطق سورية عدة بموجب اتفاق أميركي روسي. وتتعرض الأحياء الشرقية في حلب والتي تسيطر عليها فصائل المعارضة منذ العام 2012، لغارات كثيفة بشكل متواصل منذ مساء أمس الأول (الخميس)، تنفذها طائرات روسية وسورية، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأحصى المرصد مقتل «27 مدنياً على الأقل بينهم 3 أطفال الجمعة، جراء ضربات شنتها الطائرات الروسية والمروحيات السورية» على أحياء عدة. وأفادت حصيلة سابقة للمرصد بمقتل 11 شخصاً. وقال مراسل لوكالة «فرانس برس» في مناطق المعارضة في حلب إن «القصف عنيف جداً» ومتواصل. وبات متطوعو الدفاع المدني مع كثافة الغارات عاجزين عن التحرك، وخصوصاً بعدما استهدفت الغارات صباحاً مركزين تابعين لهم في حيي هنانو والانصاري، وفي ظل شح الوقود، وفق ما ذكر مراسل «فراس برس». وتسببت الغارات بدمار كبير، بينها 3 أبنية انهارت بكاملها على رؤوس قاطنيها، جراء غارة واحدة على حي الكلاسة. وقال مراسل «فرانس برس» إن جرافة واحدة كانت تعمل على رفع الأنقاض، فيما يقف عمال الإغاثة مذهولين محاولين رفع الركام بأيديهم بحثاً عن العالقين تحته. وقال مصدر في الدفاع المدني في شرق حلب لـ «فرانس برس»: «لم يعد لدينا إلا 2000 ليتر من المازوت، وبدأنا نقنن استخدامه». من جهتها، أفادت منظمة «أطباء بلا حدود» ان المستشفيات التي تدعمها «تلقت في يومين 145 جريحاً»، مضيفة «نعلم بأن الجرحى والمرضى في العديد من الاحياء لا مكان يذهبون إليه، وهم ببساطة متروكون للموت». وندد الائتلاف السوري المعارض في بيان بتنفيذ «نظام الأسد والاحتلال الروسي حملة إجرامية من القصف الجوي المسعور، مستهدفاً الأحياء السكنية المحاصرة لمدينة حلب»، منتقداً صمت المجتمع الدولي. على جبهة أخرى في حلب، أفاد المرصد بمقتل «15 مدنياً بينهم 11 طفلاً جراء غارات روسية على قرية بشقاتين في ريف حلب الغربي» في حصيلة جديدة. كما قتل 11 شخصا على الاقل في غارات نفذتها طائرات لم تعرف هويتها على مدينة الباب تحت سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)» شمال شرق حلب. وفي محافظة حماة (وسط)، أفاد المرصد بمقتل 18 مسلحا من فصيل مقاتل، بعد استهداف طائرات حربية مغارة كانوا يتخذونها مقرا. ويأتي هذا التصعيد بعد إعلان الجيش السوري مساء أمس الأول بدء هجوم على الأحياء الشرقية في حلب ودعوته المواطنين إلى «الابتعاد عن مقرات ومواقع العصابات الإرهابية المسلحة». وأوضح مصدر عسكري سوري في دمشق أمس أن العمليات البرية في حلب لم تبدأ بعد. وقال: «حين أعلنا بدء العمليات البرية، فهذا يعني أننا بدأنا العمليات الاستطلاعية والاستهداف الجوي والمدفعي، وتمتد هذه العملية لساعات أو أيام قبل بدء العمليات البرية»، مشيراً إلى أن «بدء العمليات البرية يعتمد على نتائج هذه الضربات». وذكر أن الضربات الجوية منذ الخميس تستهدف «مقرات قيادات الإرهابيين». ويصنف النظام السوري كل المجموعات التي تقاتله من الفصائل المعارضة والمتشددة بأنها «إرهابية». وأكد ضابط سوري على جبهة حلب أن «القوات البرية لم تتقدم ميدانياً بعد». وبحسب مصدر عسكري ثانٍ في دمشق، فإن «هدف هذه العملية هو توسيع مناطق سيطرة الجيش» في حلب. وتبحث الامم المتحدة وفق ما أعلن المتحدث باسم مكتبها لتنسيق الشئون الانسانية ينس لاركي أمس عن طريق بديل لإرسال مساعدات إلى الاحياء الشرقية، حيث يقيم نحو 250 ألف شخص في وضع «مأسوي». في موازاة ذلك، لم تنجح الجهود الدبلوماسية في نيويورك في إحياء وقف اطلاق النار. والتقى وزير الخارجية الأميركي نظيره الروسي أمس واكتفى بالحديث عن «تقدم محدود جداً» و»إجراء تقييم لبعض الافكار المشتركة بطريقة بناءة». من جهته، شدد لافروف على ضرورة الحفاظ على الاتفاق الأميركي الروسي بشأن الهدنة لكنه أكد «عدم القدرة على تحسين الأوضاع الانسانية من دون اقتلاع الجماعات الإرهابية». واعتبر أن الأزمة السورية لن يتم حلها مالم تكبح الولايات المتحدة وحلفاؤها الفصائل التي تقاتل إلى جانب تنظيم «داعش» و»جبهة النصرة». وكان وزير خارجية فرنسا جان مارك ايرولت اتهم النظام السوري بـ «لعب ورقة تقسيم سورية» من خلال استعادة السيطرة على كل المناطق «المفيدة» في البلاد، لافتاً إلى أن «داعميه يدعونه يفعل ذلك». وأوضح محلل سوري قريب من دمشق أن «المعارك (في حلب) بدأت على إثر فشل الاجتماع الدولي»، مضيفا «انها مفاوضات بالنار في حلب». وأضاف «على الأميركيين أن يفهموا أنه طالما لم يفوا بالتزاماتهم (اتفاق الهدنة) وتحديداً لناحية فك الفصائل (المعارضة) ارتباطها بمتشددي جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا)، فإن الروس والجيش السوري سيتقدمون».