استقبلت شاشات دور العرض الإماراتية، مساء أول من أمس، فيلم الأنيميشن «بلال»، في عرضه التجاري الأول، ليصبح هذا العمل الذي أنتجه وأخرجه السعودي أيمن جمال، ليس فقط أول فيلم بإنتاج عربي يصل إلى دور السينما المحلية مصحوباً باهتمام إعلامي ملحوظ، بل أحد الأفلام التي نجحت في العودة للعرض في دبي تحديدا، بعد أن تم الكشف عنها للمرة الأولى ضمن عروض مهرجان دبي السينمائي، حيث كان «بلال» واحداً من أكثر الأفلام التي شهدت احتفاء ملحوظا وقت عرضه في النسخة الماضية من دبي السينمائي، بما في ذلك الاهتمام الجماهيري. مدينة تحتضن الحلم وصف منتج ومخرج فيلم «بلال»، السعودي أيمن جمال، دبي، بالمدينة الحاضنة للحلم. وأضاف: «لا يسعني إلا أن أكون ممتناً لتلك الإمارة الحاضنة للحلم، بداية من التواجد المهم للعمل في مهرجان دبي السينمائي، مروراً بأن تكون هي المحطة الأولى للعرض العالمي الأول». وعلى الرغم من أن مساء دبي، ليلة أول من أمس، كان مشغولاً بالعديد من الفعاليات المهمة، الا أن عدداً كبيراً من الفنانين والإعلاميين حرص على التواجد في هذه المناسبة التي أقيمت في مجمع سينمات «نوفو» في «ابن بطوطة مول»، وشهدت حضور نجم هوليوود «أدوالي أباجي»، لتتحول مناسبة انطلاق الفيلم إلى مناسبة للمرور على السجادة الحمراء، والتقاط الصور التذكارية بصحبة اباجي. وبعد أن استضافت دبي عروضاً أولى لأفلام عالمية وعربية جماهيرية، يجيء «بلال» ليختبر الحضور الجماهيري، والاهتمام الاعلامي بعمل ذي نمط مختلف هذه المرة، وذي محتوى متكئ على التراث العربي، ولكن بصيغة عالمية، ووفق تقنية الانيميشن التي تشهد مزيداً من الرواج على صعيد صناعة الأفلام العالمية. وحسب منتج العمل أيمن جمال فإن الفيلم الذي تمت دبلجته إلى سبع لغات، على موعد مع جولة لافتتاحيات عروضه في عدد من البلدان العربية، ستكون المحطة المقبلة العاصمة اللبنانية بيروت. وقال جمال إن ميزانية العمل تصل إلى نحو 30 مليون دولار، فيما شارك في إنجازه أكثر من 360 محترفاً ضمن فريق العمل من رسامين وممثلين عالميين من هوليوود وديزني وغيرهما، إلى جانب خبرات إنتاجية وفنية لنخبة من المختصين العرب والعالميين. وتابع: «عندما أنشأنا أول استوديو (أنيميشن) من نوعه في الشرق الأوسط، كان الهدف المساهمة في تطوير صناعة السينما في المنطقة والوصول بها إلى العالمية». يروي فيلم «بلال» قصة بطل تحدى الظلم، ليصبح قائداً عظيماً ومصدر إلهام لأجيال. قصة بلال هي قصة أملٍ ورجاء، وانتصار للإرادة على الأغلال التي تقيّد نفوسنا لا أجسادنا. وأضاف جمال: «يعد فيلم (بلال) بداية لولادة صناعة سينمائية عالمية في الشرق الأوسط، فقد تم إنتاجه ليتفوق على الكثير من أفلام (الأنيمشن) العالمية من حيث الجودة». وحول طرح النسخة الأولى من العمل باللغة الانجليزية وليس العربية أشار جمال إلى أن «ذلك كان لأسباب تسويقية عدة تتعلق بوصول العمل والرسالة التي يحملها إلى أكبر شريحة ممكنة». وأضاف: نعمل في إطار الشركة المنتجة «برجون انترتينمت» على عدد من المشاريع الهادفة، فنحن نحن لا نتحدث هنا عن قصص من الخيال، ولكن هي قصص مُستلهمة من أبطال حقيقيين، نسعى عبرهم إلى إيصال الصورة بشكل درامي وترفيهي مؤثر. قد نضيف إليها أحياناً عناصر إبداعية لتجميع القصة وتقريب هذا البطل من الفئة العمرية التي نستهدفها. وتابع جمال: «العالم العربي لديه أبطال كثر، بعضهم من الصحابة الأجلاّء، وشخصيات عدة ملهمة أمثال عباس بن فرناس وجحا وآخرين في العديد من المجالات.. هدفنا أن نأخذ هذه الشخصيات ونحولها إلى دراما جديدة ذات طابع ترفيهي هادف، فالترفيه هو العامل الأهم في السينما و(الأنيميشن)، لأننا لا نسعى إلى تقديم درس في التاريخ، بل نحاول أن نقدم مادة ترفيهية بديلة تتضمن محتوى من تاريخنا وتراثنا. إن هذه المادة الترفيهية ليست موجهة للعرب فقط بل للعالم بأسره، فنحن الآن في إطار عرض فيلم بلال في أميركا وألمانيا وفرنسا والصين وغيرها». وبعد العرض الأول في الإمارات، ثم لبنان، من المقرر أن تطير أسرة العمل إلى كل من البحرين وقطر والكويت ولبنان والأردن وسلطنة عمان والعراق من أجل دعم افتتاح عروض «بلال»، الذي ينتظره أيضاً تواجد أكبر في عدد من الدول الأوروبية حسب الجهة المنتجة. فريق ضخم وصف أيمن جمال طاقم العمل لفيلم «بلال» بالضخم، مشيراً إلى أن هذه النوعية من أفلام «الأنيميشن» صالحة لأن تكون بمثابة نافذة عالمية على التراث والثقافة العربية والإسلامية. وتابع: «عمدنا إلى دبلجة العمل بسبع لغات بميزانية قاربت 30 مليون دولار، عبر خطة إنتاجية طالت لثلاث سنوات، ووفق شروط سينمائية لكل نسخة، وهناك فرصة رائعة لاستلهام أعمال سينمائية من واقع السير والأحداث المضيئة التي يزخر بها تاريخنا المشرق، ولكن المهم أن يتم كل ذلك وفق شروط سينمائية احترافية».