قصص اجتماعية قصيرة مصوّرة تضم مواقف حياتية تثير خيال الطفل المعاق ذهنياً أو المصاب بالتوحد، ويطلب منه بعدها التصرف كأنه بطل القصة.. هذه تعد إحدى الوسائل التي لجأت إليها وزارة تنمية المجتمع لتطوير الحالات من هذه الفئة، لاسيما أن التواصل معهم لإكسابهم المهارات الحياتية الأساسية يعد التحدي الأكبر أمام ذويهم ومتخصصي التأهيل والتدريب، لأن قدراتهم الاستيعابية تختلف كثيراً عن أقرانهم. الارتقاء المعرفي والاندماجي أفادت مدير إدارة تأهيل ورعاية المعاقين في وزارة تنمية المجتمع، وفاء بن سليمان، بأن الوزارة تركز حالياً على زيادة الاعتماد على التكنولوجيا في الارتقاء بالمستويين المعرفي والاندماجي للمعاقين، إضافة إلى طرق التدريب والتأهيل المعتمدة على وسائل مادية، مثل القصص الاجتماعية أو العلاج بالموسيقى، موضحة أن الخطة الاستراتيجية للوزارة والخاصة بالمعاقين حتى 2021، تركز على التحول بشكل شبه كامل في الاعتماد على وسائل التكنولوجيا الحديثة في تقييم وتأهيل هذه الحالات، لضمان تحقيق مستويات أعلى من النتائج الإيجابية معهم. ويحتاج الطفل المعاق ذهنياً إلى برامج ووسائل ووسائط تواصل قادرة على فهم طبيعة هذه الإعاقة والتعامل معها، ونادراً ما يمكن التواصل مع الطفل المتوحد بالصوت. مدير إدارة تأهيل ورعاية المعاقين في الوزارة، وفاء بن سليمان، أوضحت أن فرق عمل الوزارة طبّقت بشكل تجريبي استخدام القصص الاجتماعية المصورة في تطوير مستوى هذه الفئة من المعاقين لقياس مدى نجاحها في تحقيق الأهداف المرجوة منها. وخضعت 20 حالة في مركز دبا الفجيرة على مدى ثلاثة أشهر لآلية استخدام القصص القصيرة المصورة، التي تبرز أساسيات الحياة الاجتماعية، فيما تم التعامل مع عدد مماثل في مركز الفجيرة بالآلية الاعتيادية. وتعتمد الآلية الجديدة على مجموعة من القصص القصيرة المصورة التي أشرف على إعدادها أخصائيو تأهيل وتدريب معاقين، وتتضمن القصص مواقف حياتية يتم من خلالها حث المعاق على معايشتها، والتصرف مكان بطل القصة، ليتعلم بعض الأساسيات المهمة في حياته، وكيفية الاندماج مع قطاعات المجتمع. ووفق بن سليمان، أجرت الوزارة قياس مستوى للحالات قبل التجربة وبعدها، وأظهرت المؤشرات الأولية نمو المستوى العام للحالات في مركز دبا، والتي خضعت للآلية الجديدة، خصوصاً في المهارات الحياتية الأساسية، والتي يعتمد فيها المعاق على نفسه للقيام بأموره الشخصية. ويجري حالياً إعداد تقرير متكامل حول نتائج التجربة لمناقشتها تمهيداً لإقرار الآلية الجديدة على حالات الإعاقة الذهنية والتوحد في جميع المراكز التابعة للوزارة في الدولة. وتحرص الوزارة على متابعة أحدث السبل العالمية في تطوير مستوى المعاقين، خصوصاً الإعاقات الذهنية والتوحد، والعمل على إيجاد صيغ تتماشى مع طبيعة الحالات المسجلة لدى الوزارة، وطبيعة المجتمع الإماراتي، وتطبيقها في علاج الحالات. وحسب بن سليمان، فإن التحول إلى الاعتماد على التكنولوجيا سيشمل الفئات العمرية وحالات الإعاقة كافة، خصوصاً الأطفال دون سن الخامسة، الذين يتم التعامل معهم في مراكز التدخل المبكر، كون الاعتماد على هذا النوع من التكنولوجيا في المرحلة العمرية المبكرة يحقق مستويات عالية من التأهيل والعلاج.