تباهى قائد «فيلق القدس» التابع لـ«الحرس الثوري» الإيراني اللواء قاسم سليماني بـ«أمن واستقرار» بلاده على مدار الأعوام الـ16 الماضية التي شهدت سقوط أكثر من مليوني قتيل في الدول المجاورة، في حين أكد قائد أركان القوات الإيرانية أن طهران تعزز نفوذها العسكري في 5 دول عربية من بينها اليمن، في تصريح هو الأول من نوعه. تفاخر قائد "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني بـ"الأمن المستتب" الذي تنعم به بلاده منذ 16 عاما مضت وسقط خلالها أكثر من مليونين و300 ألف شخص في الدول المحيطة بها. ورأى سليماني، الذي يخوض عناصر تابعة لفيلقه قتالا بعدة دول عربية من بينها سورية والعراق، أن بلاده تعيش مرحلة غير مسبوقة من التأثير في محيطها والعالم. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية على لسان سليماني قوله: "إنه لا يوجد قائد في العالم مثل المرشد الأعلى لثورة إيران، علي خامنئي". ورفض القائد العسكري اعتبار بلاده في حالة عزلة عالمية، مؤكدا أن "جميع دول العالم تسعى إلى إقامة مع طهران". وأشار إلى وجود مساع من أجل تغيير وجهات نظر العديد من الشعوب في بلدان كالعراق وأفغانستان تجاه بلاده، معتبرا أنها تفشل وتظل "القلوب متجهة نحو إيران التي من أبرز خصوصياتها دور قائد الثورة". تقوية نفوذ في موازاة ذلك، وفي أول تصريح علني من نوعه، أكد قائد أركان القوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري، أن بلاده تعمل حالياً على تقوية نفوذها العسكري في خمس دول عربية هي اليمن وسورية والعراق ولبنان وفلسطين. وقال باقري إن بلاده توظف خبراتها العسكرية التي اكتسبتها منذ حرب الخليج الأولى في دول ما وصفها بـ "دول محور المقاومة". وأضاف أن طهران تضع تجاربها التي اكتسبتها في الحرب ضد العراق في خدمة "قوى المحور". وكرر قائد الأركان الإيراني خلال العرض العسكري السنوي للقوات المسلحة بمناسبة الذكرى الـ36 لانطلاق الحرب الإيرانية- العراقية (1980-1988) الأربعاء الماضي في طهران، التهديدات العسكرية ضد دول المنطقة وضد القوات الأميركية المتواجدة في الخليج. خلاف داخلي من جانب آخر، هاجم باقري من يريدون إضعاف القوة العسكرية الإيرانية في الداخل، في إشارة إلى تصريحات رئيس تشخيص مصلحة النظام الإيراني علي أكبر هاشمي رفسنجاني، الذي دعا خلالها بلاده إلى التخلي عن القوة العسكرية، والتركيز على الاقتصاد بدلاً منها. وكان رفسنجاني قال في كلمة له نشرها موقعه الرسمي: "إن الجيش والقوات العسكرية تحتاجان إلى نفقات مالية كبيرة، وفي حال اندلاع الحرب تحتاج إلى نفقات هائلة للغاية، ولهذا اتجهت بلدان عدة، وفي مقدمتها ألمانيا واليابان إلى إنفاق الأموال في مجال العلم والإنتاج والتطور". وتعرض رفسنجاني إلى انتقادات من قبل التيار المتشدد ووسائل إعلامه، بعد دعوته النظام للتخلي عن القوة العسكرية وتركيز جهده على الجانب العلمي والاقتصادي. وكانت دراسة تتعلق بالميزانية الدفاعية الإيرانية نشرت في أبريل الماضي أوضحت أن طهران تنفق سنوياً نحو 6.3 مليارات دولار لتطوير قدراتها العسكرية، أي ما يعادل 34 في المئة من إجمالي الميزانية العسكرية الحقيقية لوزارة الدفاع، بينما تنفق 65 في المئة من ميزانيتها العسكرية على "الحرس الثوري". ترحيب بأميركا في هذه الأثناء، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس الأول، إن طهران ترحب بالشركات الأميركية للاستثمار في البلاد، مع تصاعد الحديث عن صفقة مع شركة "بوينغ". وأضاف روحاني، خلال مؤتمر على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة: "لم يكن لدى إيران قط مشكلة مع استثمار الشركات الأميركية في إيران. فقد مهد الاتفاق النووي الطريق أمام جميع الشركات والمستثمرين الأجانب للاستثمار". اتهامات وتنديد في غضون ذلك، واصل المسؤولون الإيرانيون توجيه اتهاماتهم للسلطات السعودية بـ"تعمد" قتل ضحايا حادث التدافع الذي وقع العام الماضي في منى بين الحجاج وتسبب في مقتل نحو 400 إيراني. وقال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني علي شمخاني إن ممارسات النظام السعودي تقوي الشكوك حول ضلوع عناصره في ارتكاب حادث منى. على صعيد منفصل، نددت منظمة "مراسلون بلا حدود" بحملة القمع والترويع التي تشنها السلطات الإيرانية ضد الصحافيين وسجن عدد كبير منهم، وتشديد الرقابة على وسائل الإعلام ومواقع الإنترنت. وأصدرت المنظمة الدولية المدافعة عن حرية الصحافة من مقرها في باريس، بيانا دانت فيه عمليات الاعتقال الجديدة التي تمت بعد نشر تقارير حول ملفات الفساد المالي في بلدية طهران والضغوط التي تمارسها إيران ضد الصحافيين.