رفع الصراع المحتدم بين قطبي العاصمة الهلال والنصر هذا الموسم، في القمة الدورية التي تجمعهما ذروة المنافسة إلى الدرجة القصوى، بعد أن بات المتصدر قاب قوسين أو أدنى من حسم لقب الدوري وعلى بعد نقطة فقط من تتويجه رسميا، وهو ما يعني أن غنائمه من كسب الديربي ستكون وافرة جدا ولها وقع خاص لدى جماهيره، التي تؤمل أن يواصل الفريق سطوته على غريمه هذا الموسم بفوز ثالث على التوالي، وتحقيق لقب ثان أمامه في غضون أقل من شهر. في المقابل، يأمل الهلاليون أن ينتفض فريقهم بقيادة مدربهم المثير للجدل سامي الجابر، ورد شيء من اعتبارهم، بتعطيل تتويج غريمه على أقل تقدير، وستشكل الخسارة ضربة موجعة وربما قاضية قبل أيام من خوضه غمار بطولته الآسيوية. فنيا، يدخل الطرفان المواجه بآمال وطموحات متباينة، حيث يسعى الفريق النصراوي إلى تقديم مهر بطولة دوري جميل بحصوله على نقطة وحيدة ستكون كافية لتتويجه بطلا، يقابل ذلك استماتة هلالية لتحقيق الانتصار وخطف العلامة الكاملة للتمسك بما تبقى له من حظوظ صعبة ولكنها ليست مستحيلة، وانتظاره ما ستسفر عنه نتائج ما تبقى من لقاءاتهما في الدوري وتحقيق الخسارة الأولى للفريق النصراوي، الذي لم يتذوق طعم الخسارة طيلة الجولات السابقة، وهذا ما سيمنح مواجهتهما الليلة القوة والندية. ينفرد الفريق النصراوي بصدارة الترتيب العام وبفارق 9 نقاط عن منافسه بعد أن نجح بالتغلب على فريق الاتفاق في الجولة السابقة 2-1 ليصل رصيده إلى 60 نقطة، قبل أن يتأهل للدور ثمن النهائي لمسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين بتجاوزه فريق الحزم. بينما حافظ الوصيف الفريق الهلالي على حظوظه، بتغلبه على فريق نجران بهدفين دون رد ليرفع رصيده إلى 51 نقطة، أعقبه بإعلان تأهله للدور ثمن النهائي لذات المسابقة بتخطيه فريق القادسية. فلذا يطمح الفريقان بالكسب وخطف العلامة الكاملة، فعلى الجانب النصراوي، ففوزه أو تعادله يمنحه البطولة، بينما خسارته ستؤخر الحسم للجولات المقبلة، ولهذا سيسعى مدربه الأرجوياني كارينيو لقطع الشك باليقين من خلال بحثه عن النقاط كاملة، يدعمه في ذلك تميز فريقه وقدرة لاعبيه على التفوق وصنع الفارق وتكامل خطوطه على منافسه ميدانيا، بالإضافة لارتفاع روحهم المعنوية بقربهم من تحقيق البطولة بعد طول غياب، وسيلعب الأصفر بطريقة 4-2-2-2، وسيحاول كارينيو السيطرة على وسط الملعب من أجل قتل جبهة قوية في منافسه باتباع أسلوب الضغط على اللاعب الهلالي المستحوذ على الكرة، مع التركيز على تهديد مرمى الهلال من العمق بالزج بمحمد نور خلف المهاجمين محمد السهلاوي «في حال قدرته على المشاركة» أو حسن الراهب وإلتون، لاستثمار حالة الارتباك في هذه المنطقة، وسيطالب لاعبيه بعدم ارتكاب الأخطاء القريبة من مرمى عبدالله العنزي لما ستشكله من خطورة بالغة على شباكه بتواجد المتخصص نيفيز. على الجانب الآخر، يدخل الهلال المواجهة بعد أن قدم مستويات متذبذبة برغم احتلاله لوصافة الترتيب العام، وسيدخل الفريق هذه المواجهة من أجل تعطيل المتصدر ورد اعتباره من الخسارتين الأخيرتين، والمحافظة على حظوظه في المنافسة. وقد سعى الجابر طوال التدريبات السابقة إلى تصحيح مكامن الضعف التي يعاني منها فريقه نتيجة لهبوط مستوى أغلب لاعبيه ومحاولة إيجاد البديل المناسب. ويتوقع أن يلعب الهلال بطريقة 4-2-3-1، وسيطالب الجابر لاعبه كاستيلو بأدوار دفاعية بحته لمساندة لاعبي منطقة العمق الدفاعي وترك مهمة الصناعة للاعبي الوسط المتقدم سالم الدوسري ونيفيز ومحمد الشلهوب، ليتولى ناصر الشمراني مهمة تهديد الشباك النصراوية من خلال قدرته على استثمار أشباه الفرص أو إتاحة الفرصة للقادمين من الخلف لاستثمار تحركاته في مناطق الخطر النصراوي.