×
محافظة المنطقة الشرقية

الكويت تؤكد نجاح موسم الحج للعام الجاري

صورة الخبر

يجلس الحاج المغربي الجلالي الحركاتي إلى جانب الجزائري عبدالرحمن خلفون في خيمة واحدة جمعتهما في مشعر منى يتبادلان الأحاديث باللغة الفرنسية، كون الأخير لا يتحدث العربية، ويتداخل معهما حاج تونسي وآخر ليبي بالفرنسية أيضاً، في لوحة تجمع الأشقاء من دول المغرب العربي دون أن تفرقهم حدود جغرافية تفصل بين بلدانهم ولا يمكن عبورها إلا بطرق مشروعة. في المشاعر المقدسة لا يرضخ حجاج دول المغرب العربي لتلك الحدود ولا لأنظمة أوروبا الصارمة التي قادتهم ظروف الحياة للعيش في القارة العجوز، كون أنظمة الحج تحررهم من القوانين الأوروبية المقلقة بالنسبة لهم، وتجمعهم تحت مظلة إسلامية واحدة. ويتوزع عدد كبير من هؤلاء الحجاج مع آخرين قادمين من أوروبا وأمريكا، كون فرصتهم في تأدية مناسك الحج جاءت من بلدان المقر، إلا أنهم لا ينسون الحملات التفتيشية التي تنفذها الحكومة الفرنسية بحق العرب المقيمين هناك، خصوصاً بعد الأحداث الإرهابية التي تعرضت لها، وهو حال بلدان أوروبية أخرى فرضت رقابة مشددة على المقيمين العرب فيها، خصوصاً الشباب، بعد الأحداث الأمنية الأخيرة التي شهدتها بلادهم. يقول المغربي الجلالي الحركاتي لـ «عكاظ»: «الموجودون في المخيم قادمون من أوروبا، وعدد كبير منهم يقطن في فرنسا، من بيننا مغربيون وتونسيون وجزائريون، فمثلاً أنا وصديقي اللذان يجلسان معي من ثلاث دول مختلفة»، لافتاً إلى أنهم قدموا من فرنسا عن طريق حملة حج، وبلغت تكلفة الشخص الواحد 4700 يورو. ولا يجد عدد كبير من حجاج دول المغرب العربي صعوبة في المشاعر المقدسة، سوى حاجز اللغة أحيانا فهم لا يجيدون التحدث باللغة العربية، لكنهم يستعينون بزملائهم الآخرين، إذ يؤكد الحاج الجزائري خلفون أنه يتحدث الفرنسية فقط، ويستعين بزميله الجلالي لترجمة الحديث مع الناطقين بالعربية. ويشددون على أن الحكومة السعودية تبذل جهوداً كبيرة في خدمة حجاج بيت الله الحرام، ولم تواجههم مشكلات منذ قدومهم، سوى تأخر في مطار جدة لساعات معدودة. وأوضحوا أن مناسك الحج كسرت جميع البروتوكولات الدولية، وفرضت على الشعوب قوانين موقتة، تختلف عما اعتادوا عليه في بلدانهم، وجمعت المسلمين على تفاصيل يومية واحدة.