صنعاء (الاتحاد) دعا موظفون يمنيون إلى إضراب شامل في جميع مؤسسات الدولة في القطاعين الحكومي والمختلط ابتداءً من اليوم السبت للمطالبة برواتب متأخرة وتحييد البنك المركزي في العاصمة صنعاء الخاضعة لهيمنة المتمردين الحوثيين المتحالفين مع إيران. واتهم موظفون شكلوا ما أسموها بـ«رابطة موظفي الدولة» الحوثيين بمصادرة مؤسسات الدولة ومواردها الاقتصادية والخزينة العامة منذ استيلائهم على السلطة في صنعاء مطلع فبراير 2015. وطالبوا في بيان، تلقت «الاتحاد» نسخة منه، جماعة الحوثيين «بإيقاف العبث الذي تمارسه في جميع القطاعات وإعادة ما نهبته وما صادرته من استحقاقات للموظفين»، ودعوا «كافة موظفي الدولة في القطاعات الحكومية والمختلطة إلى الإضراب الشامل وتعليق الشارات الحمراء ابتداءً من يوم السبت 17 سبتمبر 2016». وطالب البيان منظمات حقوق الإنسان المحلية والدولية مساندة مطالب موظفي القطاعين العام والمختلط، داعياً الحكومة الشرعية التي تعمل من عدن (جنوب) إلى «بذل المزيد من الجهود في المحافل الدولية لفضح وتعرية السلطة الانقلابية القائمة في صنعاء وممارساتها الاجرامية بحق اليمن واليمنيين». كما دعا البيان جماعة الحوثيين إلى «رفع يدها عن البنك المركزي وأموال الشعب وإعادة الاموال التي تم نهبها»، محذرا الجماعة من «أي تصرفات حمقاء تجاه المحتجين». وتعهد القائمون على الدعوة للعصيان العمالي بالرد على قمع الحوثيين للإضراب «بتصعيد أكبر واحتجاجات أوسع»، حسب البيان الممهور بتوقيع «رابطة موظفي الدولة - صنعاء». ولم يتضح بعد ما إذا كانت الدعوة للإضراب ستلقى استجابة واسعة، لكنها تعد تصعيدا في المسار الاحتجاجي بعد تظاهرات عمالية تلقائية شهدتها العاصمة صنعاء مؤخرا عكست السخط المتفاقم لدى العاملين في المؤسسات الحكومية. وقال علي محمد (33 عاما)، وهو موظف في مؤسسة حكومية إيرادية، لـ»الاتحاد» «هبط مرتبي إلى 35 ألف ريال من 170 ألف ريال قبل سيطرة الحوثيين على السلطة»، مشيرا إلى أنه يؤيد بقوة الدعوة لإضراب شامل، مضيفا «ليس لدي ما أخسره الآن.. وقطع الأعناق ولا قطع الأرزاق». وذكرت مصادر إعلامية يمنية أن أكثر من 160 ألف موظف، مدني وعسكري، لم يتسلموا مرتباتهم لشهر أغسطس بسبب أزمة سيولة خانقة وغير مسبوقة يعاني منها البنك المركزي منذ شهرين. وقبيل إجازة عيد الأضحى اكتظت مكاتب البريد الرئيسية في صنعاء بآلاف الموظفين الراغبين باستلام مرتباتهم بعد أن أغلقت معظم مكاتب البريد في العاصمة أبوابها لانعدام السيولة. وقتل شخصان خلال عراك بالأيادي تطور لإطلاق نار أثناء تزاحم مئات الموظفين أمام أحد مكاتب البريد في صنعاء الأسبوع الماضي.