كل الوطن، أسامة الفيصل، بيروت:أصعب ما في الانفجارين الانتحاريين اللذين حصلا صباح اليوم، في بئر حسن في بيروت، هو قربهما من مكان مدارس "المؤسسات الاجتماعية لرعاية الأيتام" مما أحدث نوعا من الهرج والمرج في المكان. ولنا أن نتخيل مدى صعوبة ذلك على الأهل والأقارب الذين هرعوا بخوفهم للاطمئنان إلى أطفالهم.. وقد لاقى التفجيران إدانات واسعة. تفجيران انتحاريان كانت حصيلتهما 6 شهداء و129 جريحاً في المحصلة شبه النهائية بحسب ما أعلنت وزارة الصحة العامة، وقد غادروا بغالبيتهم المستشفيات، فيما هناك أربعة في حالة حرجة ويخضعون للعناية الطبية الفائقة. وتوزّع المصابون على مستشفيات بهمن، والرسول الأعظم، والساحل، والزهراء، ومستشفى بيروت الحكومي الجامعي. وتم نقل أشلاء غير محدّدة الهوية إلى مستشفى الرسول الأعظم حيث سيتم إجراء الفحوصات اللازمة لتحديد أصحابها. وكان نفذ انتحاريان بسيارتين مفخختين، الأولىBMWX5محمّلة بـ 90 كيلو غراما من المتفجرات شديدة الانفجار، والأخرى مرسيدس تحمل 70 كيلو غراما من المتفجرات شديدة الانفجار، إحداها استهدفت المستشارية الثقافية الإيرانية. كما أن الانفجارين الآثمين حصلا على بعد عشرات الأمتار من مجموعة مدارس معظمها للأيتام. وتبنت كتائب عبد الله عزام عبر حسابها على "تويتر" التفجيرين الانتحاريين جنوب بيروت. سليمان: لوقف مسلسل الإرهاب أجرى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان سلسلة اتصالات شملت وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق والسفيرين الكويتي عبد العال القناعي والإيراني غضنفر ركن ابادي والمسؤولين المعنيين للاطلاع على ما توفر من معلومات عن عملية التفجير الإرهابي طالباً من الأجهزة العسكرية والأمنية زيادة التنسيق لكشف المحرضين والمرتكبين لوقف مسلسل الإرهاب والموت الذي يستهدف لبنان واللبنانيين. وإذ عزّى الرئيس سليمان بالضحايا الذين سقطوا وتمنى الشفاء للجرحى، فإنه كرر الإشارة إلى أن لا خلاص من هذا الإجرام الإرهابي إلا بالتضامن الكامل في مواجهته مهما كانت المواقع والانتماءات السياسية، لأن الإرهاب لا يميّز بين المناطق والأديان بل هو يتبع عقيدة وحيدة هي القتل والتدمير. الحريري دان الاجرام صدر عن الرئيس سعد الحريري التصريح الآتي: "اذا كان الهدف من العملية الإرهابية توجيه رسالة إلى اللبنانيين بان لبنان لن يكون في منأى عن الإرهاب بعد تشكيل الحكومة ، فإننا نؤكد أكثر من وقت آخر وحدة الموقف اللبناني في مواجهة الإرهاب وكل المحاولات المشبوهة والمدانة لإثارة الفتن وضرب الجهود القائمة لحماية الاستقرار". أضاف :"إنني إذ أدين الانفجار بأشد العبارات وأدعو إلى ملاحقة المخططين وأوكار الإرهاب أنى كانت، أتوجه إلى اللبنانيين بمختلف أطيافهم بوجوب التزام مقتضيات التضامن الوطني، والالتفاف حول الحكومة ومساعدتها على القيام بمسؤولياتها في هذه المرحلة الدقيقة من حياتنا الوطنية .وهذه مناسبة لتكرار الدعوة إلى تحييد لبنان عن أتون النيران السورية، والى انسحاب حزب الله من القتال الدائر في سوريا، والتزام مقررات الحوار الوطني في اعلان بعبدا. بري: تحد أساسي للجميع أجرى رئيس مجلس النواب نبيه بري فور تبلغه خبر التفجير الإرهابي الذي وقع في بئر حسن سلسلة اتصالات قبل مغادرته مطار طهران متوجها إلى ألبانيا شملت عددا من المسؤولين الأمنيين ومعاونيهم مطلعا على تفاصيل هذه الجريمة الجديدة. واعتبر أن "ما جرى يشكل تحديا أساسيا لنا جميعا واولوية للحكومة"، ودعا إلى "أقصى درجات التنبه والحذر تجاه هذا المسلسل الجهنمي والى التعاون بين الجميع لمواجهته ومكافحته". النائب بهية الحريري تستنكر قالت النائب بهية الحريري تعقيباً على الجريمة إن الاعتداء الإرهابي الجديد الذي تعرض له لبنان في الوقت الذي بدأ يسلك فيه بخطى ثابتة طريق الوفاق بين أبنائه عبر تشكيل الحكومة الجامعة ، يدفعنا للتأكيد مجددا على أهمية متابعة هذه الطريق لتحصين لبنان إزاء ما يواجهه من تحديات ومخاطر تتهدد استقراره ووحدته الوطنية.. وأضافت ان الرد على هذه الجريمة الإرهابية المدانة والمستنكرة، يجب أن يكون بالمزيد من الوحدة الوطنية وتعزيز التماسك الداخلي بين اللبنانيين، وبتسريع انطلاقة العمل الحكومي وتفعيله ولا سيما في مجال دعم ومساندة المؤسسات الأمنية الشرعية من جيش وقوى امن داخلي وأجهزة أمنية وقضاء لتتمكن من مواجهة وملاحقة من يقف وراء هذه الأعمال الإجرامية وحماية لبنان وحدوده وتأمين الأمن والاستقرار للمواطنين في حياتهم وتنقلاتهم وأشغالهم.. عسيري دان التفجير وعبّر السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري عن "استنكاره للانفجار الذي وقع في بئر حسن"، متقدما بالتعزية إلى ذوي الضحايا الذين سقطوا، كما تمنى للجرحى الشفاء العاجل. وأكد في بيان له أن "أفضل وسيلة لمواجهة مثل هذه الأعمال هي بتعزيز اللبنانيين وحدتهم الوطنية وتحصين الساحة الداخلية وتعزيز الأمن والاستقرار ودرء الأخطار عن لبنان". أمين الجميل: رسالة دموية دان رئيس "الكتائب" أمين الجميّـل التفجير المزدوج في بئر حسن، وسأل: "هل كُتب على اللبنانيين دفع ضريبة الدم دورياً، وهل كُتب على المسؤولين إصدار بيانات الإدانة والشجب والأسف التي باتت من مفردات الحياة اللبنانية. ونحن نؤكد من خلال التضامن اللبناني أن إرادة الحياة اقوي من آلة القتل، وأن أمن لبنان لن تقوى عليه التفجيرات بالغاً ما بلغت". أضاف "مرةً جديدة إذ ندين هذا العمل الإجرامي والإرهابي وإستهدافاته التي تصيب كل الوطن وجميع اللبنانيين، نعتبر أنه رسالة دموية لترهيب الحكومة الجديدة التي تجسد الإرادة الوطنية وإن الردّ عليها يكون بتفعيل العمل الحكومي والإمساك بالوضع الأمني". أمانة قوى 14 آذار دانت ودانت الأمانة العامة لقوى 14 آذار "التفجير الإرهابي".وفي بيان، أكدت أن "الأمن ليس مسألة تقنية فقط، بل يستوجب خطوات سياسية ترتكز خاصة على خروج حزب الله من القتال الدائر في سوريا".كما دانت الفصائل الفلسطينية والأحزاب والقوى اللبنانية الانفجار واعتبرته جزءا من الإرهاب الذي يضرب المنطقة.