×
محافظة المنطقة الشرقية

«ولاية الفقيه» تعزل الشعب الإيراني وتنتهك المحرّمات

صورة الخبر

يُعرف اليوم الثامن من شهر ذي الحجة بيوم التروية، حيث يتم فيه تصعيد ضيوف الرحمن إلى مشعر منى؛ لقضاء يوم التروية؛ تأسياً بسُنّة الرسول الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. وقد ذكر يوم التروية الذي يعدّ أحد أيام العشر الفاضلة في القرآن الكريم؛ حيث أقسم بها الله سبحانه وتعالى في محكم التنزيل في قوله تعالى: {وَالْفَجْرِ، وَلَيَالٍ عَشْر} [سورة الفجر]، كما أن العمل فيها أفضل من العمل في غيرها، كما روى ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما العمل في أيام أفضل منها في هذه العشر، قالوا: ولا الجهاد قال: ولا الجهاد إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء" (رواه البخاري)، وفي هذا اليوم يبدأ الحجاج الاستعداد لهذا النسك العظيم ويتأهبون فيه للوقوف بين يدي الله -عز وجل- في يوم المغفرة والمباهاة والعتق من النيران. ويقول صاحب "المصباح المنير" في تعريف يوم التروية: "ويوم التروية ثامن ذي الحجة من ذلك؛ لأن الماء كان قليلاً بمنى فكانوا يرتوون من الماء لمِا بعد، وروى البعير الماء يرويه من باب: رمى حمله فهو راوية الهاء فيه للمبالغة، ثم أطلقت الراوية على كل دابة يستقى الماء عليها، ومنه يقال: رويت الحديث إذا حملته ونقلته ويُعدَّى بالتضعيف فيقال: رويت زيداً الحديث ويبنى للمفعول، فيقال: روينا، فهذا سبب لتسميته بيوم التروية وهو قوي". وهناك سبب آخر يذكره بعضهم، يقول مصطفى السيوطي الرحيباني الحنبلي رحمه الله: "سمي الثامن بذلك؛ لأنهم كانوا يتروون فيه الماء لما بعده، أو لأن إبراهيم أصبح يتروى فيه في أمر الرؤيا". أما أعمال يوم التروية، إذا كان يوم التروية وهو اليوم الثامن من ذي الحجة استحبّ للذين أحلوا بعد العمرة وهم المتمتعون أو من فسخوا إحرامهم إلى عمرة من القارنين والمفردين أن يحرموا بالحج ضحى من مساكنهم، وكذلك من أراد الحج من أهل مكة، أما القارن والمفرد الذين لم يحلوا من إحرامهم فهم باقون على إحرامهم الأول. كما يستحب لمن يريد الإحرام الاغتسال والتنظيف والتطيب أن يفعل ما فعل عند إحرامه من الميقات، وأن ينوي الحج بقلبه ويلبي قائلاً: لبيك حجاً وإن كان خائفاً من عائق يمنعه من إتمام حجه اشترط فقال: فإن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني، وإذا كان حاجاً عن غيره نوى بقلبه الحج عن غيره، ثم قال: لبيك حجاً عن فلان أو عن فلانة أو عن أم فلان إن كانت أنثى، ثم يستمر في التلبية: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك"، وإن زاد لبيك إله الحق لبيك، فحسن؛ لثبوت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم. ويُستحب للحجاج التوجه إلى منى ضحى اليوم الثامن قبل الزوال والإكثار من التلبية؛ حيث يصلي بمنى الظهر والعصر والمغرب والعشاء وفجر التاسع قصراً بلا جمع، إلا المغرب والفجر فلا يقصران؛ لقول جابر رضي الله عنه: "وركب النبي صلى الله عليه وسلم إلى منى، فصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، ثم مكث قليلاً حتى طلعت الشمس" (رواه مسلم). ويقصر الحجاج من أهل مكة الصلاة بمنى فلا فرق بينهم وبين غيرهم من الحجاج؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم، صلى بالناس من أهل مكة وغيرهم قصراً ولم يأمرهم بالإتمام، ولو كان واجباً عليهم لبيّنه لهم. ويُستحب أيضاً للحاج أن يبيت بمنى ليلة عرفة؛ لفعله صلى الله عليه وسلم، فإذا صلى فجر اليوم التاسع مكث حتى تطلع الشمس، فإذا طلعت سار من منى إلى عرفات ملبياً أو مكبراً؛ لقول أنس رضي الله عنه: "كان يهلّ منا المهل فلا ينكر عليه ويكبر منا المكبر فلا ينكر عليه" (رواه البخاري بلفظه ومسلم)، وقد أقرهم النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك، لكن الأفضل لزوم التلبية؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لازمها. وما تم ذكره من أعمال اليوم الثامن، يسنّ للحاج فعلها؛ تأسياً بالرسول صلى الله عليه وسلم وليست واجبة، فلو قدم إلى عرفة يوم التاسع مباشرة جاز؛ لكن لا بد أن يقف بعرفة محرماً سواء أحرم يوم الثامن أو قبله أو بعده.