×
محافظة المنطقة الشرقية

الوليد بن طلال:دعمكم للمدرب السعودي سامي تؤتي ثمارها..وهديته «بنتلي» #النصر_الهلال

صورة الخبر

ـ طقوس جدي وجدتي الحياتية تخصهما وحدهما، وحتى لو كانا أكثر حضارة مني وتصالحاً إنسانياً مع أصناف البشر المختلفين ثقافياً واجتماعياً؛ فأنا لن أستفيد منهما شيئاً الآن، وإن بقيت أتغنى بهما في كل كتابة فسأتحول إلى صدى تاريخي ثقيل الدم لعالم لا يشبهني ولا أشبهه في شيء مهما زعمت وتجملت. ـ الذين يشيرون دائماً إلى حياة أجدادهم بحفاوة ليبرالية ينسون أو يتناسون السياق الزمني الذي أنتج أولئك الأجداد، وهو سياق ثقافي خصب كان يحتمل أكثر من رأي عن الحياة، ولا يتحجر أو يتمذهب كي يبقى مهيمناً كما يفعل كثير من الليبراليين هذه الأيام، أو بالأحرى المدعون لليبرالية حتى تمر حملة تفتيش أو مطوع (فاتح زراير الثوب)! ـ عصرنا العربي بتعقيداته يرتبك من كثرة الأفكار وتنوعها، ولذلك على السادة الليبراليين عدم الهروب إلى الأجداد كلما فشلوا في خلق واقع أفضل، أو لم يستطيعوا إيقاظ السادة المهيمنين كي ينضموا إلى العصر؛ إذ لا أظن أن هز قبور الموتى يأتيهم أو ينفعهم بشيء. ـ الليبراليون المعاصرون عودونا أن ينهزموا بسرعة، وأن يحاولوا تغطية كل فشل أو هزيمة بالإشارة دائماً إلى تاريخ أجدادهم وما كانوا يفعلونه في حياتهم من طقوس ومواقف تقدس الحرية وتعلي شأنها، ويصفون تلك الحياة أنها كانت ليبرالية صرفة؛ هذا صحيح لكن أين أنتم منهم؟! ألا تعلمون أن زمنكم هو الذي يتحكم فيكم وليس العكس؟! ـ الكارثة أنه لو قام أجدادكم العظام/ الليبراليون كما تقولون من قبورهم، ورأوا ما تفعلونه وسمعوا عن أفكاركم التي تزعمون أنها أفكار ليبرالية؛ فربما يصابون بجلطة جماعية والسبب واضح جداً لأنكم تدعون أفكاراً عظيمة لا تطبقون منها شيئاً حتى في واقعكم النخبوي فما بالكم بالعام؟! ـ أيها الليبراليون: على مستوى الحريات كان أجدادكم أكثر ليبرالية منكم لأن عصرهم كان عصراً إنسانياً يعشق الحرية ويفاخر بمكتسباتها في كل مكان؛ أما أنتم فعصركم يعيش على فكرة واحدة ورأي واحد من المهد إلى اللحد، ومهما فعلتم فلن تصلوا إلى ليبرالية أجدادكم.. أنتم مجرد أغلفة كتب وآراء نرجسية فلا تكابروا غفر الله لنا ولكم.