×
محافظة المنطقة الشرقية

مدرسة التنعيم الإبتدائية بمكة تختتم فعاليات الأسبوع التمهيدي لطلابها المستجدين

صورة الخبر

الاختلافات الفكرية مسألة طبيعية بين البشر في المجتمع الواحد أو المجتمعات المختلفة والمتعددة سواء في إثنياتها أو إرثها الفكري والثقافي والتاريخي، وذلك يدخل حتى في نطاق اتباع الديانات، فالمسيحية بأقسامها الثلاثة تتنوع ثقافيا وداخلها توجد كثير من التيارات، وكذلك في الإسلام غير أن الحالة التي عليها غالب الإسلامويين تميل الى أن تكون متطرفة وإقصائية تعيد كل شيء الى الوراء بدءا من الخوارج وحتى خوارج العصر الراهن الذين تندرج ضمنهم كثير من الجماعات. جماعات «الإسلام السياسي» بلا استثناء تتراوح بين تطرف علني صارخ وآخر باطن وربما أكثر خبثا، غير أن الجماعات الباطنية التي تمارس دورا سياسيا متعدد الأجندة تعتمد النفاق كاستراتيجية حاسمة في تنفيذ برامجها ومشاريعها وتحقيق أهدافها، ولنكن موضوعيين في تحديد مصدر الانتشار الطائفي داخل مجتمعاتنا بتحميل الجماعة التي فرخت الإسلامويين المسئولية، باعتبار أن فكرها يتمدد في قواعد شعبية بصورة مخادعة ومضللة تعمل على تغييب الحقيقة النهائية من تكويم الاتباع وقيادتهم كقطيع لخدمة مشاريعها السياسية باستخدام الدين بمنهج عاطفي يستقطب العامة. التنظيمات المتطرفة مثل القاعدة وداعش وغيرها كانت أكثر وضوحا في خروجها وتعاطيها مع الموضوع الديني دون مواربة أو احتيال، لكن التنظيمات التي تتمتع بغطاء سياسي في أنظمة ديموقراطية أو خلافه هي الأساس الذي ينتهي بأخطاء في بنية المجندين اليها تجعلهم مشروعات متطرفة يستقر بهم المقام في الحالة الدينية والسياسية الملتبسة في التنظيم الأم أو يتجهون الى الصراحة المتطرفة في تلك التنظيمات الخارجة، أي أن الجماعة الإسلاموية تتحمل مسؤولية التشويه الديني في العقل الفردي والاجتماعي لأنه يقود الى تدمير العقل واستلابه فينتهي الى النهاية العنيفة المتمايزة دينيا واجتماعيا وسياسيا. كل الجماعات الدينية ذات فكر إقصائي مشحون بالعنف والعداء والتكفير والتفكير الخاطئ الذي يتعارض مع الإنسانية وموجهات الدين الذي يتم استغلاله بصورة غير سوية، والأسوأ أن الفكر هذا يتعدّى المجتمع المحلي محل النشأة الى نطاقات خارجية كما في فكر التنظيم الدولي باعتبار أن الإسلام عالمي والدعوة اليه مسؤولية شاملة، فتأتي العقيدة السياسية مشبعة بالتدخل وتمييز الناس وتخريب استقرار المجتمعات ونخرها بصورة قاتلة ومدمرة، ما يجعلهم يمارسون رذيلة التطفل على الآخرين ويزيد خطرهم في نشر عدوى فكرهم الى غيرهم بصورة مأساوية تجعل كل الدين عبارة عن خطاب استغلالي وانتهازي يخدم طموحات تنظيمية لا علاقة لها بدعوة أو سلام إنساني ومجتمعي، وما رشح عقب الثورات العربية الأخيرة يكشف الكثير من السلوك السياسي والتنظيمي الذي يهدر الحق الإنساني في الأمن والاستقرار لمجتمعاتنا.