×
محافظة المنطقة الشرقية

580 ألف زائر وزائرة لمهرجان #الجنادرية في يومه الثامن #السعودية

صورة الخبر

مصباح في مدخل البيت قد انطفأ، يمثل انطفاؤه معضلة لصاحب ذلك البيت، فيتحين الفرصة للذهاب لرجال يجلسون أمام متاجر الأدوات الكهربائية، يسمون أنفسهم كهربائيين. تبدأ المفاوضات بمبالغ عالية من قبل الكهربائي، وأخرى منخفضة من قبل المواطن، حتى يتم الاتفاق، يدخل الكهربائي يحمل حقيبة حديدية، وكأنه مخترع، أو رجل صناعة، ينتقد صناعة المصباح القديم، ويبدي امتعاضه من رداءة الإنتاج في السنوات الأخيرة، وفي ثوان يشعل المصباح الجديد، وينتهي العرض سريعاً، فالقصة في مجملها لا تحتمل أكثر من ذلك. صورة تتكرر كثيراً في أغلب البيوت، لكن أصحاب بيوت أخرى سئموا فلسلفة العمالة وغلاء أسعارها من أجل القيام بمهام يسهل القيام بها، فقرروا أن يقوموا هم بذلك، ونجحوا، فماذا يحتاج تغيير مصباح، وماذا يحتاج تركيب صنبور جديد بدل آخر، وماذا يحتاج تغيير محبس ماء في إحدى دورات المياه، أسئلة اكتشفها مواطنون أخذوا زمام المبادرة، ووفروا على أنفسهم الجهد والمال في أمور وجدوها تحت السيطرة. وقد بدأ بعض المواطنين بتجهيز عدة وعتاد للتعامل مع المشاكل الخاصة بالكهرباء والسباكة في منزلهم، من خلال تخصيص حقائب للعدة تحتوي على أغلب احتياجات مثل هذه الأعمال، مكتفين بتصليحها بأنفسهم عوضاً عن الاستعانة بالعمالة، حتى بات تصليح بعض الأمور وتعديل مكانها في هذين المجالين من الأمور التي اعتاد عليها أولئك المواطنون منذ فترة. ويلعب الشباب الدور الأهم في عمليات الصيانة المنزلية، بحكم تعلقهم بصيانة الحاسب والألعاب الإلكترونية، وبحسب فراس الريس فإن عمليات تصليح مصابيح مطفأة أو أمور سباكة بسيطة في البيت لم تعد مشكلة تستحق الاستعانة بفني من خارج البيت، مشيراً إلى أن صيانة الحاسب الآلي، وألعاب الأطفال وغيرها كانت هي الطريق إلى قناعته بأن كل شيء ممكن عمله، وليس هناك أمر صعب. وأكد أن والده كان له الفضل كذلك في تشجيعه منذ الصغر على تنفيذ أعمال الصيانة الخفيفة في المنزل، مشيراً إلى أن والده كان يمنحه مبلغاً رمزياً منذ كان في المرحلة المتوسطة كتشجيع على تنفيذ تلك الأعمال. وقد ساهم ارتفاع أسعار الأيدي العاملة في تلك المهن في انصراف الناس إلى التعامل مع مشكلاتهم التقنية البسيطة في البيوت بشكل ذاتي، وهو أمر من المنتظر أن يتوسع بشكل لافت خلال السنوات القادمة في ظل تنامي الوعي، والمعرفة لدى كثير من المواطنين.