سبحانك ربي هكذا أستطيع أن أدخل في تفاصيل من حباه الله بموهبة قلبت حياته من الحزن إلى السعادة ومن الفقر إلى الثراء ومن الهوامش إلى النخبة ومع ذلك وبدلا من المحافظة عليها وتأدية حق الشكر للواهب المعطاء يبدأ برعونة في إهمالها وتقزيمها وتبديدها والبطر حد البطر في التعامل مع ثمراتها وكأني به يشبه إلى حد بعيد رجل فقير عاش عمره يتسكع في الطرقات متشردا ومتسولا وفجأة يرزقه الله برزق وفير لكنه من هول الصدمة بدلا من المحافظة على ماله والاهتمام بأساسيات الحياة يهرع إلى منطقة صحراوية نائية في يوم عاصف بالغبار والريح ثم يقذف بأوراق البنكنوت بها بحجة أنها قد تعود ثانية للحقيبة الفاخرة. للأسف الشديد هذا حال كثير من المواهب الشابة في معظم الأندية خصوصا الكبيرة منها ومن أولئك النجم الموهوب نواف العابد والذي برع وبرز من الفئات السنية حتى نجح في يوم من الأيام بتسجيل هدف يعد من أسرع الأهداف في تاريخ كرة القدم حتى توقع الجميع له بأن يكون مفخرة شبابية في حال حافظ على موهبته وقد كتبت قبل سنوات رسالة عامة خاصة له في الهاءات الثلاث طالبته فيها بالمحافظة على موهبته فالنجومية قد تأتي من مباراة واحدة لكن المحافظة عليها صعب جدا فهي تتطلب جهدا جبارا يبدأ من وقت مبكر بالاستماع لنصائح وتوجيهات المدربين ثم في الاستقامة داخل الملعب وخارجه ونعني بالاستقامة المحافظة على العقل والجسد بالابتعاد عن كل السلوكيات الضارة المضرة كالسهر والتدخين واختيار المناسب من المأكل والمشرب ولن أسهب في التفصيل في هذه النقطة حتى لا أقع في المحظور كما وقع غيري تناولا وتعاطيا وتعاطيا وتناولا وبينهما ما بينهما وسأستبدل ذلك بعرض نموذجين أمام نواف وعليه أن يختار أحدهما ولا مناص من الاختيار والنموذج الأول يتمثل في لاعب يشبه له موهبة ومركز لعب وحتى في الجسد وهو الموهوب محمد الشلهوب فهذا النجم الخلوق لقي في مسيرته ما لقي من عراقيل نجح في تخطيها بـالالتزام فقط حتى سكن قلوب أهل الساحة الرياضية ولن أبالغ لو قلت جميعهم وهو قبل أيام قليلة دخل أو على وشك الدخول لقفص الزوجية ومن شهد على عقد النكاح قامتين وهامتين كأبرز تتويج معنوي لمسيرته عدا كثير من التكريم الذي حظي به في مسيرته المظفرة. النموذج الآخر يتمثل في اللاعب خالد عزيز الذي حباه الله بموهبة نادرة لدرجة أن كثيرا ممن أشرف عليه تدريبياً يقولون عنه إنه خارق في قوة العضلات ومرونتها واتساع الرئتين وأنه يستطيع أن يلعب مباراتين متتاليتين دون أن يجهد جسده لكنه أهمل حتى تلاشت موهبته رغم محاولات الاحتواء العديدة إلا أنه في كل مرة يصر على الخطأ حتى انتهى به المطاف المشاركة في مباريات الحواري بمبلغ خمسمئة ريال مقابل كل مباراة في وقت كان يشارك في أعظم الملاعب القارية ويتقاضى ملايين الريالات. يا نواف هذه نصيحة محب، فإما أن تكون كالشلهوب تجد التقدير والمحبة، وإما أن تكون كعزيز ستمحى من الذاكرة سريعاً وستحتضنك الأزقة المظلمة بدلا من الأضواء والشهرة. الهاء الرابعة من رافق اللي يحتمون المواجيب ونفسه عن ضعاف الروابع رفعها يلقى الوفا ومزارق الطيب بالطيب والرفقة اللي كل شهم طمعها