اتهمت صحيفة «كيهان» الإيرانية سفراء بريطانيا وألمانيا وفرنسا في طهران بأنهم عملاء لأجهزة الاستخبارات في دولهم، معتبرة انهم شغلوا مناصب بارزة في تلك الأجهزة. وكتب رئيس تحرير الصحيفة حسين شريعتمداري، وهو أصولي متشدد، أن نيكولاس هابتون، السفير البريطاني الجديد الذي تسلّم مهماته الأسبوع الماضي، هو شخصية بارزة في جهاز الاستخبارات الخارجي البريطاني (أم آي 6)، مضيفاً أن السفير الفرنسي فرنسوا سنمو هو أيضاً من الأعضاء المخضرمين في الفرع الخارجي لجهاز الاستخبارات الفرنسي. وتابع أن السفير الألماني الذي سيتولى مهماته في طهران قريباً، ميكايل كلور بركتولد، عمل مساعداً لرئيس جهاز الاستخبارات والأمن في بلاده. ونبّه إلى أن لدى هؤلاء السفراء جدول أعمال خاصاً في إيران، محذراً حكومة الرئيس حسن روحاني من خطرهم. وتزامنت افتتاحية شريعتمداري مع تعيين هابتون سفيراً جديداً لبريطانيا في طهران، بعد قطيعة دامت 4 سنوات اثر اقتحام طلاب متشددين مبنى السفارة 2011، ومع زيارة رئيس البرلمان الفرنسي كلود بارتولون إلى إيران. والتقى بارتولون أمس علي أكبر ولايتي، مستشار الشؤون الدولية لمرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي، والذي اعتبر أن طهران وباريس «تستطيعان التعاون لإنهاء الحروب المدمّرة في المنطقة». وأضاف: «علاقتنا بفرنسا طويلة ومتجذرة، وشهدت تذبذباً، ولكن لم تكن هناك أي ذكرى سيئة ومقلقة بين إيران وفرنسا، كما هو الأمر مع دول أخرى». وأعرب ولايتي عن أمله بـ «إنهاء ما يحدث في المنطقة، على شكل حروب قبلية ومذهبية، وإنهاء حروب سورية والعراق واليمن». وأضاف أن «دولاً مثل فرنسا التي لديها ماض طويل في سورية ولبنان، وإيران التي تحظى بنفوذ ضخم في المنطقة، يمكنها إنهاء هذه الحروب المدمّرة، بتعاونهما معاً». وحض باريس على انتهاج «سياسة مستقلة في المنطقة»، وزاد: «نحن مستعدون لدعم هذه السياسة المستقلة، على أساس حفظ وحدة سورية ولبنان والعراق، وسيادتها». وتطرّق ولايتي إلى «احتكاك» آخر للبحريتين الإيرانية والأميركية في الخليج، معتبراً الأمر «عملاً طبيعياً يستهدف أي قطعة بحرية تحاول الاقتراب من مياهنا الإقليمية». وكان مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية أعلنوا أن سفينة دورية تابعة للبحرية الأميركية غيّرت مسارها، بعدما اقتربت سفينة هجومية تابعة لـ «الحرس الثوري» الإيراني منها، حتى باتت على بعد 91 متراً الأحد الماضي، في حادث هو الرابع خلال أقلّ من شهر. وقال ناطق باسم الوزارة إن سبعة زوارق سريعة إيرانية «تحرّشت» بسفينة «فايربولت» الأميركية، مضيفاً أن ثلاثة منها اقتربت وهي شاهرة أسلحتها، إلى مسافة تقل عن 500 متر من البارجة الأميركية، ولم ترد على نداءات الراديو التي وجّهتها. وتابع أن زورقاً إيرانياً اتّجه في شكل مباشر صوب السفينة الأميركية، ما أجبرها على تغيير مسارها لتفادي الاصطدام به. وزاد: «هذا مثال آخر عن احتكاك خطر وغير مهني مع الحرس الثوري». وأشار إلى أن الأمر خطر، لأن الضباط الأميركيين «يملكون تطبيق حق الدفاع عن النفس». ولفت مسؤول عسكري أميركي إلى 31 حادثاً مماثلاً مع سفن إيرانية هذه السنة، ما يشكّل تقريباً ضعف العدد عن الفترة ذاتها من العام الماضي. وأضاف: «لا نرى هذا النوع من النشاط غير الآمن وغير المهني، من أي دولة أخرى». إلى ذلك، أقرّت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بأن 1.7 بليون دولار حوّلتها إلى طهران مطلع السنة، دُفعت نقداً في شكل كامل، ولكن ليس بالدولار. وقال ناطق باسم وزارة الخزانة إن الدفع نقداً كان ضرورياً بسبب «فاعلية العقوبات الأميركية والدولية» التي عزلت إيران عن النظام المالي العالمي. ويشكّل هذا المبلغ تسوية لنزاع قديم بين طهران وواشنطن. على صعيد آخر، أعلنت طهران أنها قتلت 10 «إرهابيين» من حزب كردي قرب مدينة سردشت شمال غربي إيران.