عواصم - وكالات - فيما توصّل وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف إلى اتفاق لتمديد وقف الاقتتال في سورية 48 ساعة إضافية، أعلنت الامم المتحدة أن الشاحنات التي تنقل مساعداتها عبرت الحدود التركية أمس، الى سورية. ووقّع كيري ولافروف في جنيف في 9 الجاري، اتفاقاً يقوم على أساس وقف تجريبي للنار، مع حلول مغرب الإثنين الماضي، ولمدة 48 ساعة، ويتكرر بعدها لمرتين. وإذا صمد فسيبدأ الجيشان الأميركي والروسي في تنسيق الضربات الجوية ضد جبهة «فتح الشام» وتنظيم «داعش» في منطقة متفق عليها في سورية. وأشارت وزارة الخارجية الروسية، أمس، إلى أن «لافروف دعا في مكالمة هاتفية مع نظيره الأميركي واشنطن إلى الوفاء بالتعهدات التي التزمتها في شأن فصل مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة عن جبهة فتح الشام»، مردفة أن «الوزيرين بحثا مقاتلة الجبهة وداعش بصورة مشتركة». وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن جماعات من المعارضة «تسيطر عليها الولايات المتحدة» كثفت قصفها مناطق سكنية مدنية، لافتة إلى أن واشنطن تحاول إخفاء عدم رغبتها في الفصل بين المعارضة المعتدلة والجماعات الإرهابية، ولا تفي بالتزاماتها، بموجب اتفاق وقف النار. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الجنرال إيغور كوناشنيكوف: «يبدو ان الهدف وراء اعتماد واشنطن ضبابية كلامية هو اخفاء واقع انها لا تفي بالتزاماتها وفي المقام الاول فصل مسلحي المعارضة المعتدلة عن الارهابيين»، منتقدا تشكيك بعض المسؤولين الاميركيين حول التعاون بين البلدين. أضاف: «في اليوم الثالث (من الهدنة)، وحده الجيش السوري التزم وقف النار، في وقت زادت المعارضة المعتدلة المدعومة من الولايات المتحدة عدد هجماتها على الاحياء السكنية». وحسب كوناشنيكوف، فإن روسيا تفي «منذ اللحظة الاولى بالتزاماتها بخصوص نظام وقف الاعمال القتالية على الاراضي السورية».بدوره، أفاد نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، بأن موسكو تأمل في أن يدعم مجلس الأمن هذا الشهر اتفاقها مع واشنطن حول سورية، من أجل تجنّب أي تفسيرات خاطئة له. في المقابل، أكد الناطق باسم وزير الخارجية الأميركي مارك تونر، أن «كيري ولافروف اتفقا أثناء محادثة هاتفية على تمديد وقف الأعمال القتالية لمدة 48 ساعة أخرى»، معتبراً أن مستوى «العنف» انخفض كثيراً، رغم تقارير متقطّعة عن خرق الاتفاق. على صعيد متصل، أشار القائد العام للقيادة المركزية الأميركية جوزيف فوتيل إلى «وجود أزمة ثقة مع روسيا، لعدم وضوح أهدافها وعدم تنفيذها ما تقوله». أضاف أنه «سيبحث قريبا عن فرص للتوصّل في شكل واضح إلى الأمور التي يمكن أن يتعاون فيها البلدان، وسيسعى إلى جعل ذلك ضمن حدود الاتفاق». وأوضح فوتيل، المشرف على عمليات التحالف الدولي ضد «داعش»، بأن نجاح التعاون الروسي - الأميركي «غير مؤكد»، والقيادات الأميركية «ستتخذ القرارات والخطوات الصحيحة حول ما يجب القيام به، وهل من الممكن الاستمرار في تبادل المعلومات أو لا». في سياق مواز، طالب وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك إيرلوت، واشنطن بإبلاغ حلفائها تفاصيل الاتفاق مع موسكو حول سورية، محذّراً من المساس بالمعارضة المعتدلة. وخلال زيارة لأوكرانيا، قال للصحافيين: «لا يمكن للروس ان يستمروا في شكل احادي في شن غارات قائلين: نحن نضرب الجماعات الارهابية... الاتفاق مع الاميركيين الذي لا نعرف كل تفاصيله - وهذه مشكلة اخرى - ينص على ان يتحقّق الاميركيون والروس بدقة، موقعا موقعا على الخرائط، اين يوجد الارهابيون الذين يجب الاستمرار في محاربتهم». وتابع إيرولت: «اذا كان هناك التباس (...) يكون هناك خطر بأن يتم ضرب المعارضة المعتدلة. في وقت ما سيطلبون منا دعما اكبر للخطة الاميركية - الروسية، وكي نتمكن من ان نقوم بذلك بثقة، يجب ان تتوفر لدينا كل المعلومات». وأمس، اعلن المسؤول رفيع المستوى في الامم المتحدة يان ايغلاند، ان نحو 20 شاحنة تنقل مساعدات انسانية من الامم المتحدة الى شرق حلب عبرت الحدود التركية وتنتظر في «منطقة عازلة» تقع بين تركيا وسورية، معربا عن امله في توزيعها اليوم. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، دعا واشنطن وموسكو إلى العمل من أجل إزالة العوائق أمام تسليم المساعدات الإنسانية للمدن المحاصرة في سورية، قائلاً إن «20 شاحنة تابعة للأمم المتحدة جاهزة للدخول إلى المناطق المحاصرة بهدف إيصال المساعدات، لكنها ما زالت متوقفة بسبب الإجراءات اللازمة لضمان أمن طاقمها». كما حضّ مبعوث الامم المتحدة الخاص الى سورية ستيفان دي ميستورا النظام السوري على السماح «فورا» بتوزيع المساعدة الانسانية، مؤكدا انه حتى الروس أعربوا عن «خيبة أملهم» من هذا الامر. وخلال مؤتمر صحافي، عقب اجتماع في جنيف لمجموعة العمل حول المساعدة الانسانية لسورية، قال: «نحن بحاجة الى إذن نهائي. وهذا أمر يجب أن يتم فوراً. إنه لأمر مؤسف، إننا نضيع الوقت. روسيا موافقة معنا على هذه النقطة».