أبها علي فايع أثار الارتباك الكبير في الفعاليات الثقافية للمهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية 29» حفيظة الأدباء والمثقفين الذين تفاجأ بعضهم بوجود اسمهم ضمن قائمة المشاركين دون أن توجّه إليهم دعوات مباشرة، كما تفاجأ آخرون بوجود أسمائهم بالصدفة في دعوات الأندية الأدبية التي استضافت هذه الفعاليات بالتنسيق مع لجنة الجنادرية. اسمي مكتوب؟! الشاعر الأردني عصام السعدي، تفاجأ هو الآخر بوجود اسمه ضمن الشعراء الذين يحيون أمسية شعرية في نادي المنطقة الشرقية؛ حيث كتب تعليقاً على الخبر في صفحته على الفيسبوك «أنا اسمي مكتوب! طب والله ما حدا اتصل بي!»، وأكد السعدي لـ «الشرق» أنه لم تتصل به أي جهة مسؤولة للحديث عن الدعوة، أو مباشرة الإجراءات الخاصة بفيزة الدخول للمملكة، كما يضيف السعدي أنه «سمع من خلال الأصدقاء أن اسمه ضمن البرامج الخاصة بفعاليات الجنادرية». بريد إلكتروني أما الشاعر إبراهيم زولي الذي اختار -بعد معرفته أنه ضمن المدعوين- التواصل المباشر مع المسؤولين عن المهرجان، وقال «أنا من اتصل بالمسؤول عن الدعوات، وأخبرني أن دعوتي موجودة وأنها مرسلة عبر البريد الإلكتروني»، وأضاف زولي أنه لم يتسلم أية دعوة عبر بريده الإلكتروني، مشيرا إلى أنه ربما يوجد خطأ في العنوان، وقال إنه جاء إلى المنطقة الشرقية من الرياض عبر القطار على نفقته الخاصة، وذلك رغبة في لقاء الأصدقاء أكثر من حضور الأمسية. ستة شعراء فيما انتقد الشاعر أحمد الملا برنامج الأمسيات الثقافية للجنادرية، وقال إنّه مشوب بكثير العوار، فغالبية الأسماء المعلن عنها لم تحضر، وبعضها الآخر لم يعلم بدعواته لها، وبعضها لم يجد الحيز المناسب لتقديم ما جاء من أجله، وقال «كنت أظن أنني الوحيد الذي تم التعامل معه بطريقة غير لائقة، فبعد أن نقل لي أصدقاء علمهم بوجود اسمي في برنامج الأمسيات المشاركة في الجنادرية، بادرت بالاتصال للتأكد، وعندما أوصلت للمنظمين بريدي الإلكتروني، جاءت دعوة موقعة بتاريخ مضى عليه شهر، ولم تصل الدعوة في حينها، مرهونة بالتنسيق مع المنظمين الذين لم ينسق منهم أحد معي، بل وتم الإعلان عن مشاركتي دون علم مني، ربما كنت سأتجاوز الأمر لو كان ما حدث موجهاً لي وحدي، لكني قرأت أسماء شعراء أصدقاء مشاركين في أمسيات أخرى، فاتصلت بهم لأرحب بهم وأدعوهم للقاءات جانبية، وبعضهم من خارج البلاد، فإذا بهم لا يعلمون بالدعوات هم أيضاً. أما ترتيب الأمسيات التي يتم حشر أكثر من ستة شعراء دفعة واحدة فيها، فهذا لا علاقة له بالشعر ولا بالتنظيم». وأضاف الملا «إذا كانت الأمور تتمّ بهذه الطريقة فلن يقبل أن يشارك في الجنادرية، ولا في غيره من نشاط ثقافي، في حال استمرار التعامل مع المبدعين بهذه الطريقة غير المسؤولة». عدم احترام فيما أكد الشاعر عبدالوهاب العريض أنه سمع عن الدعوة وقرأ اسمه في موقع الجنادرية، مضيفاً أن الدعوة لم تتعدَ وجودها على المواقع الإلكترونية، ولم يتصل بالمدعوين أحد من قبل الجهات المسؤولة عن المهرجان، أو النادي، معلقاً «المشكلة تكمن لدى مسؤولي توزيع الدعوات على الضيوف»، معتبراً أن ذلك عدم احترام للمبدع بشكل عام، علماً بأنهم على جانب الندوات الفكرية حققوا نجاحاً متميزاً على مدى 28 عاماً الماضية، ومازالوا يحققون ذلك من خلال الندوات المقامة في المقر الرئيس»، وأكد العريض أن اللجنة الثقافية لم توفق في إقامة الفعاليات خارج المركز الرئيس، وجميع المشاركين في تلك الفعاليات خارج العاصمة الرياض، إما معتذر أو لم يحضر الجنادرية لهذا العام». «بلاك ليست» أمّا الشاعر فيصل أكرم فقد ذكر في مقالة نشرها قبل أيام أنّ له تجربة خاصّة مع (الجنادرية)؛ حيث كان يعتذر عن تلبية الدعوة التي كانت تصل إليه بحجّة أنّه كان في بداية مشواره مع الشعر والكتابة، وكانت الجنادرية في نهايات العقد الأول من دوراتها، ويضيف «كانت اعتذاراتي شاملة جميع الدعوات التي كانت تأتيني من كل مكان وليس مهرجان الجنادرية وحده. أما حين تأكدتُ من نضوج تجربتي الشعرية وصرتُ ألبّي بعض الدعوات التي أراها تليق بي، فلم تأتني دعوة للمشاركة ضمن فعاليات الجنادرية إلاّ في دورتها الـ 27 قبل عامين، وقد وصلني خطاب الدعوة موقعاً من صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله رئيس الحرس الوطني، وقد جاوبته فوراً بالموافقة مع الشكر والتقدير. وكان مع الخطاب جدول يوضح موعد ومكان الأمسية. وكان المشاركون فيها (خمسة أسماء) أكبرتُ أن اسمي كان أولهم، غير أنه قد حدث يوم الأمسية تغيير في موعدها المتفق عليه فلم أبلَّغ به إلا قبل الموعد بساعات قليلة»، ويضيف أكرم أنّ أسباب التغيير لم تقنعه، فاعتذر احتراماً للشعر! وذكر أكرم «أصررت على عدم الحضور رغم الإلحاح الشديد عليّ، وعلمت بعد ذلك أنّ اسمي وضع في قائمة الـ (بلاك ليست!)»، وتساءل أكرم: بغضِّ النظر إن كان الأمر حقيقة أم خيالاً فهل مثلي يوضع في قائمة سوداء؛ لأنه احترم شعره ومتابعيه؟!