دبي: الخليج نُظمت، مساء أمس، في فندق البستان روتانا دبي، أولى الأمسيات الشعرية المصاحبة لاجتماعات المكتب الدائم، والتي تتخذ من اسم المبدع الإماراتي الراحل أحمد أمين المدني عنواناً لها، بعد أن كان له دور رائد في النهضة الشعرية الإماراتية، وترك دواوين تنضح بالجمال والعذوبة. شارك في الأمسية الشعراء: محمد عبدالله البريكي الإمارات، وأشرف العاصمي سلطنة عمان، وسيدي ولد أمجاد موريتانيا، و مبارك سالمين اليمن، وصلاح الدين الحمادي تونس، ومراد السوداني من فلسطين، وبديع صقور سوريا، وأدارتها الكاتبة الإماراتية صالحة عبيد، التي قرأت عدة قصائد لأمين المدني، احتفاء بتراثه الشعري، ومما قرأته له: تمر بقربي على الدرب يطويك صمت الغريب وفي مقلتيك سكون العدم كأن لم ينور حياتك حبي زماناً غريقاً بأحلى نغم ولم أك يوماً على شفتيك لحوناً.. تموجاً بشوقي إليك.. تمنيت لو أننا قد رجعنا.. غداً، وراءنا شحوب الهلال.. وراء سكون التلال.. قرأ العاصمي ثلاث قصائد قوية السبك، أبدع فيها صوراً بارعة، وجاء فيها: وأنا الغريب وللشموع سهادي ذابت لتحرق نشوة الميلاد وأنا النقوش الزاهيات حكاية منسية من أعرق الآباد وأنا القصيدة جمرها يمشي على كبدي فيشهق ملهب الحدّاد وبدوره، قرأ ولد أمجاد، قصائد ذات لغة ناصعة، وإيقاع عالٍ، تغنى فيها بموضوعات وطنية وعربية: قلعة المجد أبشري من جديد.. برؤى الفن والهوى والقصيد ونشيد من الجمال الموشّى بشذا الحب، يا له من نشيد, وألقى مبارك سالمين قصيدتين اتبع فيهما أسلوباً سردياً، يلامس الحكاية: تخيلت أني عالق في المطار: في الليل، أمضغ فاكهة مصنوعة من لدائن المطاط وفي الصباح أحدق في الجمر ووجوه المارة وأقارنها بوجوه قد أعرفها، من جهات متحاربة علينا. وقرأ مراد السوداني، قصيدة مطولة شجر يدق على زبيده، اتسمت بقوة بناء الصورة، وحلاوة الإيقاع، وجاء فيها: مطر يرن على سرير الليل لا الليل غطاني بجمرته اللعوب ولا الحرس.. نادوا على حلمي البهي لكي أطير كأي أغنية على شوق الحبيب ليل جرس.. مطر من الشجر المعاند والصهيل ولا فرس. أمّا بديع صقور فقرأ قصيدة طويلة استحضر فيها العوالم الشعرية والإنسانية للشاعر الراحل الكبير محمود درويش: وصية الوردة قالت لي الوردة: خذ رأسي ولا تطالبني بالانحناء خذ عنقي ودع لي العطر وصية السفينة قالت لي السفينة: لا تلم الريح وقت يصير القبطان كهلاً. أمّا الشاعر محمد البريكي، فقرأ ثلاث قصائد وجدانية تميزت بالتصوير، وعمق الرؤية: ما حملتْ روحي كتاباً مبعثرا أجيءُ ولكن ألمحُ الجمرَ أخضرا كبيرٌ بغصنِ الحبِّ طيري.. كأنَّهُ يحطُّ على الغيماتِ لو كانَ أصغرا على كتفي الأرضُ تحمل وزرَها ويحملُني ضلعٌ أراهُ مكسّرا هو الشعرُ لا يأتي على غيرِ نزوةٍ تُلوّعُهُ بالبعدِ والشوقِ والكرى