ضمن أعمال «منتدى البحرين الصناعي 2016» الذي ستستضيفه البحرين الأسبوع المقبل، يناقش اقتصاديون الصناعات التي تتناسب مع توجهات المنطقة وتلائم اقتصاداتها وتسهم في خلق الفرص الاستثمارية والوظيفية بما يحولها من دول معتمدة على النفط إلى دول تتمتع باقتصاد صناعي متنوع. ويرى عدد من خبراء الصناعة في دول المنطقة أنه بات من الضرورات الملحة تبني نهج سياسات التنويع الاقتصادي وتنويع القاعدة الاقتصادية، لا سيما في دول الخليج، إذ إن ذلك يجعلها بمنأى عن التحولات والتقلبات في السوق العالمية للغاز والنفط على المدى الطويل، إلى جانب إيجاد فرص عمل لمواطنيها في القطاع الصناعي، وتوفير المزيد من المعرفة والتحضير لعملية الانتقال إلى اقتصاد ما بعد النفط والغاز في نهاية المطاف. وحول ذلك علق الخبير الاقتصادي السعودي الدكتور إحسان بوحليقة أن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أمام تحدٍ حقيقي في إعادة هيكلة قطاعها الصناعي، فالتوجه الرئيس الذي اختطته دول المجلس هو الصناعات التحويلية القائمة على الهيدروكربونات كلقيم أو طاقة، وكان هذا التوجه مفيداً لاستيعاب الفوائض آنذاك والمساهمة في تنويع اقتصادات الدول القائمة على النفط. جاء ذلك تعليقاً على مشاركة بوحليقة كمتحدث في منتدى البحرين الصناعي 2016 التابع لقمة مينا الصناعية الذي سينطلق في العشرين من الشهر الجاري على أرض البحرين بفندق آرت روتانا أمواج، إذ يناقش المنتدى في الجلسة الثانية منه الصناعات التي من المؤمل أن تعول عليها دول المنطقة فيما إذا كانت هذه الدول تعمل على تحسين وتطوير قطاعها الصناعي لزيادة مساهمته في الدخل الوطني للاقتصاد بعنوان: «أي الصناعات تحتاجها المنطقة ويمكن أن تعول عليها»، إذ تخصص هذه الجلسة لخبراء القطاع الصناعي في دول المنطقة للبحث والتمحيص في أي الصناعات التي تتطلع إليها دول المنطقة، وما هي القطاعات الصناعية التي أمامها فرصاً أكثر للنمو والتوسع في الفترة القادمة؟ وأضاف الدكتور بوحليقة: «يجب على دول المجلس أن تتجه بذات الحماس للصناعات المعرفية المرتكزة على البحث والتطوير والإبداع، وليس على الموارد الطبيعية ذات المردود العالي من حيث القيمة المضافة للاقتصاد من حيث توفير فرص وظيفية قيمة وفرص استثمار تتكامل مع المنشآت الصغيرة والمتوسطة». ويشارك في الجلسة ذاتها إلى جانب أبو حليقة، كل من رئيس أمناء مركز مينا للاستثمار الدكتور زكريا هجرس، ورئيس مجلس إدارة واحة بيتك الصناعية أسامة الخاجة، والأمين العام لاتحاد غرف الخليج التجارية عبدالرحيم نقي. ويدير الجلسة نائب الرئيس التنفيذي لشؤون التكرير والتسويق في شركة نفط البحرين إبراهيم طالب. ويتضمن المنتدى الذي يأتي بتنظيم من «بحرين بزنسز» وبالتعاون الوثيق مع «مركز مينا للاستثمار» – شريك استراتيجي، واليونيدو، حلقتين نقاشيتين، بشعار: «نحو تنمية صناعية مستدامة في دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا»، يشارك فيهما نخبة من أبرز خبراء الصناعة على مستوى البحرين والسعودية. ويعد المنتدى منصة خصبة للأفراد والشركات على حدٍ سواء، ولا سيما أنه فرصة للمشاركة في صنع مستقبل المنطقة الصناعية، والاستماع من المسؤولين والمشتغلين بالقطاع، وهو كذلك فرصة للالتقاء بصانعي القرار وإيصال وجهات النظر لهم، كما يمكن للمستثمرين ورجال الأعمال الاستفادة من المنتدى لإقامة علاقات العمل، وفرص للترويج عن أنشطة مؤسساتهم ومنتجاتها، كذلك يعد المنتدى فرصة للاطلاع على آخر مستجدات القطاع الصناعي من مختصين ومسؤولين من القطاعين العام والخاص من أرجاء المنطقة كافة، إضافة إلى أن المنتدى يوفر العديد من البيانات والدراسات المعتمدة التي أعدت خصيصاً له.