أكد مقصود كروز المدير التنفيذي للمركز الدولي للتميز لمكافحة التطرف العنيف مركز هداية ومقره أبوظبي، أن دولة الإمارات تعد مثالاً واضحاً على تبني استراتيجية وطنية تأخذ بعين الاعتبار تطوير البنية التحتية القانونية لمواجهة التطرف، وأهمية دور التعليم وتعزيز التسامح والسعادة بجانب مشاركة الشباب والدور الإيجابي للأسرة والمرأة والثقافة والوسطية الدينية. وقال في تصريح له إن دولة الإمارات تواصل العمل جنباً إلى جنب مع حلفائها في جميع أنحاء العالم لمواجهة التطرف والإرهاب، معتبراً أنه لايزال هناك الكثير الذي يتعين القيام به لتحديد أفضل السبل لمواجهة المشكلة، ولانزال في حاجة إلى الأساليب المنهجية لمزيد من فهم تعقيدات ظاهرة التطرف العنيف ليكون بالإمكان تطوير تدخلات فعالة ومجربة ومثبتة وصالحة، وأيضاً موثوق بها. وأوضح أن المركز في عامه الثاني يسعى لنشر البرنامج العالمي لتطوير الاستراتيجيات الوطنية لمكافحة التطرف العنيف، وجزء من هذا العمل ينطوي على الاعتراف بأن العوامل التي تسهم في انتشار التطرف يمكن أن تكون مختلفة في كل بلد. وأضاف: أن دولة الإمارات تقدم نموذجاً متطوراً للوسطية في كل مدارسنا وأماكن العبادة. فنظامنا التعليمي تم إعداده لتعزيز قيم الإسلام الحقيقية المبنية على الحوار والتسامح والاعتدال والسلام. وفي مساجدنا نطور الطريقة التي يقدم بها الإسلام، ونطور برامج تدريبية جديدة للأئمة. وأكد تعزيز مناخ من التسامح الديني والتعايش في دولة الإمارات التي يتضمن دستورها حرية العبادة وهناك حاليا أكثر من 40 كنيسة يتعبد بها المقيمون المسيحيون وكذلك معابد للجاليات الهندوسية والسيخ في الدولة. وتشدد القيادة الوطنية للدولة على الالتزام بالتسامح الديني والحوار وإظهار القيم الحقيقية للإسلام حيث أصدرت الإمارات العربية المتحدة قانون مكافحة التمييز والذي صدر عقب المرسوم الذي أصدره صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة والذي يجرم أي أفعال من شأنها تأجيج الكراهية الدينية أو تزدري الدين من خلال أي شكل من أشكال التعبير. وأشاد أنور هوجاني وزير خارجية جمهورية كوسوفو بالدور الرائد الذي يقوم به مركز هداية ، لتعزيز جهود المجتمع الدولي لمنع ومكافحة التطرف العنيف الذي يمثل تهديداً للمجتمعات المحلية. واستقبل مركز هداية الدولي للتميز في مكافحة التطرف العنيف، وزير خارجية جمهورية كوسوفو، وريكسيب بوجا سفير كوسوفو في السعودية وسفير غير مقيم لدى الدولة، وإبراهيم سالم حميد العلوي القائم بالأعمال بسفارة الدولة في مونتينيجرو وكوسوفو، والوفد المرافق لهم. وثمّن الدكتور علي راشد النعيمي رئيس مجلس إدارة المركز، الزيارة، ووصفها بأنها انعكاس لحرص حكومة كوسوفو على بحث سبل التعاون المستقبلي، موضحاً أنها تأتي ضمن إطار تعزيز الشراكة الاستراتيجية وأواصر الصداقة بين المركز وكافة الهيئات والمؤسسات ذات الصلة بمكافحة التطرف العنيف في جمهورية كوسوفو. من جهته، رحب إيفو فينكامب نائب المدير التنفيذي لمركز هداية بالوفد الزائر، حيث قام بتعريفهم من خلال عرض تقديمي مفصل برسالة المركز وأهدافه وبرامجه وإنجازاته، وأهم الأنشطة والمبادرات المختلفة في أقسامه الرئيسية، الحوار والاتصالات، وبرامج بناء القدرات، والبحوث والتحليل. وتخللت الزيارة نقاشات حول تعزيز سبل التعاون وبحث بعض الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، ومنها التهديد الذي يمثله المقاتلون الإرهابيون الأجانب وإعادة تأهيل وإدماج العائدين منهم، والاستراتيجيات الوطنية، وعدد من الموضوعات ذات الصلة بمكافحة التطرف العنيف. وتناول اللقاء، بحث فرص مشاركة خبراء كوسوفيين في مجال مكافحة التطرف العنيف بالمؤتمر الدولي لبحوث مكافحة التطرف العنيف لعام 2016م، والذي ينظمه المركز سنوياً، ومن المقرر انعقاده في الفترة من 6 وحتى 8 ديسمبر/كانون الأول المقبل. كما أكد الدكتور علي راشد النعيمي رئيس مجلس إدارة مركز هداية الدولي للتميز في مكافحة التطرف العنيف ، أهمية مشاركة المركز في حوار سيؤول الدفاعي السنوي الخامس والذي دعت إليه كوريا الجنوبية وأقيم تحت عنوان الأزمة الأمنية المعقدة.. التحديات والحلول في الفترة من 7 وحتى 9 سبتمبر برعاية وزارة الدفاع وعلى مستوى نواب الوزراء. وكان مركز هداية ، ممثلاً بمقصود كروز المدير التنفيذي للمركز ، قد شارك في الحدث ، بحضور أكثر من 300 مشارك من كبار المسؤولين الأمنيين والخبراء من أكثر من 33 دولة من بينها الولايات المتحدة الأمريكية واليابان وتشيلي والفلبين ولاوس وممثلون من أكثر من 5 منظمات دولية. وثمّن مقصود كروز المدير التنفيذي للمركز في مداخلته أثناء الجلسة الخاصة الثانية حول الإرهاب والتطرف العنيف، جهود الخبراء والمحللين المشاركين بحوار سيؤول الدفاعي ليس فقط من أجل إيجاد حلول أمنية ودفاعية، بل أيضاً في الخروج بتوصيات معنية بالتدابير الوقائية لمواجهة التحديات العالمية، لاسيما التي تتعلق بالتطرف العنيف العابر للحدود وتزايد أعداد المقاتلين الإرهابيين الأجانب. (وام)