اتهمت قوى إسلامية كردية حكومة إقليم كردستان بعدم المبالاة اتجاه احتقان الشارع بسبب الأزمة الاقتصادية، وحذرت من وقوع «انفجار جماهيري»، فيما دعا رئيس الإقليم مسعود بارزاني الشعب الكردي إلى الصمود في وجه الأزمات لأن «مستقبلاً مشرقاً ينتظره». وشهدت السليمانية وعدد من الأقضية والنواحي التابعة لها في أول أيام العيد تظاهرات شارك فيها معلمون وموظفون، احتجاجاً على تأخر صرف الرواتب وإعادة النظر في قرار خفضها إلى النصف على خلفية الأزمة المالية التي تعصف بالإقليم منذ نحو عام. وقال أحد المتظاهرين لـ«الحياة» إن «التظاهرات ستتواصل إلى حين تلبية مطالبنا واستعادة حقوقنا، هذه الحكومة على رغم أنها خفضت الرواتب إلى النصف، تتنصل من دفعها، وتقفز على موعد صرفها في كل شهر، وفي هذا الأسبوع كان يفترض أن يصرف راتب شهر آب (أغسطس) الماضي، لكننا فوجئنا بإعلان الحكومة عطلة لخمسة أيام في مناسبة العيد الذي لا يمكن الاحتفال به، أليس هذا استخفافاً بعقول الناس؟». وحمّل منظمو التظاهرة في السليمانية، خلال مؤتمر صحافي عقدوه أمس «جميع القوى السياسية مسؤولية الأزمة جراء الانقسامات والاستقطاب القائم، إثر فشلها في التوصل إلى حل للخلافات». ويعيش الإقليم الكردي منذ أكثر من عام أزمة اقتصادية غير مسبوقة بعد سنوات من الانتعاش، على خلفية تعثر الاتفاق النفطي مع الحكومة الاتحادية وتراجع أسعار النفط، رافقتها أزمة سياسية بسبب المطالبة بتقليص صلاحيات الرئيس والانتقال إلى نظام حكم برلماني، في ظل الصراع الدائر حول النفوذ والإدارة. وأكدت حكومة الإقليم في بيان في مناسبة عيد الأضحى أن «الإقليم يخوض إحدى أصعب الحروب، ونتيجة لذلك ولأسباب أخرى، يواجه أزمة اقتصادية صعبة انعكست سلباً على قوت المواطنين الذين نقدرهم ونحترمهم لصبرهم على هذا الوضع غير المرضي للجميع». وأضافت أنها «مسؤولة عن حياة المواطنين ومعيشتهم ونتفهم هذا الوضع تماماً، ونحاول بشتى الطرق الخروج من هذا الظرف الاستثنائي». وأعرب رئيس الإقليم مسعود بارزاني عن «شكره للشعب الكردي لصموده لمختلف المشاكل والأزمات والذي ستكون له نتائج إيجابية، وأن مستقبلاً مشرقاً ينتظره». وشدد نائبا الأمين العام لـ»الاتحاد الوطني» برهم صالح وكوسرت رسول على أن «مواطني كردستان يستحقون حياة أفضل ولا يمكن أن تستمر محنتهم، كما لا يمكن تجاهل التضحيات المقدمة من أجل تحقيق مكتسبات». وقالا في بيان مشترك إن «إعلاننا مركز القرار في الحزب جاء بهدف وضع خريطة طريق للوقوف على معاناة الشعب وحقوقه، وأزمات الحزب، ونطمئنكم إلى أننا عازمون على إصلاحه وإعادة الشرعية إليه ليكون في مستوى طموح الجماهير». واتهم زعيم «الاتحاد الإسلامي» صلاح الدين بهاء الدين «الحكومة والقادة المعنيين بالتهرب من مسؤوليتهم عن الكارثة»، وأضاف: «للأسف فإن هذا العام يستقبل الشعب الكردي العيد بألم وحسرة، وفيما الحكومة والبرلمان مشلولان، فإن معيشة المواطنين أصبحت مهددة، وهم لا يستلمون نصف راتبهم كل شهرين أو ثلاثة، وقوات البيشمركة تنتظر انتهاء الحرب على داعش، وتخشى اندلاع حرب جديدة»، وحذر من أن «اللامبالاة تجاه حقوق المواطن بلغت مرحلة خطيرة تنذر بانفجار جماهيري». وفي موقف مماثل، أكد أمير «الجماعة الإسلامية» علي بابير أن «السبب الرئيسي لظهور الأزمات وتفاقمها يعود إلى العقلية التي حكمت الإقليم طيلة ربع قرن، واليوم فإن أصحاب القرار بدلاً من أن يعملوا على إنهاء التوتر، فإنهم يتبادلون الاتهامات، ومن الظلم أنهم يجعلون الجميع شركاء لهم في تحمل المسؤولية والفساد والأخطاء التي ارتكبت».