ودعا فضيلته في خطبته، الدعاة والمصلحون إلى الوحدة وعدم التفرق والاختلاف فزمننا هذا أحوج ما يكون لكم حتى إن شانئيكم والشاغبين عليكم في حاجة لبضاعتكم وإن استكبروا وعتوا فاصبروا كما صبر أولو العزم من الرسل فلستم أكرم على الله من أنبيائه ومهما ساءكم جدب الصحارى وتتابع الدهور فإن مرور سحابة كاف لاستخراج مكنون الأرض لتتحول الصحارى إلى جنان ،مبينا فضيلته أن العودة للإسلام عودة للفطرة التي فطر الله الناس عليها عودة يصحبها تأييد الله ويستدنيها موعوده . وحث الدعاة والمصلحين، على التأسي بدعوة الأنبياء جميعا بالبدء بالتوحيد أولا ثم تعليم الشريعة على هدي القرآن الكريم وما صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم مع الرفق واللين والصبر والبعد عن الهوى ،وقال " لندرك أن أمتنا تضعف مواجهتها لطوفان الخارج إذا كانت معتلة من الداخل فانهجوا منهج الرسل في مواجهة أدوائنا الداخلية فقد كثرت الشبهات التي يبثها الإعلام وازدادت حدة الدعوات التي تشيعها فرق أقحمت نفسها تحت اسم الإسلام ومواجهة أولئك يكون بتجديد التوحيد في نفوس الناس ودعوتهم إليه أولا فإن النفوس إذا تقبلت التوحيد واقتنعت بأن مصدر الإسلام هو الوحيان فحسب فإن كثيراً من البدع والشبهات القائمة في نفوس معتنقيها تتساقط لانقطاع المدد وجفاف المورد ". وأكد فضيلته أن التضامن بين المسلمين في هذا العصر ضرورة للبقاء والعالم حولنا يتكتل ولا يحترم إلا المتحدين الأقوياء وإن الشعوب الإسلامية تنشد السلام ولا تريد غير الإسلام عقيدة تؤمن بها ونظام يحكمها ودين يجمع شتاتها وأخوة توحد صفوفها وعمل صادق يحقق أهدافها وعدالة تسود مجتمعاتها ومساواة تنتظم طبقاتها لتعيش في سلام وتعبد الله في أمان مشيرا فضيلته إلى أن أسوء أنواع التفرق هو التفرق في الدين إن المسلم ليحزن حين يرى بعض المسلمين وقد ارتدت سهامهم إلى بعض في تنازع وخلاف والعدو يتفرج في حضور . وبيّن الشيخ آل طالب أن الواجب على أهل التربية والتعليم أن يبذلوا مزيد عناية في ترسيخ القيم والمبادئ ويتحمل الإعلام وأرباب الأقلام واجبا كبيرا ومسؤولية أخلاقية تجاه المجتمع بما يعرض سلبا أو إيجابا يجب أن يحقق التعليم والإعلام الأهداف النبيلة الراعية للأفراد والأسر تكوينا وإنشاء وتربية على القيم والمبادئ والأخلاق الفاضلة والوفاء بالحقوق والقيام بالواجبات فالأجيال أمانة في الأعناق . وأفاد أن من أفضل الطاعات وأجل القربات في هذه الأيام التقرب إلى الله تعالى بذبح الأضاحي والهدي مشيراً إلى شروط الأضحية وأقسامها . واختتم فضيلته خطبته بالشكر لله عز وجل على ما تفضّل به على هذه البلاد الطاهرة لخدمة حجاج بيت الله الحرام فكل أجهزتها ورجالاتها ومؤسساتها تبذل جهودا هائلة لخدمة الحجاج والمعتمرين والزائرين فمنذ عشرات السنين وهي تدير موسم الحج بكل كفاءة واقتدار ورعاية تدعو إلى الفخر ،لافتاً إلى أن العمارة التي تمت وتتم في الحرمين الشريفين ورعايتهما ورعاية قاصديهما ظاهرة شاهرة وواضحة للعيان وقد أحاط الله بيته وضيوفه بالأمن والطمأنينة في أيام يضطرب فيها العالم وتشتعل نار الفتن والحروب فالحمد لله الذي سخر لبلده الحرام حماة صادقين حفظ الله بهم الدين وحفظ بهم العباد والبلاد . // يتبع // 09:06ت م spa.gov.sa/1537495