ألغت المحكمة الكبرى الجنائية الثانية، برئاسة القاضي بدر العبدالله، وعضوية القاضيين وجيه الشاعر وعمر السعيدي، وأمانة سر مبارك العنبر، وبإجماع الآراء، حكم براءة شاب بحريني (22 سنة) متهم بمواقعة ابنة الجيران القاصر برضاها، والقضاء مجدداً بحبسه لمدة سنة مع النفاذ، وتغريمه 50 دينارا عن تهمة الازعاج بإرساله صور الفتاة عارية لوالدها. وأصدرت محكمة أول درجة حكمها في الدعوى ببراءة المتهم؛ كون أوراق الدعوى تخلو من دليل يقيني على ارتكاب الواقعة التي أنكرها الشاب، وأن أقوال المجني عليهم جاءت مرسلة لا يساندها دليل بالأوراق مما لا تطمئن إليه المحكمة؛ وعليه قضت ببراءته. وقد طعنت النيابة العامة على حكم براءة الشاب البحريني، وتمت إحالتها للقضاء عن تهمة أنه في غضون 2011 حتى 2013، واقع المجني عليها التي أتمت 16 من عمرها لكنها لم تتم عمر 21 برضاها، ونتج عنه فض بكارتها، وتسبب عمداً في إزعاج المجني عليها سالفة الذكر وشقيقتها ووالدها بأن أساء استعمال أجهزة الاتصالات السلكية. وعرض المتهم خلال نظر جلسات الاستئناف على إخصائي مخ وأعصاب لتوقيع الكشف عليه، وإن كان مصابا بمرض يحول بينه وبين مسئوليته عما يرتكبه من أفعال. وجاء في تقرير استشاري المخ والأعصاب بأن الشاب يراجع عيادة أمراض الدماغ والأعصاب منذ سنوات، ويعاني من مرض الصرع، وحالته الصحية مستقرة مع استمراره على العلاج اللازم، علماً بأن الصرع لديه ليس له علاقه مباشرة بما يرتكبه من أفعال. وبعد مرور 3 سنوات من اتهامه وصدور حكم براءته، أصدرت المحكمة الاستئنافية حكمها بالإجماع بإلغاء الحكم المستأنف، والقضاء مجددا بحبس المتهم لمدة سنة عن تهمة مواقعة القاصر برضاها، وغرامة 50 ديناراً عن تهمة الإزعاج. وتشير تفاصيل القضية إلى أن المجني عليها البالغة من العمر 20 سنة قدمت بلاغاً عام 2013، بأن المتهم يرسل صوراً لها ولشقيقتها ولوالدها وهي عارية، من رقم هاتف ماليزي، لكن هذا البلاغ كشف قضية أشد من إرسال الصور. واعترفت الفتاة بأنها على علاقة بابن الجيران منذ 7 سنوات، بعد أن تعرفت عليه عن طريق موقع إلكتروني للدردشة، وأكدت بأنها خلال السنتين الماضيتين مارست الجنس معه ما يقارب 100 مرة، أولها في البراحة الخارجية لمنطقة سكنها في المحافظة الجنوبية وتم فض بكارتها. وأقرت المجني عليها بأنها هي من أبدت رغبتها للمتهم في ممارسة الجنس معه، كونها ترغب بالزواج منه، وأن هذا الأمر سيقربها من بعضهما بعضا، واتفقا على الالتقاء في المرة الأولى في باحة تخلو من المارة في الساعة 5 فجرا. وأكدت بأنها أرسلت للمتهم نحو 200 صورة لها مختلفة، بعضها وهي عارية تماماً، وبعد فترة نشب خلاف بينها وبين الشاب فأخذ يهددها بإرسال صورها إلى شقيقتها، وبالفعل نفذ تهديده. وفي كل مرة يحدث اختلاف يقوم بذات التصرف، آخرها من رقم هاتف ماليزي أثناء تواجده للدراسة هناك، وعندما واجهها والدها بالأمر أخبرته بأنه «هكر» اقتحم جهاز «اللابتوب» وسرق صورها، فطلب منها مرافقته لتقديم بلاغ بالواقعة. والغريب في الأمر بأن الفتاة بعد يومين من تقديمها البلاغ الخاص بالصور، تواصلت مع المتهم عبر الهاتف وطلب منها التنازل عن البلاغ ولقاءه لممارسة الجنس معاً، وهي وافقت فوراً، كونها ترغب بالصفح عنه.