لا يتردد مدرب الفريق الأول لكرة القدم في نادي القادسية، الكرواتي داليبور ستاركفيتش عن الحديث عن «وضع غير مريح» يمر فيه فريقه وموسم صعب ينتظره. وبعد إحدى مباريات «الأصفر» الودية استعداداً للموسم الجديد، تحدث داليبور عن غياب 11 لاعباً كانوا معه في الموسم الماضي. هذا العدد سرعان ما تقلص بعد التحاق أكثر من عنصر بالفريق في فترة لاحقة، بيد أن ذلك لم يمنع المدرب الكرواتي من أن يشعر بالقلق تجاه افتقاده لجهود 5 من لاعبي خط الوسط الدوليين لأسباب مختلفة. وانتقل «رمانة» الفريق فهد الأنصاري الى صفوف نادي الاتحاد السعودي، قبل ان يسير زميله سلطان العنزي على خطى الاحتراف الخارجي ولكن نحو قطر حيث نادي الخور. وفي المقابل، لا يزال موقف الدولي الآخر عبدالعزيز المشعان غامضاً بعد ان قام النادي بقيده في قائمته الرسمية لدى اتحاد كرة القدم من دون ان يلتحق باستعدادات الفريق للموسم الجديد. ويطالب المشعان ادارة «الأصفر» بتحريره للانتقال محلياً بيد أن الأخيرة ردّت على مطالبه بالرفض وحصرت فرص الاستغناء عنه بالاعارة الى نادٍ خارج الكويت وهو ما لم يتوفر حتى الآن. وسبق لـ«عزيز» ان غادر نادي القادسية قبل أعوام باتجاه اوروبا بحثاً عن فرصة للاحتراف ولكنه عاد بعد فترة لينضم الى الفريق ويساهم معه بتحقيق اكثر من لقب محلي بالاضافة الى كأس الاتحاد الآسيوي. رابع العناصر التي خرجت من حسابات المدرب داليبور في خط الوسط هو الجناح حمد أمان والذي أنهى فترة من العلاقة المضطربة مع النادي بالانتقال الى ناديه الام التضامن والذي شهد انطلاقته الرياضية قبل ان يلجأ الى الخارج للحصول على بطاقته الدولية عبر الانضمام الى نادي ظفار العماني في العام 2010 قبل ان يعود الى البلاد بعد شهور ويوقع للقادسية ولكن بعد موافقة نادي التضامن. وأخيراً، فإن عدم استمرار لاعب الوسط الغيني سيدوبا سامواه مع النادي لموسم آخر بعد المشاكل المالية التي واكبت مسيرته مع الفريق في الموسم الماضي سيكون له اثر كبير في الفراغ الذي يعاني منه الفريق في منطقة الوسط ومن ناحية الاستحاوذ تحديداً. واشترطت ادارة «الأصفر» توقيع أمان على عقد جديد معها قبل السماح له بالعودة الى التضامن، ومن المتوقع الى ان يكون لأداء اللاعب في الموسم المقبل وارتياحه في ناديه «الجديد- القديم» تأثير في تمديد فترة بقائه معه لموسم اضافي أو ربما أكثر. وفي هذا الصدد يقوم داليبور: «هذا الموسم سنفتقد أحد أفضل لاعبي الفريق وهو فهد الأنصاري والذي كان له دور مؤثر في تنفيذ نهج الاستحواذ، كما أن هناك عناصر اخرى تلعب أدواراً لا تقل أهمية لن تكون موجودة». داليبور كان يشير هنا الى سيدوبا وسلطان العنزي وعبدالعزيز مشعان وأحمد الظفيري حيث لم يكن الأخير قد التحق بالفريق وقتها لمرافقته لوالدته في رحلة علاج قبل ان يعود ويدخل في المرحلة الأخيرة من استعدادات «الأصفر» للموسم الجديد. وكشف مدرب «الأصفر» عن انه يسعى لايجاد حلول تكتيكية للوضعية الجديدة التي سيمر بها الفريق هذا الموسم، ومن دون ان يدخل في تفاصيل النهج الجديد، بدا واضحاً أنه سيكون مطالباً باتخاذ قرار حاسم في هذه المسألة، فإما التخلي عن نهج الاستحواذ،واما البحث عن بدائل للغيابات من خلال منح لاعبين معينين أدواراً جديدة في خط الوسط. في الموسم 2010-2011 وإبان فترة قيادة المدرب الوطني القدير محمد ابراهيم للقادسية، خاض الفريق موسماً استثنائياً بعد رحيل ثلاثة ركائز أساسية في المراكز الثلاثة وهم المدافع الدولي مساعد ندا المنتقل الى الشباب السعودي، ولاعب الوسط المحور العاجي إبراهيما كيتا الذي خاض تجربة احترافية في العين الاماراتي، والنجم بدر المطوع الذي انضم الى النصر السعودي. في ذلك الموسم، تمكن «الأصفر» من تحقيق لقب الدوري بالاضافة الى مكاسب أخرى لا تقل أهمية كان من بينها تقديم لاعبين ومنحهم الفرصة للتألق في خط الوسط،كان من بينهم هؤلاء فهد الأنصاري وطلال العامر وعبدالعزيز مشعان. في ذلك الموسم، منح «الجنرال» مساحات اكبر للتحرك للمشعان بالذات، فيما أظهر الانصاري نزعة للتقدم الى الامام باتت احدى سماته المميزة مع العامر. ولو راجعنا أحداث اللقاء الحاسم على لقب الدوري في ذلك الموسم أمام «الكويت» والذي انتهى بفوز القادسية 2-صفر، لوجدنا أن الأنصاري هو من سجل الهدف الأول، فيما قام العامر بصناعة الهدف الذي للسوري فراس الخطيب. بين ذلك الموسم، كان للاعبين الأجانب دور كبير، فبالاضافة الى الهداف الخطيب، أدى مواطنه جهاد الحسين ادواراً مؤثرة في الوسط فيما كان المغربي عصام العدوة اضافة حقيقية لخط الدفاع. في هذا الموسم، لا تبدو تلك الادوات متاحة للمدرب الكرواتي، فالفريق لا يضم سوى محترفين اثنين فقط، هما المدافع الغاني رشيد سومايلا، والمهاجم الأردني شريف النوايشة. وفيما تنتظر جماهير القادسية من سومايلا مواصلة ادائه القوي مع الفريق، لا تظهر كثيراً من التفاؤل حيال النوايشة الذي تعافى أخيراً من اصابة ابعدته عن معظم فترة الاعداد، وفي كل الأحوال، فإن وجودهما لن يكون ذا تأثير على النهج التكتيكي للفريق وهل سيتواصل الاستحواذ فيه أم لا؟ بعكس لو كان اللاعب الغيني سيدوبا سامواه متواجداً مع الفريق في الموسم المقبل وذلك بحكم مركزه في وسط الملعب والامكانات التي يتمتع بها ومنحت «الأصفر» أفضلية «استحواذية» على الكرة في الموسم الماضي. أخيراً، لن يكون متاحاً أمام داليبور سوى العمل على تنفيذ ما يفكر به بما توفر له من أدوات وعناصر، ورغم الفراغ الذي تركه الراحلون، إلا أن وجود أسماء ذات خبرة مثل المطوع والعامر وصالح الشيخ بالاضافة الى أحمد الظفيري ومحمد الفهد والواعد رضا هاني، قد تضمن للقادسية استمرار السيطرة على منطقة المناورات في معظم مبارياته ويبقى المحك في المواجهات الكبيرة مع الاندية المنافسة وخاصة «الكويت» والعربي وكاظمة والسالمية. «الكويت» يتدرب على استاد جابر غداً يخوض فريق كرة القدم الأول في نادي الكويت في السابعة من مساء غد الاربعاء تدريبه الوحيد على استاد جابر الدولي استعداداً لمواجهة القادسية على كأس السوبر والمقررة الجمعة. في المقابل، يتدرب «الأصفر» على نفس الملعب الذي سيستضيف اللقاء الخميس. ويواصل الفريقان استعداداتهما للقاء المرتقب من خلال أداء المران اليومي بعد ان أنهيا مبارياتهما الودية السبت الماضي، فتغلب «الأبيض» على الفحيحيل 5-1، فيما تعادل منافسه مع السالمية من دون أهداف. وشهدت تدريبات القادسية أمس مشاركة النجم بدر المطوع بعد تعافيه من الاصابة وعودة الحارسين نواف الخالدي وأحمد الفضلي.