بعد مضي 16 عاما من حكمه، بدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تغيير فريق العمل معه، وذلك بهدف تعزيز نظام حكمه كي يمتد إلى 10 سنوات أخرى مقبلة، وذلك بحسب تقرير لوكالة بلومبيرج الأميركية. وقال التقرير إن بوتين البالغ من العمر 63 عاما، بدأ باستبعاد حلفائه الذين رافقوه فترة طويلة، ليستبدلهم بمساعدين أصغر سنا، ويتشاركون معه نفس الخلفية الأمنية، من أجل إنشاء جيل جديد من القيادة الروسية. وأوضح التقرير أنه خلال مقابلة الوكالة مع بوتين، لم يعترف برغبته في ترشيح نفسه للحكم 6 أعوام أخرى بعد انتهاء فترته الرئاسية عام 2018، إلا أنه أشار إلى أنه سيكون مستقرا لفترة طويلة، حيث إنه أمر كبار المستشارين لديه بوضع خطة لفترة حكمه، مؤكدا أنه وبمرور عامين من أسعار النفط المنخفضة، إضافة إلى الأزمة الاقتصادية التي ألحقت الضرر بمستوى شعبيته بأكثر من 80%، ستكون الـ10 سنوات المقبلة، أصعب على بوتين من عدة نواح، مقارنة بسنواته الأولى عندما ساعدته أسعار النفط المرتفعة، في مضاعفة حجم اقتصاده، ورفع الأوضاع المعيشية، والسيطرة على روسيا. حملة الاستبعاد ولفت التقرير إلى أن بوتين المعروف منذ زمن بوقوفه إلى جانب أقرب حلفائه الروس، قد بدأ باستبعاد القدامى منهم، إذ إن أول من ذهب منهم كان فلاديمير ياكونين البالغ من العمر 68 عاما في أغسطس 2015، حيث كان رئيسا للسكك الحديدية الوطنية، ومعروفا بمطالباته المتكررة بتوفير المساعدات الحكومية. وأضاف "أن من ضمن المستبعدين هذا العام، مساعده فيكتور إيفانوف الذي قضى فترة طويلة في منصب رئيس شرطة مكافحة المخدرات، إضافة لرئيس موظفي الكرملين سيرجي ايفانوف، والذي كانت علاقاته مع بوتين ممتدة منذ أيام الاتحاد السوفييتي". وعدد التقرير المسؤولين الأصغر سنا من بوتين، والذين بدأ أغلبهم حياتهم المهنية عندما اعتلى بوتين سدة الحكم، منهم رئيس موظفي الكرملين أنتو فاينو البالغ 44 عاما، وبدأ بمنصب مسؤول برتوكول بمستوى منخفض عام 2002، وأليكسي ديومين البالغ 44 عاما، الذي قضى سنوات في حراسة الرئيس. الولاء للرئيس بين التقرير أن الجيل الجديد من المتعينين ضمن فريق بوتين، قد قضوا سنواتهم ضمن النظام الحكومي الذي وضعه هو بنفسه، وبالتالي هم مدينون له، مشيرا إلى أن ذلك يعد مؤشرا سلبيا على عمليات الإصلاح التي تساعد في الاقتصاد الوطني. وحسب التقرير فإن "بوتين يلمح من خلال تصريحاته إلى زيادة السيطرة على الحكومة، وذلك من خلال السماح بإعطاء مناقصات في مزادات خصخصة مخطط لها مسبقا"، وهو الشيء الذي يؤكد ما قاله مراقبون إن روسيا تستطيع خلال السنوات المقبلة، زيادة نموها بحوالي 1.5%، لكنه غير كاف لمواكبة أعلى اقتصادات العالم. ركود خطر يعقب التقرير بأن وزير المالية الروسي السابق أليكسي كودرين، والذي لا يزال مستشارا لبوتين، قد حذر من أن استمرار الركود في البلاد، قد يتسبب في تراجع حصة روسيا من إنتاج النفط العالمي إلى أقل مستوى منذ 20 سنة، الأمر الذي سيمحق كل نسب الأرباح التي تم حصدها خلال حكم بوتين. ويخلص تقرير الوكالة إلى أن تلك التوقعات لا تبدو أمرا مهددا لحكم بوتين، في الوقت الذي تراجعت تقييمات حكومته وحزبه الحاكم، إلا أن بوتين ما زال هو المسيطر بلا منازع، مبينا أن بوتين بإمكانه الحفاظ على حكمه لفترة طويلة، كونه لا يواجه تهديدات سياسية أو مشاكل ضخمة.