شن رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، سعدالدين الحريري، هجوما غير مسبوق ضد النظام الإيراني برئاسة خامنئي، بسبب تصريحاته الأخيرة الهادفة لإثارة الفتنة ضد المملكة العربية السعودية. وقال "الحريري" في عدة تغريدات دونها عبر صفحته الرسمية بـ"تويتر": "إيران دولة تتولى أوسع عملية تخريب للمجتمعات العربية، من لبنان الى سوريا والعراق واليمن وكل مكان تتسلل إليه أجهزة الحرس الثوري ." وتابع: "إيران شريك مباشر في احتضان الإرهاب وانتشاره في العالم الإسلامي، والحقائق على ذلك أكثر من أن تحصى من أفغانستان إلى باكستان إلى العراق وسوريا، من يتحمل مسؤولية تشريد الشعب السوري وتقسيم العراق وضرب وحدة اليمن وتهريب المتهمين بقتل رفيق الحريري لا يمتلك أية حقوق بتوجيه سهام التجني ضد السعودية وتاريخها الناصع بحماية الاعتدال ." كما هاجم رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، مقال وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، والذي هاجم فيه المملكة العربية السعودية. واستنكر الحريري اتهامات طهران ساخرًا من لجوئها إلى وسائل إعلام أمريكية، قائلا: "ظريف يستخدم منبرًا إعلاميًا أمريكيًا لتحريض الإدارة الأمريكية والشعب الأمريكي ضد السعودية.. لقد باتت منابر الشيطان الأكبر بنظر القيادة الإيرانية صالحة للاستخدام في تقديم وجهات النظر الشيطانية". وانتقد المرشد الأعلى الإيراني الأسبوع الماضي، السعودية، على خلفية "عدم السماح للحجاج الإيرانيين" بممارسة ما يسمى مراسم "البراءة من المشركين"، قائلاً "يخفون عداءهم وحقدهم على الشعب الإيراني وراء عنوان تسييس الحج"، مشيرا إلى أن "الحج هو موطن البراءة من المشرکين". وبعد ساعات من تلك التصريحات، جدد الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، ولي العهد، وزير الداخلية السعودي، اتهام بلاده لطهران بالمسؤولية عن منع حجاجها من أداء الفريضة هذا العام، متهما إياها بالسعي "لتسييس الحج، وتحويله لشعارات تخالف تعاليم الإسلام، وتخل بأمن الحج والحجيج". وقال ولي العهد السعودي إن "المملكة لا تسمح بأي حال من الأحوال بوقوع ما يخالف شعائر الحج ويعكر الأمن ويؤثر على حياة الحجاج وسلامتهم من قبل إيران أو غير إيران "، محذرا من أن "التعامل مع من يخالف مقاصد الحج ويمس بأمن الحجيج سيكون حازماً وحاسماً". واعتادت المملكة أن تصدر سنوياً، تحذيراً لحجاج إيران من إقامة مراسم "البراءة من المشركين"، وتقول الرياض إن تلك المراسم من شروط طهران هذا العام للسماح لمواطنيها بأداء الحج. وإعلان "البراءة من المشركين" هو شعار ألزم به المرشد الإيراني الراحل "آية الله الخميني"، حجاج بيت الله الحرام (من الإيرانيين) برفعه وترديده في مواسم الحج، من خلال مسيرات أو مظاهرات تتبرأ من المشركين، وترديد هتافات بهذا المعنى، من قبيل "الموت لأمريكا" و"الموت لإسرائيل"، باعتبار أن الحج يجب أن يتحول من مجرد فريضة دينية وعبادة تقليدية إلى فريضة عبادة وسياسة. ولم تستطع إيران بفضل جهود المملكة وقاداتها الرشيدة تحقيق سيناريو الفتنة الذي أعدت له وأنفقت عليه المليارات، حيث أعلن أمير مكة الأمير خالد الفيصل أمس الأربعاء نجاح موسم الحج، مهنئاً القيادة، ومؤكداً أن الحجاج أثبتوا أن الإسلام دين سلام وليس دين إرهاب، وهناك قلة قليلة تحاول تشويه صورة الإسلام. وقال خلال المؤتمر الصحفي الختامي للحج ظهر أمس: "المملكة نجحت في خدمة ضيوف الرحمن رغم شكوك المغرضين، ونجاح الحج أجاب عن كل الافتراءات والأكاذيب التي وُجّهت للمملكة قبل موسم الحج". وأضاف:"كلامي ليس دفاعاً عن السعودية ، بل أيضاً عن الإسلام والمسلمين، ورجال الأمن ضربوا المثل الأعلى في الخدمة المشرفة للحجاج. وتابع يقول: هناك دراسة لربط المشاعر المقدسة بمخطط مكة، وستُعرض على خادم الحرمين بعد الحج، ونحن لا نخلط بين السياحة والعبادة في المشاعر المقدسة، وهناك خطط لتطوير مكة المكرمة والمشاعر المقدسة بعضها بدأ العمل بها، والبعض الآخر تحت الدراسة". واختتم:"الشباب السعودي ورجال الأمن قدموا الصورة النموذجية للإنسان المسلم.. فشكراً لهم جميعاً". كما اجتاح وسم "نجاح حج 1437" مواقع التواصل الاجتماعي، وأصبح من بين الهاشتاجات الأكثر تداولا في السعودية، بعد إعلان السلطات السعودية اختتام موسم الحج في المؤتمر الصحفي الختامي لموسم الحج لهذا العام الذي عُقد في مكة، أمس. م.ن ;