أطفال لم يتعد عمرهم 6 سنوات، يتجمعون في حلقات متصلة، يختلفون في الشكل والديانة، ويتحدون في حب الفن وعزف أحلامهم بآلة «الانكولونج». تلك الآلة، ساهمت في تغيير مستقبل أطفال الشوارع بجزيرة جاوة الغربية في إندونيسيا منذ أكثرمن 500 عام، واستطاعت أن تجعلهم صانعي البهجة والسعادة. تمتليء القاعات في جاوة بروح البهجة خلال عروض «الانكولونج» ويشارك الحضور بالرقص والعزف عليها، وتتخلل هذه العروض عروض كرنفالية وعروض بالعرائس الشعبية الإندونيسة. وتقول كاتي مارين، قائدة إحدى فرق «الانكولونج» في باندونج، إن هذه الآلة بسيطة في تكوينها، مصنوعة من خشب البابمو، وتتكون من 7 نغمات أساسية، وتتمير بسهولة العزف عليها ولا تتطلب مجهوداً في تعلمها. وتضيف: «آلة الانكولونج تعني الصوت المكسور، والناتج عن الطرق على خشب البامبو ونسعى أن نشرك الحضور في العزف معنا من خلال تدريبه علي استخدامها قبل بدء العرض». وتوضح «كاتي» أن الفرقة تضم أطفالا مختلفون في الديانات والعروق الشعبية لكنهم يعملون جميعاً تحت شعار (قوتنا في اختلافنا)، وهو شعار إندونيسيا الرسمي». وتصف الراهبة الاندونيسية سور فرانشيسكا، «الانكولونج» بأنها «ألة السلام»، وتقول لــ«المصري اليوم لايت»، إنها حريصة على المشاركة في فعاليات العزف التي لا تفرق بين البشر، مضيفة أنها ساهمت في مشاركة الأطفال الأيتام بالعزف على هذه الآلة».