×
محافظة المنطقة الشرقية

عبدالرحمن الجسمي: انجاز ناصر بن حمد يجسد خبرته الكبيرة في رياضة القدرة

صورة الخبر

لا اعرف لماذا تتعمد واشنطن ان تجعل اصدقاءها يشعرون بالذنب لتقربهم منها؟ وتصر ان تعلمهم ان اخلاصهم لها يؤدي الى احتقارهم لأنفسهم، فغدت مثل المرأة الجميلة عندما يتقدم بها العمر فماضيها جميل الطلعة وحاضرها صعب، لذلك اتجهت لرجال الشارع الذين يجيدون تدليع العواجيز في العلن ويحطون من كرامتهم بالخفاء، فواشنطن مهما رفعنا من قدرها وبالغنا في مجاملتها لن تكون سوى عجوز متصابية تريد ان تتبرأ من عمرها الصحيح وجميع الاصدقاء الذين يذكرونها بذلك، فوجدت في احضان خصومها السابقين ما يحقق لها ما تريد. القرب من الاقوياء في آخر أيام مجدهم امر متعب جدا، وفي هذا الوقت يكثر شرهم على اصدقائهم ويكثر صراخهم وتقل فاعليتهم وفعلهم، يريدون ان يكسبوا كل شيء بدون ان يقدموا شيئا مثل سمسار فاسد يدخل بعد ان تجهز الصفقة لينهب حصة اصدقائه ويخشى الاقتراب من حصة خصومه، واشنطن تعيش في فترة افلاس اخلاقي كبير، لا وعود صادقة ولا خصومات شريفة، ولا سياسة مصالح تنسق بين التضحيات والمكاسب، هل هذا التغير يعد مؤشرا على تغير النهج والحلفاء من أجل بناء مرحلة جديدة تكون هي صاحبة الامر من قبل من بعد؟ أو تغير يفيد بتعرضها لانكسار كبير بسبب بعض المستشارين الذين سحبوها الى الخانات الخلفية حيث يوجد تاجر المخدرات والارهابي والمقامر، قد يرى البعض ان في هذا تبسيطا من شأن القوى العظمى، للأسف هو كذلك تبسيط الى درجة الاحتقار.. فلا نريد ان نكون سلبيين أمام عجز واشنطن. هذه العجوز أصابت اثماً كبيراً مع مبتز خطير يعرف كيف يصطاد ضحاياه، فما حصل في ردهات الامم المتحدة الاسبوع الماضي على خلفية اتفاق الهدنة في سوريا الذي وقع بين موسكو وواشنطن، واعترضت هذه الاخيرة على الخروقات التي قام بها نظام بشار الاسد، فقد اعطى هذا الاعتراض الفرصة لموسكو ان تبتز الغباء الاميركي في اعلان بنود الاتفاق، الشيء الذي اعترضت عليه واشنطن، فاصبح الامر وكأنه اتفاق عصابات ينقلب بعضها على بعض ويبتز بعضها الآخر وليس اتفاقا بين دول محترمة تحتفظ بأسرارها وتعالج الاختلاف فيما بينها بسرية ايضا، وليس بلغة ابتزاز تنذر عن نشر فضائح، المفيد في الموضوع ان جميع من حذر العرب من سياسة واشنطن كان صائبا، ولكن يبقى الامر الذي يجب الحذر منه وهو ان لا تصدر ابتزاز موسكو لها الى اصدقائها، فيكونون حلفاء ضعفها وضحايا قوتها، واشنطن بدأ رأس مالها السياسي يتقلص، فدولة تعطي فدية مليارية لطهران لتوصلها لداعش من اجل اطلاق صراح مواطنين لها وقعوا في يد داعش، وطائراتها تحوم فوق رؤوس الدواعش لا بد ان يكون لديها مشكلة خطيرة وكبيرة، فاما ان طائراتها تدعم ارهاب داعش واما ان طهران اوقعتها في عملية ابتزاز بحجم قوتها العسكرية والسياسية.