×
محافظة المنطقة الشرقية

سكان القرى يتمسكون بـ“أعياد زمان” لتعزيز الروابط

صورة الخبر

لندن: «الشرق الأوسط» تذوق نقاد المطاعم والمأكولات ولأول مرة وجبة من الهامبورغر أنتجت مختبريا، طهيت وقدمت خلال مؤتمر صحافي عقد في لندن أمس، وذلك بعد أن تمكن العلماء في معهد هولندي من استنساخ خلية بقرية. ويعتقد العلماء بأن إنتاج اللحوم مختبريا سيساعد في إنتاج كميات كبيرة من هذه المادة البروتينية كافية لتزويد الملايين من الناس بها بسبب التضخم السكاني العالمي وزيادة الطلب على اللحوم. لكن المنتقدين يعتقدون أن التقليل من إنتاج اللحوم وتناولها والحصول على البروتينات من مواد أخرى هو أفضل طريقة للتغلب على ما يسمى بنقص المواد الغذائية مستقبلا. شرائح اللحم المنتجة مختبريا تم طحنها وعجنها على شكل فطائر دائرية ومن ثم طهيها أمام مجموعة من العلماء والإعلاميين ونقاد الطعام. قام بطهي البيف بيرغر الشيف ريتشارد ماغوين وأول من تذوقها الناقدة هاني روتزلر وجوش شونولد. وقالت النمساوية هاني روتزلر التي تعمل أيضا في أبحاث الطعام: «كنت أتوقع أن تكون اللحمة أكثر طراوة. طعمها حاد وقريب من اللحم، لكنها افتقدت إلى العصارة. اتساقها (أي درجة تماسكها) كان لا يختلف أبدا على قطعة لحم عادية». وبسبب التجربة الفريدة من نوعها لم يضف إليها في عملية الطهي أي ملح أو فلفل أسود، ولهذا لم تستمتع هاني روتزلر بمضغها قائلة: «كان عليهم أن يضيفوا ملحا وفلفلا أسود، حتى أستمتع بها». أما زميلها الكاتب جوش شونولد فقال: «اللقمة التي تناولتها كانت تشبه اللحم، لكنها خالية من الدهون، وهذا ما أفتقد إليه عندما أتناول قطع اللحم». وأضاف: «تشعر أنها لحمة هبرة خالية من الدهون. مذاقها يشبه الهامبورغر إلى حد ما. لكن نكهتها تختلف». ورد البروفسور مارك بوست من جامعة ماستريك الذي كان وراء عملية الاستنساخ قائلا: «هذا شيء جيد، إنها محاولتنا الأولى». وقال العالم بوست إن قطعة اللحم تم إنتاجها من مليارات من الخلايا في المختبر. لكنه أضاف أن إنتاج اللحوم الاستهلاكية بهذه الطريقة سيحتاج إلى وقت، لم يحدده، قبل إنزاله تجاريا إلى الأسواق. «ما قمنا به هو فقط لإثبات ما يمكن أن نقوم به في المستقبل». وتبين أن سيرجي برين، أحد مؤسسي «غوغل»، كان وراء الدعم المالي الذي قدم للمعهد الهولندي من أجل إنتاج اللحم مختبريا. البروفسورة تارا غارنيت، المسؤولة عن سياسة أبحاث الطعام في جامعة أوكسفورد قالت بخصوص التجربة إن على المسؤولين الحكوميين في العالم أن يبحثوا عن حلول أخرى بعيدا عن التكنولوجيا. «لدينا في العالم أكثر من 1.4 مليار شخص يعانون من البدانة، وفي المقابل هناك مليار شخص ينامون كل ليلة وبطونهم خاوية»، مضيفة: «هذا شيء غريب وغير مقبول. الحل ليس في إيجاد طرق إنتاجية جديد للغذاء، المطلوب هو تغيير نظام الإمدادات والتكلفة الميسورة. لهذا فإن المسألة ليس فقط مأكولات أكثر وإنما مأكولات أفضل لمن يحتاجها». الخلايا الجذعية هي الخلايا الرئيسية في الجسم، والتي من خلالها يمكن إنتاج أنسجة متخصصة مثل الخلايا العصبية والجلدية. وأكثر المعاهد العلمية التي تعمل في هذا المجال تحاول إنتاج أنسجة إنسانية من أجل زراعتها أو استبدال التالفة منها والعضلات المعرضة للأمراض وكذلك الغضاريف. البروفسور بوست يعمل حاليا على استخدام تقنية لإنتاج هذا النوع من العضلات وكذلك دهون كطعام للاستهلاك الإنساني. وبدأ في استخدام خلايا جذعية من عضلات بقرية. في المختبر يتم تغذية هذه العضلات ببعض المواد المغذية والكيماويات لمساعدة هذه الخلايا على التكاثر والتطور. وبعد ثلاثة أسابيع في المختبر تبدأ الخلايا بالتكاثر ليصل تعدادها إلى أكثر من مليون خلية جذعية توضع في صحون لتبدأ بعد ذلك في التحول إلى شرائح عضلية طولها سنتمترا واحدا وسمكها عدة مليمترات. بعد ذلك يتم تجميع الشرائح وتجميدها في لوائح وتخزينها حتى يتم إنتاج كميات كافية منها. وعندما يكون هناك كميات كافية يتم إعادتها إلى ما كانت عليه قبل تجميدها وتعجن على شكل فطائر قبل طهيها. وحاول العلماء إنتاج قطع الحم (لونها أبيض) لتكون مطابقة للون اللحم الذي يباع في الأسواق. وتعمل هيلين بيوود، المساعد للبروفسور بوست، حاليا على إنتاج قطع من اللحم الأحمر من خلال إضافة مركب مايغلوبين. وقالت: «إذا كان لونها (القطعة المنتجة مختبريا) مختلفا عن لون اللحم وطعمها كذلك فهذا يعني أنها ليست بلحم». وأضافت أن كثيرا من الناس يعتقدون بأن اللحم المنتج بهذه الطريقة منفر. لكن الطريقة التي يتم فيها تحضير اللحوم العادية في المسالخ أيضا منفرة. الهامبورغر الذي قدم يوم أمس أضيف له عصير الشمندر من أجل أن يكون لونه أحمر. كما أضاف الباحثون الخبز المطحون والزعفران من أجل تحسين طعمه، وعلى الرغم من ذلك فلم تتذوق هاني روتزلر أيا من هذه المواد. وحاليا لا يمكن للعلماء إنتاج كميات كبيرة من اللحوم في المختبر. منظمات الرفق بالحيوان، مثل منظمة التعامل الأخلاقي مع الحيوانات، رحبت بالفكرة قائلة إن ذلك سيعني نهاية نقل الحيوانات بالطريقة غير الإنسانية بالشاحنات، وكذلك إنتاج الدواجن في المصانع بالطرق المؤذية. وتعتقد هذه المنظمات أن تقليل عمليات النقل سيكون تأثيره إيجابيا على البيئة ويخفف من انبعاث الغازات.