×
محافظة المنطقة الشرقية

أمير نجران يكرّم اللواء العمري ويبارك تعيين الغانمي خلفا له

صورة الخبر

عاشت المملكة نهضة اجتماعية في السبعينيات الميلادية كان من نتائجها الصغيرة ظهور منتخبنا الوطني كبطل لآسيا، ورقمها الثابت في الثمانينيّات والتسعينيات، ومن ثم بدأ الانحدار في مستوى المنتخب الوطني- على نحو تدريجي- من الألفية لأسباب تعود إلى مشاكل اجتماعية أخرى. ففي السبعينيات الميلادية بدأت في المملكة الطفرة النفطية الأولى التي عاش المجتمع حينها تحولا من حالة الفقر إلى الرخاء، كما بدأت حينها أول خطة خمسية تنموية، إذ بدأت الهيكلة الإدارية فيها على نحو علمي، وتحول المملكة إلى دولة أنظمة وإجراءات فضلا عن استحداث عدد من المؤسسات الحكومية وزيادة حركة القطاع الخاص، وزيادة معدلات الابتعاث للخارج، وسفر الكثير من أفراد المجتمع العاديين إلى الخارج للسياحة، كل تلك العوامل أدت إلى وجود مجتمع حيوي قادر على بناء حضارة، وتسجيل اسم المملكة كواحدة من الدول النامية التي يشار إليها بالبنان. وبدأ أول تراجع بعد الطفرة الأولى، في اعقاب حرب الخليج الثانية خلال التسعينيات حينما غزا صدام الكويت، وتزايدت الديون على المملكة، تزامناً مع انخفاض أسعار النفط، ما شكل ضغطاً على المجتمع وقلل من حركة أفراده وحيويته، وبدأنا نشاهد آثار تلك الأزمة، التي كان من بينها المنتخب الوطني الذي عاش التراجع منذ بداية الألفية. لقد غدت كرة القدم أو الرياضة بشكل عام مرآة للدول والمجتمعات أو كما يقول أحد المحللين الرياضيين المكسيكيين إن أي منتخب لكأس العالم يعكس النموذج الاجتماعي لبلاده، فمنتخب أسبانيا الذي فاز بكأس العالم عكس حلم الطبقة الوسطى في البروز بينما عكس منتخب فرنسا عام 98 تطلع فرنسا للتعدد الإثني. إن المشكلة التي تعاني منها منتخباتنها الوطنية في جميع الرياضات ، وعلى وجه الخصوص كرة القدم، ليست مشكلة فنية أو إدارية تتمثل في مدرب ما أو لاعبين أو رئيس اتحاد الكرة، بل هي مشكلة مجتمع لم ينتج لنا نهضة كروية كالتي حدثت في السابق، أي أن الثقافة الاجتماعية الحالية لم تساعد على إنتاج جيل كروي بارز، فالثقافة الحالية بدأت تُظهر مساوئها أكثر من محاسنها، فعدم التزام اللاعبين، وضعف مهنيتهم الكروية وحتى تصريحاتهم الرياضية غير الرصينة هي جزء من تلك المشكلة، وما عدم احتراف أي لاعب سعودي بالخارج كما الكوريون أو اليابانيون إلا دليل على أن هناك نقصا ثقافيا لم يؤهل لاعبينا لمقارعة اللعبين البارزين على مستوى العالم. ولذلك علينا إعادة النظر في مخرجات المجتمع وإنعاشه ليس فقط بمسكنات بل بالترحم عليه ودفنه بطريقة غير مستفزة، ومن ثم إحياء كائن آخر أكثر إنتاجية والتزام أخلاقي ونضج اجتماعي، لنتمكن بعدها من الوصول إلى مصاف المنتخبات الكبيرة، ليس فقط على مستوى كرة القدم بل على مستوى جميع الرياضات، والأولمبياد خير مقياس.