×
محافظة المنطقة الشرقية

تحضير 150 طالب طب للمرحلة السريرية

صورة الخبر

أهم شيء في الإنسان لكي يعمل ويواصل عمله في أي قطاع حكومي أو قطاع خاص صحتان صحة البدن السليم وصحة العقل المتفتح فإذا كان الإنسان يتمتع بهاتين الصحتين فما المانع أن يواصل عمله الذي يمارسه وخاصة أنه مكتسب الخبرة والتجارب ومهتم في عمله ويحرص على التواجد في مكتبه في أوقات الدوام الرسمي ونتائجه الوظيفية الإيجابية تشهد له بجديته في العمل بشهادة رؤسائه في العمل . ولكن نحن مع الأسف الشديد في مجتمعنا الكويتي لا نعطي أي اهتمام أو اعتبار لمقياس العمل وإنما نركز على عمر الموظف والشواهد كثيرة على الشباب الذين أحيلوا إلى التقاعد وهم في ريعان شبابهم إما بالإغراءات المالية ليتركوا عملهم أو بإحالتهم إلى التقاعد قبل أن يبلغوا السن القانونية للتقاعد ومثل سن التقاعد لإحالة الشباب والشابات إلى التقاعد لا تعطي أي اعتبار في الدول المتقدمة والحضارية التي تنظر إلى عمل القيادي أو الموظف لا إلى عمره والأمثلة كثيرة على صحة ما نقول . فهناك قياديون في العالم قادوا بلدانهم بنجاح واقتدار وهم في كامل صحتهم وانفتاح عقلهم ولم تمنعهم أعمارهم من العمل الجاد والأسماء معروفة للجميع وما عليك إلا أن تدخل إلى موقع (جوجل) لتطلع على هذه الأسماء والمراكز القيادية التي قادوها باقتدار ونجاح . وحتى مواصلة الدراسة الثانوية والجامعية لم تمنعهم أعمارهم وكبار السن الذين تجاوزوا الثمانين عاما من مواصلة الدراسة والجلوس على مقاعد الدراسة بجانب الشباب في مقتبل العمر . وحسب ما علمت أن هناك رجلا تجاوز الثمانين عاما من عمره كان يحمل حقيبته المدرسية التي بداخلها كتبه والأدوات المدرسية في ذهابه إلى مدرسته وذلك بمساعدة زوجته التي تشجعه على مواصلة تعليمه وكان مرتدي البدلة وربطة العنق ويتفاعل مع المعلمين وجالس مع الطلاب الشباب مرتدين (الجينز) والـ (تي شيرت) والتفنن في تسريحات الشعر وكان طموحه وأمله أن يكمل دراسته الجامعية . وإلى جانب تقاعد الشباب التي تقاس في أعمارهم فإن أيضا هناك شروطا تعرقل مواصلتهم الدراسات الجامعية إلى جانب رغبتهم بالعمل بالتدريس خاصة في الجامعات بعد حصولهم على شهادات عالية بالماجستير أو الدكتوراه ويوضعون لهم شروطا لكبر أعمارهم ولا يسمح لهم بالتدريس مع أنهم في كامل صحتهم وقواهم البدنية والعقلية وخبراتهم بالتدريس وبالمؤلفات التي يؤلفونها في تخصصاتهم العلمية والأدبية لذلك الكثير من الحاصلين على درجات الدكتوراه سواء المبعوثين من مراكز عملهم أو الذين حصلوا على شهاداتهم العليا على حسابهم الخاص ومن أرقى الجامعات في العالم لا يسمح لهم بالتدريس لأن حصولهم على شهاداتهم العليا بمحض إرادتهم فالعلم والدراسة مجالهما واسع وما دام لديهم شهادات عليا ومن جامعات معترف بها عالميا فلماذا لا يسمح لهم بالتدريس سواء في المدارس أو المعاهد أو الجامعات والجواب عند المسؤولين عن قبولهم أو عدم قبولهم . آخر الكلام : حتى عمر الإنسان يقف عائقا عندما يتقدم الشخص بطلب قرض من البنك ييسر له حياته المعيشية مؤقتا إلى أن تتحسن أحواله المادية على أن يرجعه إلى البنك مع فوائده في أشهر وليس سنوات ويقدم جميع المستندات التي تغطي القرض الذي يطلبه وأول ما يطلب منه شهادة ميلاده ليطلعوا على تاريخ ميلاده ليعرفوا كم عمره ويرفضون الطلب لأنه متقدم بالعمر . مع العلم أن شهادة الميلاد أحيانا ليس مقياسا لعمر الإنسان وكبر سنه فعندما تلتقي مع أي إنسان لم يراك منذ سنوات عديدة ليقول لك صرت شايب وتجاوزت السبعين عاما أو أكثر ولا تعرف كيف حكم عليك بكبر سنك . لذلك نقول أن الأعمار ليس دليلا ولا مقياس لعمل الإنسان ولا حتى للقرض المالي الذي يطلبه ما دام مستنداته التي يقدمها تغطي القرض الذي يقترضه من البنك فالأعمار بيد الله سبحانه وتعالى ولا علاقة لها بالموافقة على القرض الميسر السهل تسديده في أي وقت . وسلامتكم . بدر عبد الله المديرس al-modaires@hotmail.com