كشف المتحدث الأمني لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي أن إجمالي العمليات الإرهابية المنفذة والمحبطة والفاشلة خلال هذا العام بلغت 19 عملية، (12 منها استهدفت رجال الأمن)؛ ست عمليات فاشلة وست عمليات محبطة، وسبع عمليات منفذة. وبين أن الشبكة الإرهابية الأخيرة استطاعت جمع أموال كبيرة لتمويل العمل الإرهابي وبناء قدرات ذاتية لتجهيز الأحزمة الناسفة والعبوات المتفجرة. وشدد في المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس (الإثنين) للحديث عن تفاصيل إحباط عمليات إرهابية ترتبط بتنظيم داعش الإرهابي أن أمن الوطن في أيدٍ أمينة، وسُجلت العديد من الإنجازات الأمنية في جميع المواقف، ورجال الأمن طالما كانوا يداً حانية في الرخاء وأسوداً ضارية في الملمات والشدائد التي تمر بها بلادنا الطاهرة. ونوّه بجهود رجال الأمن والمواطن على حدٍ سواء في هذا الإنجاز الأمني وغيره من الإنجازات، التي سيظل بفضلها الوطن بعد الله بعيداً عن أن يطاله عبث العابثين الحاقدين الحاسدين، وستتواصل نهضته وتنميته في ظل تلاحم قيادته الحكيمة وشعبه الوفي الكريم. تمويل عبر وسطاء ولفت اللواء التركي إلى أن تزويد تلك الخلايا مالياً يكون عن طريق وسطاء، ومعظم المواد المتفجرة تم تهريبها للمملكة، أو تهرب على أنها من المواد التي تحتوي على استخدامات مدنية، وبالتالي تسعى تلك الجماعات إلى توظيفها في العمليات الإرهابية. وحول دور خلود الركبي في تلك العمليات، أجاب بأنها مؤيدة للأعمال الإرهابية وابنها كان مهيأ لتنفيذ عمل انتحاري، وكانت تشاركه في نقل المواد المتفجرة لتسهيل مرورهم أمام نقط التفتيش، مبينا أن المتورطين في الإرهاب ليس بالضرورة عاطلين عن العمل، وغالبيتهم مكفولون ولديهم وظائف. الفشل غير توجههم وحول توثيق البصمة أشار اللواء التركي، إلى أن أحد المتورطين في الجريمة الإرهابية التي حصلت في ألمانيا أخيرا استخدم شريحة سعودية، وذلك لمحاولة ربط المملكة بالأعمال الإرهابية. ونوه إلى أن 85% من المتورطين في التشكيلات الإرهابية في المملكة لم يسبق لهم السفر إلى سورية، موضحا أن تلك الخلايا غيرت توجهها بعد فشلها في العمليات الإرهابية في المساجد إلى رجال أمن عزل. مخدرات مهربة وردا على سؤال لـعكاظ حول تهريب الانقلابيين في اليمن المخدرات إلى السعودية لتمويل حربهم ضد الشرعية، أجاب التركي أن الكثير ممن يقبض عليهم في المنافذ يؤكدون أنهم تلقوا كميات المخدرات لإدخالها للسعودية، مضيفا نتعامل مع تهريب المخدرات عبر الحدود الجنوبية مع اليمن وسواحل منطقة جازان ومكة المكرمة منذ سنوات، خاصة مخدر الحشيش، متسائلا إذا كان للحوثيين يد في ذلك، وللأسف نحن نتعامل من خلال حرس الحدود مع مهربين أفراد، ونحن شاهدنا الآن تنظيم داعش يستخدم هذا الأسلوب. تفجيرات محبطة من جهته، كشف اللواء بسام عطية من وزارة الداخلية أن أكثر العمليات الإرهابية المحبطة إجراما هي محاولة تفجير مدينة الأمن العام، التي تستهدف الطلاب المتدربين. مبينا أنه قد بدأ التخطيط لهذه العملية من خلال وسيط عملياتي من سورية يتبع لتنظيم داعش، وذلك الوسيط كلّف عبدالرحمن المري أحد الموقوفين في هذه العملية للبحث عن الأهداف العسكرية حتى يتم استهدافها، وتكليف سلطان العتيبي من قبل الوسيط ذاته لنقل عبوة متفجرة من مكان محدد مسبقا إلى مكان آخر، ومن خلال تفكيك العبوة المتفجرة اكتشف بأن تفجيرها يغطي ثمانية آلاف متر مربع. وتناول اللواء عطية خلال عرض مرئي مهام كل فردٍ من أفراد هذه الخلايا الإرهابية، وتركيبتها التي تبين أنها ذات سمة أفقية، ليس بها قائد واحد، حيث يوكل لجميع أفرادها دون تمييز مهمات مختلفة في كل عملية. واستعرض عطية تفاصيل تركيبة الخلايا الإرهابية العنقودية الثلاث التي سعت لتنفيذ العمليات الإرهابية المحبطة، وكيف كانت تنوي تنفيذ عملياتها في عددٍ من مناطق السعودية، وتحركاتها في مختلف المواقع، إما للحصول على المواد المتفجرة أو نقلها من مكان إلى آخر أو استخدامها لتنفيذ العمليات التخريبية الإرهابية، والخطط والأهداف المبلغة لهم من الوسيط الذي يتواصل مع أفراد الخلايا الثلاث من سورية. %76 عزاب وقال اللواء عطية إن إحصائية حديثة كشفت بأن الموقوفين في الأعمال الإرهابية معظمهم سعوديون، 76% عزاب، 13% منهم فقط عاطل والبقية يتمتعون بأوضاع مستقرة، ولا سوابق جنائية في سجلاتهم، واحد منهم يحمل شهادة دراسات عليا. وأكد الأمن السعودي أحبط مواد متفجرة تقدر بـ48 طنا على مدة 18 عاما، بإمكانها إحداث هزة أرضية بواقع 4.5 ريختر، وبأكثر من 13 مليار دولار خسائر. وأفاد أن نصار الموسى أحد الداعمين للتنظيم يعمل على نقل السلاح والأموال واستئجار العربات، مؤكدا في الوقت ذاته أن خلود الركيبي الموقوفة هي والدة نصار وشقيقه حمد، تبارك أعمالهم الإرهابية. وأضاف العملية الثالثة كانت في الرياض وهي عملية اغتيال، من خلال الوسيط العملياتي من سورية بتكليف المري لتحديد هدف من أحد منسوبي وزارة الدفاع بوضع عبوة ناسفة أسفل سيارة المستهدف، إذ قام المري سابقا باستهداف 3 عسكريين تمهيدا لاستهدافهم. العنقودية داعشية ومضى اللوء عطية قائلا: الخلايا العنقودية الثلاث لها اتصال مع خلايا تنظيم داعش في سورية، وقد وجه الوسيط العملياتي هناك أحد مرتزقة داعش بتفجير إحدى المنشآت النفطية، وهو أنبوب نفط في موقع استراتيجي يمر بمحافظة الدوادمي، يغذي العديد من المصافي الممتدة على طول ذلك الخط ولكن خططهم فشلت، كما أن عادل المجماج قتل في عمليات وادي نعمان في مكة المكرمة، وعقاب العتيبي تم القبض عليه، والمبلغ المضبوط كان من المفترض أن يصل إلى جدة لتنفيذ عمليات ارهابية. ولفت إلى أن (داعش) شديدة المركزية في أعمالها الإرهابية، ما يؤكد أن التنظيم يدار من خلال الصراعات الدولية. وقال التحقيقات جارية لمعرفـــة كيف تم جمع الأموال المضبوطة ومكانها الذي خرجت منه. وحول تسميــــة وسطاء الداخل والخارج لمرتزقــــة داعش، أجاب اللواء عطيــــة أن من هو في الخارج يطلق عليه (وسيط) بالتحديد، وتواجده في الداخل يطلق عليـه عامل ومنفذ تعليمات، وهنالك خمسـة تطبيقات إلكترونية مشفـرة تستخدمها تلك التنظيمــــــــات للتواصل بينها.