×
محافظة المنطقة الشرقية

ذبح 2000 أضحية في رأس الخيمة

صورة الخبر

من أكاذيب إيران إلى متاهات مؤتمر الشيشان، وجناية الـ بي بي سي، تظل المملكة، صابرة ومحتسبة، لأن هذه الأيام، أكبر من أن تضيع سدى في مطاردة التائهين، ممن اغواهم الشيطان، ولعبة الشيطان، في التصور بأنهم قادرون على الاساءة للأمة، وللمملكة، ولكنه انكشاف نهائي، استفادت فيه المملكة، فالدعاية عادة ما تكون لها آثار سلبية على من يقوم عليها، وتعطي نتائج مضادة أيضا، والمملكة في خضم هذه المزايدات، والنكوص الكبير لدى البعض، تجاوزت هذه الأحداث، لأن هناك حدثا أهم، حدثا يضم جميع العالم الإسلامي بكافة تياراته وفرقه، والمملكة تحتضن هذا الحشد الهائل بكل احترام، وتعمل وتسهر لراحتهم وأمنهم واستقرارهم، دون رياء ودون رفث أو فسوق. في مكة والمدينة يجتمع علماء الأمة، في الحرمين الشريفين، في ارض الحرمين الشريفين، بدعوة ربانية وشعيرة إسلامية، من كل بقاع الأرض، يشاهدون عن كثب حجم الجهود السعودية في خدمة ضيوف الرحمن من كل حدب وصوب، حيث يهرع لهذا المكان الطاهر كافة قلوب المؤمنين، وكافة الخيرين، وكيف أن البعض يتشوق في هذه الأيام لفعل الخير والعطاء، ايمانا منهم بأن ما يقدم هو لله، ومساعدة لاخواننا المسلمين، دون النظر إلى جنسية أو مذهب أو طائفة. في الحج لا رفث ولا فسوق، لانه عبادة طاهرة لله سبحانه وتعالى، لانه شوق ايماني كبير، لا يمكن أن توازيه غنائم الدنيا مهما كانت قيمتها، لانه تجاوز وانكار للذات باتجاه غسيل روحاني، قد لا يكتب للبعض مرة أخرى، فيما تجهش العيون وتتشوق في بلاد المسلمين لهذه الساعات والأيام المباركة. الحج عرفة، لانه تعبير عن قيم الوحدة الايمانية والإسلامية، تعبير عن هدف ورسالة واحدة، وتعبير عن قلوب بيضاء خالية من كل ضغينة، ورغبات واشواق وتجدد وتجاوز لصغائر الأمور، والأخطاء، ولعل ما نراه ونلمسه هذه الأيام، يكشف لنا أن مجتمعاتنا الإسلامية، ترفض تسييس الدين وترفض أن يصبح الإسلام جزءا من حركة مصالح الدول والتنظيمات، التي يرنو بعضها لاختزال ارادة المسلمين، لصناعة اديان جديدة فيها قدسية للافراد، بينما ظل الإسلام ورسالته يؤكد على ان لا وسيط ما بين الخالق والمخلوق، وان المصدر الرئيس للايمان هو الكتاب والسنة واللذان ينهل منهما الجميع. مشكلة العالم الإسلامي بكثرة الفرق الإسلامية، والبدع الجديدة، والتي جعلت الإسلام طقوسيا، والتي تعمل على ترجمة الأهداف الخارجية لاضعاف الإسلام، وتوسعة شقة الخلاف، وتعزيز الفتنة بين المسلمين، وشق صفوف وحدتهم، وهو ما تحذر منه المملكة، ويحذر منه العلماء والمشايخ في كل مكان. لسنا في هذه الأيام المباركة، إلا دعاة وحدة ودعاة عزة وحماة للدين ونصرة للمسلمين، والأمر كله لله، فقد مرت على الأمة تحديات كثيرة، وأصعب تحدياتها للأسف كانت في البيت الداخلي، عندما أصبح فيها أدوات للأجنبي، وتبسيط واستهانة بأمر الدين لأغراض دنيوية ومصالح ذاتية، يعلمها القاصي والداني، وان هذه الأيام حيث تكثر التنظيمات والمسميات وصناعة الأدوات والمؤتمرات، والأبواق الاعلامية، فان هذا الأمر كله لن يفت في عضد الإسلام والمسلمين، ولن يكون له أثره السلبي على الأمة، فقد كانت عزة الأمة تولد في كثرة المحن والتحديات التي تتعرض لها، والخير في هذه الأمة كما ابلغ رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم) إلى يوم القيامة.