تنتظر أسواق النفط العالمية إجراءات محددة من الدول المنتجة بعد أن اتفقت السعودية وروسيا أمس الاثنين على تشكيل مجموعة عمل لإعادة الاستقرار إلى الأسواق، بينما يستمر الحديث عن موقف إيرانمن هذه الجهود. وعقد الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) محمد باركيندو اليوم الثلاثاء اجتماعا مع وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه في طهران لمناقشة أوضاع سوق النفط العالمية والأسعار. ويبدو أن عمل إيران على زيادة إنتاجها النفطي الذي يبلغ حاليا نحو 3.8 ملايين برميل يوميا ما زال يمثل نقطة شائكة في المحاولات الجديدة للتوصل إلى اتفاق واسع النطاق بين كبار المنتجين. تصريحاتبوتين وقد قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الاثنين إنه يرى من الإنصاف أن يعود إنتاج النفط الإيراني إلى ما كان عليه قبل العقوبات الدولية، أي ما يزيد على أربعة ملايين برميل يوميا. وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك إنه لا يوجد إجماع داخل أوبك بشأن ما إذا كانت إيران قد وصلت بالفعل إلى مستويات إنتاج ما قبل العقوبات. بوتين عبر عن تأييده الحجج الإيرانية في مسألة الإنتاج (رويترز) في غضون ذلك، تذبذبت أسعار النفط صعودا وهبوطا في أوائل تعاملات اليوم بعد أن ارتفعت أمس الاثنينمع أنباء اتفاق السعودية وروسيا على تشكيل مجموعة عمل لمراجعة مستويات العرض والطلب، وتقديم توصيات لتحقيق الاستقرار في السوق. ودارت أسعار النفط صباح اليوم الثلاثاء حول 47.5 دولارا للبرميل منخفضة عدة سنتات عن مستوى إغلاق أمس. ورأت وكالة رويترز أن ذلك يرجع إلى عدم اتخاذ إجراء فوري لدعم الأسعار، إذ تنتظر الأسواق إجراء محددا لتقليل فوائض الإنتاج. وتبدي السعودية ثاني أكبر منتج في العالم موقفا متأنيا فيما يتعلق بفكرة تثبيت مستويات إنتاج النفط، فقد صرح وزير الطاقة السعودي خالد الفالح أمس الاثنين بأنه لا حاجة في الوقت الراهن لتثبيت الإنتاج، لكنه وصف هذه الخطوة بأنها أحد الاحتمالات المفضلة. أما روسيا أكبر منتج في العالم فتبدو أكثر حماسا للفكرة، بحسب تصريحات عدة مسؤولين، في مقدمتهم الرئيس الروسي. وأشار وزير الطاقة الروسي أمس إلى مقترحات بتثبيت الإنتاج عند معدلات أحد أشهر النصف الثاني من عام 2016. وأضاف أن روسيا مستعدة لقبول أي شهر مقترح، وأن الأمر سيناقش في اجتماع فيالجزائر. وصرح الوزير بأن بلاده ناقشت مع السعودية خيار خفض إنتاج النفط أيضا لتعزيز الأسعار. ومن المنتظر أن تجتمع الدول المنتجة للنفط داخل أوبك وخارجها على هامش منتدى الطاقة الدولي الذي يعقد في الجزائر أواخر الشهر الجاري. وقد رحبت عدة دول بالاتفاق السعودي الروسي، من بينها قطر والكويت والإمارات.