بواجه لاجئون سوريون فروا من أعمال العنف في منطقة قلمون وقريتى يبرود والسحل المجاورتين وغيرهما ظروفا معيشية صعبة منذ وصولهم الى بلدة عرسال اللبنانية في سهل البقاع. وشوهدت أمس الاثنين سيارات وشاحنات مكتظة بركاب وبعض المتاع الذي تيسر حمله تمر على الطريق بين سوريا ولبنان الذي يسلكه معظم اللاجئين السوريين الفارين من أعمال العنف المستعرة في بلدهم. وقال لاجيء سوري لم يذكر اسمه لتلفزيون رويترز "اجت (جاء) العالم لهون. صار لنا ثلاثة ايام ما في مكان.. لا في خيام.. لا في بيوت.. ما في مساحة هون بالنسبة لعرسال تتحمل ها الكمية الهائلة من البشر. البشر جاية قاعدة بالأرض.. بالطبيعة.. بالسيارات.. في قلب السيارات بالوديان." واضاف الرجل وعلامات الغضب بادية على وجهه وفي صوته "عندنا خمسة وعشرين.. ثلاثين ألف.. نازح لحد مبارح. 30 ألف نازح.. عشرة الاف.. 15 ألف عائلة.. تقريبا شي ستة.. سبعة كيلومتر من سلسلة جبال لبنان الشرقية من ناحية الغرب كلها بأرض لبنان كلها. العالم كلها بالأودية وبالهضاب وبالجبال منتشرة كلها سواء.. فهذا هو الوضع الحقيقي للمأساة السورية.. لمأساة الشعب السوري.. المأساة الحقيقية للانسان.. المأساة الحقيقية للاطفال. هذه الأطفال أليس لها حق ان تعيش؟." وقالت الأمم المتحدة يوم الجمعة ان الالاف فروا من بلدة يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في سوريا بعد قصفها في عملية أثارت مخاوف من هجوم كيبر للقوات البرية. وتزامن ذلك مع اقتراب الجولة الثانية لمحادثات السلام من نهايتها دون بادرة على تحقيق تقدم من جانب وفدي الحكومة والمعارضة المشاركين فيها وتمسك كل منهما بمواقفه. وقال لاجيء سوري آخر يدعى أبو عبده "أنا أبو عبده من قلمون ومن قرية السحل اللي يبلغ عدد سكانها شي 11 ألف نسمة وطلعت الناس من تحت الحصون. خبز ما في.. محروقات ما في.. براميل نزلت علينا من السماء مثل المطر وهربت العالم وها الاولاد وها المخيمات اللي شايفها كلها. واجينا قعدنا بالعراء وقصدنا بلدية عرسال والزلمة (الرجل).. الجماعة لبونا أعطونا شوادر وأعطونا صوبات (مدافيء) بس البعض وضعه مأساوي انه لا في تواليتات (مراحيض) ولا في خيام تكفى.. في الخيمة الواحدة قاعد أربع عيل (عائلات) بس من ذوي الرحم بعض." وبينما رضي بعض اللاجئين بوضعهم فكر آخرون في ان العودة إلى بلدهم ستكون أفضل طالما ان الوضع صعب في الحالتين. وقال رجل من يبرود في قلمون قبل ان يقود سيارته من عرسال عائدا الى قريته في سوريا "بلا خيام ولا في أكل ولا في شرب." وسأله صحفي "لوين (الى أين) رايحين؟." فرد قائلا "على سوريا. بدنا نرجع على يبرود. ننام هون.. نقعد هون.. ما في محلات. هناك موت وهون موت. كلها ألعن من بعضها. وين بدنا نروح؟" ويتفق تنفيذ عمل عسكري في بلدة يبرود بغرب سوريا قرب الحدود مع لبنان مع هدف الحكومة لتأمين الممر الرابط بين دمشق وساحل البحر المتوسط.