خبران متصلان ومنفصلان ، لفتا نظري هذا الأسبوع من منطقتين متباعدتين جغرافياً الأول في منطقة القصيم، والثاني في منطقة مكة المكرمة. = الخبر، أو الحدث الأول نشرته صحيفة المدينة في (16/02/2014)، وتداوله ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، ويتمثل في مقطع فيديو يُظهر وافدا آسيويا يعمل في مطعم بجدة يقوم بجمع بقايا الطعام من سلة النفايات ويُقدّمها لزبائنه دون علمهم. وقام بعض المغردين بإنشاء وسم تحت اسم "#مطعم_يأكل_زباينه_من_الزبالة"؛ للتعبير عن إدانة مثل هذا السلوك. = أما الخبر الثاني فقد نشرته صحيفة الاقتصادية في (16/02/2014)، ويتناول قيام أمانة منطقة القصيم مؤخراً بحملة لتصحيح أوضاع المطاعم القديمة بمدينة بريدة، وإلزامها بكشف منطقة تحضير الطعام أمام المستهلك. *** أمانة محافظة جدة أعلنت، عبر حسابها الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، مساء نفس يوم نشر الخبر، بأن بلدية أم السلم الفرعية التابعة لها، تمكنت من ضبط المطعم الذي يُقدّم بقايا الطعام للزبائن، الواقع في حي قويزة، جنوب شرق محافظة جدة. وأفادت الأمانة أنه تم إغلاق المطعم احترازيًّا إلى حين تصحيح المخالفات، وإعادة تأهيل العاملين فيه في مراكز تابعة لها، وذلك بعد أن ضبطت العديد من المخالفات الصحية، والتجاوزات المتعلقة بالنظافة. *** جميل بالطبع أن تقوم أمانة محافظة جدة بالتحرك السريع لمعالجة المخالفة، بل والإعلان عن ضبط العديد من المخالفات الصحية، والتجاوزات المتعلقة بالنظافة في المطعم المعني. لكن ما أعلن من إجراء لا يتناسب، في رأينا، مع جسامة المخالفة، أو الجُرم المشهود. فلا أقل من إغلاق المطعم ومعاقبة القائم بالجُرم وصاحب المطعم الذي ترك الأمر في مطعمه ليصل إلى هذه الدرجة في التهاون. فمثل هؤلاء لا يمكن أن يعطوا لهم فرصة أخرى لإيجاد وسائل جديدة للتحايل والإضرار بالناس تحت مسمى "تصحيح المخالفات وإعادة تأهيل العاملين فيه"!! وأرى أن يقوم صاحب الفيديو، الذي أفترض أنه كان أحد زبائن المطعم، بتقديم دعوى بالحق المدني تجاه المطعم وصاحبه، وأن يجعل من هذه القضية "قضية عامة" تتناول نظافة المطاعم. *** يبقي أخيراً أن تنظر أمانة محافظة جدة في الإجراء الذي اتخذته أمانة منطقة القصيم، فقد يكون مدخلا مؤقتا لمواجهة بعض القصور في عمل المطاعم في المحافظة. فقد أدى إلزام المطاعم بكشف منطقة تحضير الطعام أمام المستهلك، وفق ما أكده مدير عام صحة البيئة بأمانة منطقة القصيم الدكتور منصور المشيطي، إلى تحسن الوضع العام للنظافة في المطاعم وتعزيز الرقابة الذاتية لأصحاب تلك المنشآت. * نافذة صغيرة: (إن الخدمات البلدية تُشبه "قلادة بهيّة متدلّية من عنق حسناء، حيث كل خرزاتها برّاقة، جذّابة، وعليها طلاوة وتناغم"... لا يكفي أن يفخر ويفاخر المسؤول الأول في البلدية بأنه أنجز مخططاً جميلاً لجزء من الكورنيش البحري مثلاً، أو أنه افتتح قبل ثلاثة أشهر حديقة عامة، أو قام برصف بعض الشوارع وسفلتتها. كل هذا ليس عملاً حقيقياً شمولياً ولا هو أداء كامل، أو حتى نصف أداء للأمانة والمسؤولية، هو في أحسن الظروف -وكما يقول إخواننا المكّيون- عبارة عن "تصبيرة"، ونحن الأهالي لا نريد هذه الـ"تصبيرة".. بل نريد وجبة طعام كاملة وصحية، وإلا فلا؟.. لأن لدينا من الكفاءات والعقول والإمكانات ما يجعلنا نعانق السحاب فعلاً وتفاعلاً وتوهجاً).. بخيت طالع الزهراني. nafezah@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (6) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain