في زيارتي لمكتب سمية جبرتي أول رئيسة تحرير صحيفة يومية في تاريخ الصحافة السعودية هي «سعودي جازيت» الناطقة بالإنجليزية، تساءلت كثيرا: هل سنكون في يوم ما رئيسات تحرير نحن صحفيات الميدان؟، وهل تعيين سمية كسر حواجز كانت تعاني منها الصحافية قبل عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي فتح أمام المرأة الكثير من الأبواب التي بدت في يوم من الأيام موصدة أمام تطلعاتها لتغيير وضعها وأخذ مكانتها اللائقة بين نساء العالم المتحضر.. خلال اللقاء تحدثت سمية جبرتي عن مسيرتها الإعلامية ووضع المرأة السعودية، كما تطرقت إلى برنامجها لتطوير «سعودي جازيت».. فإلى نص الحوار: • بداية، هل كان تعيينك مفاجئا أم أنك كنت تعتقدين بأحقيتك بالمنصب؟ ــ كنت في إجازة مرضية، وعندما حضرت وجدت تعييني على مكتبي منذ أسبوع، ولا أخفيك أنني من أول ما بدأت بالعمل مع الأستاذ خالد المعينا كان يقول لي: سأراك رئيسة تحرير قريبا، وكنت أعتبر ذلك تفاؤلا منه، والحقيقة تفاجأت بهذا التعيين، لكنني أعتبرها مبادرة رائدة من مؤسسة عكاظ، كونهم يضعون ثقتهم بي بغض النظر عن حكاية وضع امرأة في هذا المنصب، وأعتبر هذا النموذج بداية لأن تأخذ الإعلاميات حقوقهن كاملة مثل إخوانهن الرجال، وأن لا تعامل حالتي الآن كحالة فردية أو استثنائية، بل تكون خطوة تفتح بابا للزميلات الإعلاميات. تطوير • ما هو برنامجك التطويري للجريدة في الفترة المقبلة؟ ــ أنا التحقت بالجريدة في مارس 2012 م وتغيير ثلاثين عاما في تقلبات ليس بالأمر اليسير، وسيكون هناك جهد ــ بإذن الله، ونحن أنجزنا الكثير والمحتوى الذي يحدد مجالها ونجاحها، وكنا أنا والأستاذ خالد المعينا على نهج واحد في الاتجاهات والأهداف، وسأستمر على هذا الأمر والميزة في الإعلام، إنه دائما على تجديد وليس فيه نقطة وقوف. وهناك تطويرات شهدها ملحق نهاية الأسبوع ليوم الجمعة والسبت، وبدأته شخصيا في شهر نوفمبر الماضي، وبدأنا الآن في وحدة قسم الأصوات، وهو يعكس ويعطي القراء مجالا للتعبير عن رؤاهم ومتطلباتهم وحتى مقطوعات الشعر. وأنا أؤمن كثيرا بأن الإعلام من الناس وإلى الناس، وهذه موجهة إلى فئة الشباب السعودي الذين هم خارج المملكة وصوتهم قد لا يصل إلينا. • مساعدو رئيس التحرير كيف يتم اختيارهم؟، وهل ستؤنثين الطاقم؟ ــ نحن لا توجد لدينا سياسة أن نفرق بين جنس وآخر، ولا نفضل جنسية على أخرى، كل إنسان يعمل بكفاءته، وعندما كنت في عرب نيوز سابقا كانت المراسلات أكثر من زملائهن الذكور، وهذا ليس تفضيلا، بل لأنهن الأكثر إقبالا على المجال، وهذه السياسة ستستمر، ويهمني أن أي رئيس تحرير أن يفتح عينيه جيدا على المواهب من حوله من النساء والرجال، وأن لا يفضل أي جنس على آخر. هنا مدير تحرير للمحليات على مستوى المملكة هو الزميل محمود أحمد، وفي تحرير الدولية شمس إحسان «هندي الجنسية»، وهناك مدير تحرير تنفيذي، وكلنا فريق واحد بأفكار متناغمة ومستعدون للخطوات المقبلة خلال شهرين ستنطلق سعودي جازيت بثوب آخر. هذه رسالتي • بعد توليك منصب رئيسة تحرير، ما هي رسالتك الإعلامية التي تحرصين على إيصالها؟ ــ بالنسبة للمرأة الإعلامية عليها أن لا تعتبر تعييني رئيسة تحرير خطوة استثنائية، بل تكون نقطة بداية، لقد حصل شرخ في السقف الزجاجي في تولي المرأة لهذا المنصب، أنا جيلي ليس هو الرائد في مجال الإعلام، بل سبقتني الإعلاميات قبل عشرين عاما. وأتمنى أن يفتح الباب على مصراعيه لتولي إعلاميات مناصب عدة في الصحف اليومية. ونحن في عصر قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز صارت المرأة عضوة شورى، وجرى إعطاؤها رخصة محاماة والاعتراف بأنها صاحبة قرار لتمكينها وتقويتها لتكون مشمولة بصوت قوي. تصحيح الصورة • ماذا يعني لك منصب رئيسة تحرير جريدة محلية موجهة للجاليات المقيمة هنا؟ ــ نحن نعزز صوت المقيم، وهذا مجالنا، ونعمل على أن يتفهم ظروف وثقافة البيئة التي يعيش فيها ومعرفة صورة مجتمعنا. • ماذا عن كتاب الرأي؟ ــ غالبا ما يتفاجأ المقيم هنا بأن يقرأ لكاتب يدافع عن حقوقه ويطالب بإعطائهم صوتهم، ونحن ننتشر خارج البلاد عن طريق الويب سايت والمواقع الإلكترونية، ونحن كفريق عددنا خمسة وثلاثون، وجميعنا نعمل على مدار الأيام حتى في إجازاتنا من أجل منتج يضج بالحياة للقراء يعالج همومهم وقضاياهم، كما يهمني أن تكون الوسيلة الإعلامية متكاملة من ناحية أن تكون مطبوعة وموقع إلكتروني ووسائط اجتماعية، وأنا اليوم أباشر عملي كرئيسة تحرير، ولم أدخل مكتب رئيس التحرير إلا معك عزيزتي الصحفية لإجراء هذا الحوار. القارئ أولا • هل أنت مع أهمية تركيز الوسيلة الإعلامية على إرضاء القارئ قبل كل شيء؟ ــ نعم، ولهذا السبب قمنا بفتح قسم الأصوات للعدد الأسبوعي، ونصيحتي لمن يدخل المجال الإعلامي أن تكون لديه آذان صاغية على قدر المستطاع. والتواصل ما بين القيادات والدوائر الحكومية.