توقعت الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة، أن يكون طقس اليوم الخميس، مغبرا في مناطق الشرقية والرياض ونجران، وأشارت في تقريرها للحالة الجوية، إلى استمرار الرياح السطحية باتجاهات شمالية نشطة السرعة، بحيث تؤدي إلى إثارة الأتربة والغبار في هذه المناطق، كما تحد من مدى الرؤية الأفقية، في الأماكن المفتوحة والطرق السريعة، وتكون السماء غائمة جزئياً على مناطق غرب وجنوب غرب المملكة، يتخللها سحب رعدية ممطرة بمشيئة الله تعالى، على مرتفعات جازان وعسير والباحة ومكة المكرمة، وهناك احتمالية في أن تمتد إلى الأجزاء الساحلية منها، وتكون مصحوبة برياح نشطة السرعة، تعمل على انخفاض مدى الرؤية الأفقية أحيانا في بعض المواقع، وطبقا لمؤشر الأرصاد تكون درجات الحرارة أربعينية نهار اليوم، في الشرقية والرياض والوسطى، وتتفاوت بين منتصف وأواخر الثلاثينات في بقية المناطق، وتسجل الأعلى في مكة والمدينة والأحساء، والأدنى بمرتفعات الجنوب. وفي سياق متصل، يُصادف اليوم الخميس موعد «الاعتدال الخريفي»، وفقا لمؤشر تعامد الشمس على خط الاستواء، وتساوي ساعات الليل والنهار، الذي يعني دخول فصل الخريف فلكيا، في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، فيما تتعاقب فصول السنة، فيتغير مناخ الأرض اعتمادا على المناخ، نتيجة لميل محور الأرض أثناء دورانها حول الشمس، فتختلف زاوية سقوط أشعة الشمس، ويتبع ذلك اختلاف درجات الحرارة وأحوال الطقس من شهر إلى شهر، وتنعكس الفصول في نصفي الكرة الأرضية، فمثلا الوقت الذي يكون اليوم خريفا في نصف الكرة الشمالي، يكون ربيعاً في نصف الكرة الجنوبي، وفي المنطقة الشرقية والخليج وشبه الجزيرة العربية، تتحسن الأجواء عادةً خلال الفترة الثانية من هذا الفصل، في نهاية الأسبوع الأول لشهر اكتوبر، حيث يميل الطقس للبرودة ليلا والاعتدال نهارا، ويكون انخفاض درجات الحرارة متواليا على نحوٍ تدريجي، حتى تبلغ معدلاتها الشتوية اعتبارا من نهاية نوفمبر. وبحسب الباحث المختص بالفلك والمناخ، سلمان آل رمضان، عضو الجمعية الفلكية بالقطيف، فإنه ليس لدخول الفصول علاقة بالطقس ومتغيرات الأجواء، وإنما يعود للموقع الجغرافي وتضاريسه، وميلان محور دوران الأرض عن مستوى دورانها حول الشمس بمشيئة الله، كما أن تغير الفصول يعني مقدار ما قطعته الشمس في فلكها، أو دائرة الكسوف ظاهريا (الدوران الحقيقي للأرض حول الشمس)، وبالتالي مقدار الزمن من السنة الشمسية، حيث توجد تقسيمات تمثل خطوطا وهمية مشابهة لخطوط ودوائر العرض، وأهمها خط الإستواء السماوي، الذي يقسم السماء لقسمين شمالي وجنوبي، موازيا لخط الإستواء على الأرض، وحين تصل الشمس لأعلى ارتفاع يدخل فصل الصيف، وتكون قد قطعت ربع دورتها السنوية، وبدخول فصل الخريف، تكون قد قطعت نصف دورتها، فتعود لخط الإستواء فتشرق من الشرق وتغرب في الغرب، ويقال في الاعتدالين بتساوي الليل والنهار، لكن ذلك ليس بالدقة المطلقة. وتُكمل الشمس مسيرتها بفصل الخريف، حيث يزداد طول الليل حتى موعد دخول فصل الشتاء في ديسمبر، فتكمل ثلاثة أرباع دورتها الظاهرية، وبعودتها لنقطة الاعتدال الربيعي، تكون أكملت دورتها السنوية وأتمت سنة شمسية، ولذا تعرف السنة الميلادية بسنة الفصول، ويدخل فصل الخريف والشمس في برج السنبلة (العذراء) وليس في برج الميزان، كما كان الوضع قبل نحو ألفي عام، ويعود سبب ذلك لمباكرة الفصول، بسبب حركة ترنّح لأرض أثناء دورانها حول الشمس، وقال: إن بداية الخريف اليوم الخميس، تكون عند الساعة ٠٥:٢٠ م، بالتوقيت المحلي (٠٢:٢٠ بالتوقيت العالمي)، وسوف يكون طوله شهرين و ٢٨ يوما و٢٣ ساعة و ٥٦ دقيقة و٢٣ ثانية، وتقدر المسافة بين الشمس والأرض بـ ١٥٠١٢٤٣٧٣ كيلومترا، وهي في حالة تناقص، حتي تبلغ أقل مسافة بينهما في يناير القادم، فيما يدخل فصل الربيع جنوبا في نفس التوقيت. ويضيف الفلكي آل رمضان: إن الأجواء تستمر هذه الأيام مرهقة وحارة نهارا، وتكون أفضل ليلا، ولكن مع تغير اتجاه الرياح وسكونها بعد نهاية هذا الأسبوع، قد تعاود الرطوبة على فترات، كما قد تعمل بقية الرياح السطحية اليوم في أجزاء من المنطقة الشرقية، على إثارة الغبار والأتربة أحيانا، بالطرق البرية والأماكن المفتوحة، مع احتمال فرصة للأمطار على المرتفعات في اليومين القادمين، في أجزاء من الساحل الغربي للسعودية، واليمن وجنوب غرب عُمان، وتتزامن هذه التقلبات مع الخصائص الجوية في منزلة (الزبرة)، ثالث نجوم موسم سهيل، حيث عُرف هذا الطالع، موعدا يبرد الليل خلاله مع بعض الحرارة بالنهار، وفي نوئه مطر ان شاء الله، وتكون الرياح فيه مائلة للسكون وفيه ابتداء صرام النخيل، وكان موسما في القديم لبداية استعداد البحارة لختام موسم الغوص لاستخراج اللؤلؤ. من جهته أوضح رئيس الجمعية الفلكية بجدة، المهندس ماجد أبوزاهرة، أنه في وقت الاعتدال الخريفي، تكون شمس منتصف النهار في أعلى قبة السماء، مباشرة فوق خط الاستواء في المحيط الأطلسي وإلى الشرق من البرازيل قادمة ظاهريا، من الشمال ومنطلقة نحو الجنوب، وتشرق من نقطة الشرق وتغرب في نقطة الغرب، غير مائلة في كافة أنحاء العالم، حيث يتساوى الليل والنهار، وبحلول شهر أكتوبر سوف يتغير ذلك، حيث سوف يُلحظ أن قوس المسار الظاهري للشمس، انتقل باتجاه الجنوب فيقصر النهار ويطول الليل تدريجيا، وبعد الاعتدال الخريفي، سوف تستمر الشمس وأيضًا الطيور المهاجرة، بالانتقال نحو الجنوب، كما يبدأ بحر القطب الشمالي في التجمد، وجليد القارة القطبية الجنوبية سوف يبدأ في الذوبان، في حين أن السبب في حدوث الاعتدال، يعود لميلان محور دوران الأرض حول نفسها، بمقدار 23.5 درجة ودورانها المتواصل حول الشمس.