×
محافظة المنطقة الشرقية

بحوث ودراسات علمية تجمع على تَفَرُّد شخصية الملك المؤسس وما تحلى به من عظيم السجايا وأدبيات الفرسان السامية

صورة الخبر

ضياء الدين علي * لا يموت الذئب ولا تفنى الغنم.. لم تكن أخطاء الكسار في مباراة الظفرة والنصر هي الأولى ولن تكون الأخيرة بالنسبة إلى التحكيم في ملاعب كرة القدم، وهذه حقيقة لا مراء فيها، ومقولة الحكم الجيد هو الأقل أخطاء من أدبيات ومسلمات اللعبة التي أصبحت أخطاء الحكام جزءاً لا يتجزأ من معطياتها، لكونها لعبة بشرية وإنسانية، لذلك يبدو الأمر نوعاً من اللجاجة عندما تتكرر الشكوى نفسها من موسم إلى موسم، وتتكرر نفس الحجج والأسانيد، وأيضاً نفس الحلول والمقترحات. المثير والملفت هذه المرة أن أعراض الظاهرة أطلت برأسها من الأسبوع الأول للدوري، وهذا مؤشر خطر، خصوصاً إذا تواصلت الأعراض عبر حالات أخرى في الأسابيع المقبلة. * أحياناً عندما يتأمل المرء الثقافة التي تحكمنا في بعض الأمور يصيبه العجب، فيتساءل هل ما يهمنا هو الشكل والإطار أم المضمون والجوهر؟ في مسألة الاستعانة بالحكم الأجنبي مثلاً، وهو عفريت يحضر دائماً، شئنا أم أبينا عند ظهور أي مشكلة، لماذا فقط في هذه الجزئية تأخذنا الوطنية ونعتبرها مسألة لا يجب المساس بها، مع أن الأجانب حاضرون في كل أعضاء ومفاصل اللعبة من الجهاز الفني إلى الطبي إلى البدني إلى اللاعبين؟ حتى داخل لجنة الحكام نفسها، فطول الوقت هناك عنصر أجنبي يتولى الجانب الفني ليوجه ويقيم ويحاسب ويحاضر في الحكام المواطنين؟ وتارة يكون الخبير الأجنبي عربياً مثل جمال الغندور وعمر البشتاوي وعصام عبد الفتاح أو آسيوياً مثل شمسول أو أوروبياً مثل ستيف بنيت البريطاني الحالي، أعني إذا كنا مقتنعين بجدوى الخبرة الأجنبية في هذا القطاع فالميدان الأخضر الفسيح أولى به من الحجرة المغلقة والجدران الأربعة، فالمبدأ لا يتجزأ، ومثلما نردد أن حكامنا الميدانيين بخير، أيضاً خبراؤنا الدوليون بخير من سالم سعيد إلى أبوجسيم إلى علي حمد وسواهم. * حقاً وصدقاً، لا ألتمس سبيلاً إلى فتح باب الاستعانة بالحكام الأجانب، ومراجعة ما كتب في هذه الزاوية يشهد، لكن فعلاً تلك الازدواجية الغريبة تجعل الباب موارباً طول الوقت بالنسبة إلى ذاك الحل الذي لن نختلف على أنه ليس بحاسم أو جذري، أو سينهي علاقتنا بأخطاء ومشكلات التحكيم. * ودعونا نتفق على أن استوديوهات وبرامج التحليل التي تتصدى في فقرة من أهم فقراتها لأخطاء الحكام، أصبحت ضمن نسيج اللعبة في الإمارات، ويكفي أنها صارت أساسية في كل قناة، وأنها صنعت طفرة كبيرة في ثقافة التعاطي مع الأخطاء، وأنها عملياً قللت لأقصى درجة مساحة التقدير المكفولة للحكم بفضل تقنيات التصوير ثلاثية الأبعاد، فكيف بالله عليكم حتى نؤمن مصير التحكيم الوطني نلغي كل هذا، أو نسفه من الدور الذي يقوم به المحللون في هذه البرامج، أو نزيد الضغوط بخلق عداوات بينهم وبين الحكام؟ ..الأخطاء لن تنتهي، والبرامج لن تتوقف، وبالتالي يجب ألا تتوقف جهود التطوير ورفع المستوى، وإلا سيحضر العفريت الأجنبي بأسرع مما يتوقع البعض، رغماً عن الجميع.