×
محافظة المنطقة الشرقية

حريق هائل يدمر مخيماً للاجئين في جزيرة ليسبوس اليونانية

صورة الخبر

تسعدني التهديدات ضد المملكة العربية السعودية. وأشعر بالطمأنينة كلما سمعت المزيد. وأفرح أكثر إذا ارتفع فيها العويل. يقال «إن عود السنديان يقوى ويشتد كلما عصفت من حوله الريح، والألماس إنما ينشأ تحت الضغط». فالتهديدات، إنما تشكل مصدرَ يقظةٍ وطنيةٍ هائلة. إنها ضغطٌ يكشفُ ألماسَ تماسكٍ وطني، ووحدة خليجية، ويدفع الى المزيد من التكامل والتضامن العربي والإسلامي. وهذه كلها قيم واعتبارات تنطوي على منافع إستراتيجية عظمى، ومستقبلية أعظم. يقال أيضاً «إن لم نجد عدواً، فعلينا أن نخترعه»، لأنه أدعى إلى تصليب العود. والحمد لله، فلدى السعودية من الأعداء أو الخصوم ما يغنيها عن اختراعهم. صحيح أن بعضهم حمقى تماما، ولكنهم مفيدون للغاية. ولا أعرف من دونهم ماذا كنا سنفعل، لو أننا أردنا البحث عن سبيل لتوفير حوافز إضافية ضد المخاطر، أو إنتاج آليات قوة إضافية، محلية الصنع. هم دواء لمعالجة أعطاب الاسترخاء وحسن الظن بمن يُضمر لك السوء. وهم على الأقل، مؤشر إلى ما يجب الاستعداد له. وهذا مصدر مهم للإرشاد والتنبيه وسد الثغرات ومكافحة النقص ومعالجة التقصير. وبفضل طاقة التهديد، تحولت المملكة العربية السعودية إلى قوة لا تتوانى عن خوض الحرب إذا اقتضت الضرورة. وبفضل تلك الطاقة، شرع هذا البلد في إعادة بناء قدراته الإستراتيجية، على كل وجه. الرافعة الحقيقية للقدرات العسكرية إنما تنهض على اقتصاد فاعل ومتين. والأمن الوطني إنما ينهض على قيم الحكم الرشيد. والقراءة الصحيحة لطبيعة التوازنات الدولية إنما تدفع الى بناء التحالفات على أسس المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل، حتى ليشعر كل طرف إنه يخدم نفسه من خلال تلك الأسس. وحسناً يفعل كل عدو بأن يكشف عن نفسه، لنراه. وأن يُطلق من التهديدات ما يشاء. فذلك مما يقدم خدمة جليلة لجعل الاستعدادات أفضل، ولجعل بعد النظر الإستراتيجي يذهب إلى مسافة أبعد. ثمة من القدرات ما يحتاج أن يُستنهض. وهذا لا يتم من دون تهديد. بل إنه لا يُصبح حاجةً عاجلة من دون خطرٍ محتملٍ أو وشيك. اقرأ التحولات الاستراتيجية والاقتصادية والأمنية التي شرعت بها المملكة، وسترى عملاً ضخماً يذهب في كل اتجاه لتقوية الإمكانيات، ولتوسيع دائرة الموارد، ولتوفير قوة دفع للمزيد من التقدم. السعوديون، بعامتهم، ينظرون اليوم الى المستقبل، ويعالجون متطلباته. وهذه قيمةٌ - منعطف، قياساً بحال شعوب أخرى ما تزال تخوض حروباً مع نفسها أو مع الماضي، أو ترزح تحت عبء حاضر بائس. فما بالك لو جاءت تلك التهديدات من أهل ذلك الحاضر البائس؟. إنهم البؤس الذي يشكل حافزاً للمزيد من البأس. تلك هي المعادلة. وهي ضرورية للغاية، لإعلاء شأن الذات. المسألةُ هي أنك إذا كنتَ تملك أساساً، فإن بؤس العدو سوف يرتطم عليه، ويرتد بنفسه إليه. والأساس متين. السعودية قوة إقليمية كبرى قبل أي تهديد. موقعها في خارطة القوى الاقتصادية العالمية، ودورها القيادي في محيطها الإقليمي، وسياسات التضامن والتعاون والأمن المشترك والسعي الى السلام، تجعلها محط أنظار العالم، بل وكل قوة كبرى فيه. كلُّ دلالات الحقائق المجردة تثبتُ هذا الواقع. وثمة من مصادر القوة والنفوذ والتأثير ما لا يراه الكثيرون. مع ذلك، فإن التهديد يجعلها أقوى. وكلما زادت المخاطر، زادت معها الحوافز من أجل تحقيق المزيد من المنعة وصلابة العود. وأهلها أقوى اليوم مما كانوا بالأمس، وسيكونون أقوى غداً مما هم اليوم. وهم لها، كما أثبتت الواقعةُ تلو الأخرى. فهل من مزيد؟.