×
محافظة المدينة المنورة

حج / تدشين حملة تنفّذ "تعظيم المسجد النبوي"

صورة الخبر

استمع مارلين سلوم هل المجتمع الغربي، وخصوصاً الأمريكي والبريطاني، معافى تماماً من أمراض التدخين والمخدرات؟ هل هذه المجتمعات فاضلة حتى نراها على الشاشة الصغيرة تقدم مسلسلات، فيها ما شئت من الواقع والخيال، من العشق والحب والكره والصراعات، لكنها خالية من التدخين، ومن أي مشهد يتعاطى فيه الأبطال أياً من أنواع المخدرات؟ المسلسلات المصرية صارت مريضة بالتدخين والإدمان، حتى صار المشاهد يحسب أن كل المجتمع، إمّا مدخناً وإمّا متعاطياً. لا نفهم حقيقة إن كان الكاتب هو من يفرض في نصوصه أن يكون كل أبطاله من هذه النوعية، أم أن المخرج يرى في تلك المشاهد واقعاً أكثر من اللزوم فيفرضه على الجميع؟ نحاول غالباً أن نربط بين طبيعة الشخصيات وأدوارها، وبين تلك السجائر، وجلسات الكيف التي نراها، فلا نجد إلّا القليل من المنطق، والكثير من المبالغة غير المبررة. ونحاول أن نتفهم شراهة هؤلاء النجوم في التدخين أثناء التمثيل، ولا نجد أي مبرر على الإطلاق. فهل تحسبون مثلاً أن كل من أصيب بنكسة في حياته يلجأ للسيجارة فوراً، أو يصير مدمناً؟ هناك كثير من الناس يصابون بأزمات نفسية، وهم أصلاً يكرهون التدخين، يتعالجون ويترددون على أطباء نفسيين ولا يدخنون. يمكن للمرأة أن تكون عصرية ومتحررة من دون أن تحمل السيجارة، وتدخن طوال المسلسل. ويمكن للبطل أن يكون بطلاً، ويجذب المعجبات والمعجبين، من دون أن ينفخ الدخان في كل لقطة ومشهد. مؤكد هناك من يقول لك، إنه الواقع، وإننا نحاكي مجتمعنا، كي نقترب من هموم الناس، وكل تلك الشعارات التي يبررون بها الانزلاق السريع في المسلسلات، نحو الحضيض. هل تعتقدون أن المسلسلات الغربية لا تحكي الواقع؟ لكنها لا تروج للتدخين، والأهم خطر أنها لا تقدم مشاهد جلسات الكيف، وكأنها سِمة من سمات المجتمع، عادية جداً، لا تهز أحداً، والجميع يتقبلها برحابة صدر. هل تحسبون أن تعاطي المخدرات غير منتشر لديهم، ولا يعانونه؟ بلى، لكنهم لا يزيدون الطين بلّة بتكريس صور أبطالهم، وبيدهم سيجارة عادية أو سيجارة حشيش. وهنا نتحدث عن التمثيل، لا عن حياتهم الخاصة، بعيداً عن الأضواء. كلنا نشاهد الدراما المصرية، إذاً كل المجتمعات العربية متضررة من تلك المشاهد الهدّامة. لذا قولوا لنا، لماذا هذا الإصرار على تشويه المجتمع المصري أولاً، ونشر الرغبة في التدخين، وتعاطي المخدرات في كل بيت؟ وأنتم تعلمون جيداً أن للشاشة تأثيراً كبيراً على كل من يشاهدها، فما بالكم إذا كان معرّضاً للمشاهد نفسه، وتتكرر كل مساء، وفي غالبية الأعمال؟ صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي في وزارة التضامن الاجتماعي في مصر، يصدر كعادته إحصائيته حول المشاهد التي تضمنت تدخيناً في المسلسلات الرمضانية، ولكن لا أحد تستوقفه هذه الأرقام، ولا حتى الرقابة أو أي نقابة فنية تحاول تدارك الأمر، خوفاً على الآثار السلبية التي تنعكس على الشباب والأطفال. يقول الصندوق إن عدد مشاهد التدخين والتعاطي في مسلسلات هذا العام الرمضانية، نحو 29 مسلسلاً، بلغ 2261 مشهداً، توّزعت ما بين 543 مشهداً لتعاطي المخدرات والكحوليات، و1727 مشهداً لتدخين السجائر. أي أن إجمالي المساحة الزمنية لمشاهد التدخين والتعاطي 63 ساعة و27 دقيقة، في شهر واحد. أليست هذه جرعة زائدة؟ ألا تتوقعون أن يكون لها أي أثر سلبي على الناس؟ ليس منطقياً أن ننقل كل الواقع كما هو في الحياة، إلى الشاشة، وإلّا صارت الفجاجة والدعارة والإباحة وقلة الأخلاق، أيضاً، جزءاً من الواقع الذي علينا أن نتقبله على الشاشة، كما هو في الحياة، وأن يصير مقبولاً، وتتعود عليه العيون والنفوس؟! جمِّلوا الصورة كي نُجمِّل مجتمعاتنا. marlynsalloum@gmail.com