ليس في الحياة أمر وأقسى من أن يفقد طفل والدته أو والده أو كليهما، وليس في الناس أنبل من شخص يمد يد العون والحنان والرعاية له، ليكفله أو ليتولى رعايته وتنشئته والاهتمام به وتعليمه، وتعويضه بالحد الأعلى عما فقده. لا بد لنا من الاهتمام أكثر بدور الأيتام، ليس من حيث المباني والتجهيزات وأحدث التقنيات والبرامج وحسب، ولكن لا بد أن نحرص على أن لا يعمل بهذه الدور إلا مؤهلون ومؤهلات تأهيلا عاليا وفق أرقى المعايير العالمية، وأن لا يتم تعيينهم إلا بعد أن يجتازوا اختبارات قاسية ودقيقة، وأن يمروا بتدريب مكثف يركز على الجانب الإنساني في التعامل مع هؤلاء الأيتام واليتيمات. والعالم يحتفل باليوم العالمي لليتيم، نؤكد على المكانة العظيمة التي منحها الله ــ عز وجل ــ لكافل اليتيم، وهو من أخبر عنه النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ عندما قال: «أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، وقال بأصبعيه السبابة والوسطى»، ولذلك لا بد أن تتولى وزارة الشؤون الاجتماعية، إضافة إلى كل ما ذكر، حملة توعوية عبر كل الوسائل المتاحة لتكريس مبدأ كفالة اليتيم والأسر البديلة التي تتولى تربية الأيتام ورعايتهم خارج إطار دور الرعاية أيضا، وتقديم حوافز وجوائز ودعم لأفضل الأسر التي تتولى رعاية يتيم أو يتيمة، وأن تتبنى الوزارة مشروعا لتقديم تسهيلات لأبناء الأسر التي تكفل الأيتام في الوزارات الأخرى كالقبول في الجامعات والكليات العسكرية وبرامج الابتعاث، وغيرها من المحفزات التي تدعم مثل هذه الأسر الفاضلة، وتنشط توجه المجتمع نحو كفالة الأيتام ورعايتهم والتنافس على تقديم أفضل سبل الرعاية والاهتمام بهم.